جمهورية جنوب أفريقيا، هي دولة كبيرة في أقصى جنوب أفريقيا. تقع في الطرف الجنوبي للقