الدَنْمَارِك أو الدَانِمَارِك أو الدَانِمَرْك (بالدنماركية:Danmark) أو رسمياً مملكة الدانمارك (بالدنماركية:Kongeriget Danmark) بالإضافة إلى جرينلاند وجزر فارو، هي من الدول الاسكندنافية شمال أوروبا. تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا. كما تطل الدنمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال. تتكون البلاد من شبه جزيرة كبيرة، يوتلاند (يولاند) والعديد من الجزر وأبرزها جزيرة زيلاند وفين وفندسيسل تي (تعتبر عادة جزءا من يوتلاند) ولولاند وفالستر وبورنهولم وكذلك مئات الجزر الصغيرة التي غالباً ما يشار لها بالأرخبيل الدنماركي. سيطرت الدنمارك منذ فترة طويلة على مدخل بحر البلطيق. قبل حفر قناة كيل كان الممر المائي لبحر البلطيق عبر قنوات ثلاث معروفة باسم المضائق الدانماركية.
يحكم الدنمارك نظام ملكي دستوري برلماني. تمتلك الدنمارك حكومة على مستوى الدولة وحكومات محلية في 98 بلدية. هي عضو في الاتحاد الأوروبيمنطقة اليورو. الدنمارك هي عضو مؤسس في حلف شمال الاطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. الدنمارك أيضاً عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
يوجد في الدنمارك اقتصاد سوق مختلط رأسمالي ودولة خدمات اجتماعية كبيرة وتصنف من بين أعلى البلدان من حيث مستوى الدخل. للدنمرك أفضل مناخ للأعمال في العالم وفقاً لمجلة فوربس. بين 2006-2008 وضعت الدراسات الاستقصائية البلاد في المرتبة الأولى على أنها "أسعد مكان في العالم" استناداً إلى معايير الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم. مؤشر السلام العالمي لعام 2009 يضع الدنمارك في المرتبة الثانية بعد نيوزيلندا كأكثر البلدان سلماً.في عام 2009 أيضاً صنفت الدنمارك واحدة من الدول الأقل فساداً في العالم وفقاً لمؤشر الفساد لتحتل المرتبة الثانية فقط بعد نيوزيلندا.
اللغة الوطنية هي الدانماركية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسويدية والنرويجية، وتشترك مع البلدين بعلاقات قوية ثقافية وتاريخية. يتبع 82 ٪ من سكان الدنمارك و 90.3٪ من العرقية الدنماركية الكنيسة اللوثرية الوطنية. اعتبارا من عام 2010 وصل تعداد المهاجرين وأبناء المهاجرين في البلاد 548,000 نسمة (9.9 ٪ من سكان الدانمرك). معظم المهاجرين (54%) أصولهم اسكندنافية أو من مكان آخر في أوروبا في حين أن الباقي أساساً من الشرق الأوسط والدول الأفريقية.
الجغرافيا
خريطة الدنمارك
تشترك الدنمارك بحدود برية مع ألمانيا يبلغ طولها 68 كيلومتراً في الجنوب وعدا ذلك تمتلك 7314 كيلومتراً من السواحل. ربطت الدنمارك بالسويد منذ عام 2000 تم ربط الدنمارك عبر جسر أوريسند.
أقصى نقطة في شمال الدنمارك هي سكاغن وأقصى نقطة جنوبية هي غيدسر. أما من الغرب فهي بلوفاندشوك ومن الشرق أوسترسكير التي تقع في أرخبيل إرتولمين الذي يبعد 18 كم إلى الشمال الشرقي من بورنهولم. تبلغ المسافة من الشرق إلى الغرب 452 كيلومترا (281 ميل)، ومن الشمال إلى الجنوب 368 كم.
تتألف الدنمارك من شبه جزيرة جوتلاند (يولاند) و 443 من الجزر المسماة (1,419 جزيرة مساحتها أكبر من 100 متر مربع). من بين هذه الجزر، يوجد 72 مأهولة بالسكان وأكبرها هي زيلاند وفين. تقع جزيرة بورنهولم إلى الشرق من بقية البلاد في بحر البلطيق. ترتبط العديد من الجزر الكبيرة بجسور مثل جسر أوريسند الذي يربط زيلاند مع السويد، وجسر الحزام الكبير الذي يربط فين مع زيلاند وجسر الحزام الصغير الذي يربط يولاند مع فين. تربط العبارات أو الطائرات الصغيرة بين الجزر الصغيرة. المدن الرئيسية هي العاصمة كوبنهاغن في زيلاند وآرهوس وآلبورغ وإسبيرغ في يولاند وأودنسه في فين.
52.6 % من أراضي الدنمارك صالحة للزراعة.
تعتبر البلاد منبسطة نوعاً ما حيث يبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر نحو 31 متراً. أعلى نقطة طبيعية هي موليهوي عند 170.86 م. من التلال الأخرى جنوب غرب المنطقة نفسها عند آرهوس هي يدينغ سكوفهوي على علو 170.77 م وإير بافنيهوف عند 170.35 م.[41] تبلغ مساحة المياه الداخلية في الدانمرك الشرقية 210 كم2 و 490 كم2 في الشطر الغربي من البلاد.
منطقة دفن تذكاري في يدينغ سكوفهوي، إحدى أعلى مناطق الدنمارك.
يبلغ طول سواحل الدنمارك 7,314 كيلومترا (4545 ميل). كما لا يوجد أي مكان في الدنمارك يبعد عن الساحل أكثر من 52 كم (32 ميل). لا يمكن تحديد مساحة اليابسة في الدنمارك بشكل دقيق حيث أن المحيط يضيف أو يزيل مواداً من السواحل باستمرار وأيضاً بسبب مشاريع استصلاح الأراضي لمواجهة التآكل.
من ناحية التقسيم النباتي، تنتمي الدانمرك (بما في ذلك غرينلاند وجزر فارو) إلى المملكة شمالية والمشتركة مع القطب الشمالي والمحيط الأطلسي الأوروبي والأقاليم الأوروبية المركزية في المنطقة حول الشمالية. وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة، يمكن تقسيم أراضي الدنمارك إلى قسمين من المناطق البيئية: غابات الأطلسي المختلطة وغابات البلطيق المختلطة. يغطي جزر فارو مراعي جزر فارو الشمالية بينما تستضيف غرينلاند الأقاليم الحيوية كالاليت نونات من التندرا القطبية الشمالية العليا وكالاليت نونات من التندرا القطبية الشمالية الدنيا.
المناخ
منظر فضائي للدنمارك
تقع الدنمارك في المنطقة المناخية المعتدلة. لا يعد الشتاء بارداً جداً، حيث يكون وسطي درجات الحرارة في يناير وفبراير عند 0.0 درجة مئوية، بينما يكون الصيف بارد نسبياً مع وسطي درجة حرارة في أغسطس عند 15.7 درجة مئوية. تهطل الأمطار في الدنمارك بمتوسط 121 يوماً في السنة ليبلغ معدل هطول الأمطار 712 ملم في السنة؛ تغزر الأمطار في الخريف بينما تقل إلى أدناها في الربيع.
غرينين قرب سكاغن، أقصى مناطق الدنمارك شمالاً.
بسبب موقع الدنمارك الشمالي، فإن طول النهار وبزوغ الشمس يتنوع جداً. هناك أيام قصيرة خلال فصل الشتاء حيث تشرق الشمس حوالي الساعة التاسعة صباحاً لتغرب عند الرابعة والنصف مساء، فضلاً عن أيام الصيف الطويلة حيث تشرق الشمس عند الساعة الرابعة صباحاً وتغرب عند الساعة العاشرة مساء. يحتفل تقليدياً بأقصر وأطول يوم في السنة. يتزامن الاحتفال بأقصر يوم مع عيد الميلاد (يول بالدنماركية). تركز الاحتفالات الحديثة على عشية عيد الميلاد في 24 ديسمبر. يول هي كلمة من النوردية بصيغة الجمع تشير إلى أن المجتمع ما قبل المسيحية احتفل بموسم ذا أعياد متعددة. جلبت المسيحية الاحتفال بعيد الميلاد، مما أدى إلى استخدام الاسم النوردي أيضاً للمناسبة المسيحية. بينما أخفقت الجهود التي بذلتها الكنيسة الكاثوليكية لاستبدال هذا الاسم باسم عيد الميلاد (كريستميس). الاحتفال بأطول يوم يجري في منتصف الصيف، والذي يعرف في الدنمارك باسم عشية القديس يون. وأيضاً تجرى الاحتفالات بمنتصف الصيف منذ عصور ما قبل المسيحية.
البيئة
جرف مونس وهو الأعلى في الدنمارك
حتى عام 1847 كان الاعتقاد سائدا أن هيملبيرجيت أعلى نقطة في الدنمارك عند 147م
صدر عن الدنمارك مواقف متقدمة تاريخياً للحفاظ على البيئة، حيث أنشأت وزارة البيئة عام 1971 وكانت أول بلد في العالم ينفذ القانون البيئي في عام 1973.
للتخفيف من التدهور البيئي والاحتباس الحراري وقعت الحكومة الدنماركية الاتفاقات الدولية التالية: معاهدة أنتاركتيكا؛ برتوكول كيوتو؛ وقانون الأنواع المهددة بالانقراض. ساعدت هذه الاتفاقات في خفض انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون من الدانمرك.
صنفت الدنمارك في المرتبة العاشرة عالمياً من حيث "الحياة الخضراء" في مسح لمجلة ريدرز دايجست عام 2007. كما تعرف كوبنهاغن بكونها واحدة من أكثر المدن الصديقة للبيئة في العالم.يعزى نجاح المدينة البيئي إلى نجاح سياسة البلدية القوية جنبا إلى جنب مع سياسة وطنية سليمة، حيث حصلت بلدية كوبنهاغن في 2006 على جائزة الإدارة البيئية الأوروبية.تمنح هذه الجائزة للتخطيط البيئي الشامل على المدى الطويل. تحولت في الآونة الأخيرة العديد من البلديات الصغيرة في الدانمرك مثل لولاند وبورنهولم إلى قادة بيئيين. الدنمارك موطن لخمسة من عشرة في العالم من محطات التدفئة المركزية على الطاقة الشمسية والتي يقع أكبرها عالمياً في منطقة مارستال في جزيرة إيرو.
كوبنهاغن هي رأس الحربة في الحركة البيئية الخضراء المشرقة في الدنمارك. في عام 2008، ذكرت كلين إيدج كوبنهاغن اعتبارها واحدة من قادة التقنية النظيفة في كتاب ذا كلينتك ريفولوشن. المدينة هي مركز التنسيق لأكثر من نصف الشركات الـ 700 الدنماركية التي تعتمد التقنية النظيفة وتدير نحو 46 من المؤسسات البحثية. توظف تلك المجموعة من الشركات نحو 60,000 شخص وتتميز بالتعاون الوثيق بين الجامعات وقطاع الأعمال ومؤسسات الحكم. أهم المراكز البحثية في هذا المجال في العاصمة هي جامعة كوبنهاغن ومختبر ريسو الوطني للطاقة المستدامة والجامعة التقنية في الدنمارك التي مخبر ريسو جزء منها حالياً. لمكانتها المتقدمة في القضايا البيئية استضافت جامعة كوبنهاجن عام 2009 مؤتمر "تغير المناخ: مخاطر عالمية، تحديات وقرارات" حيث تم التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات شاملة للتخفيف من تغير المناخ من قبل المجتمع العلمي الدولي. شخصيات بارزة مثل راجندرا باشوري وهو رئيس اللجنة الدولية للتغيرات المناخية والبروفيسور نيكولاس ستيرن مؤلف تقرير ستيرن والبروفسور دانييل كامن أكدوا جميعهم على المثال الجيد في كوبنهاغن والدنمارك في الاستفادة من التكنولوجيا النظيفة وتحقيق النمو الاقتصادي مع تحقيق الاستقرار في انبعاثات الكربون.
ساحة النقاش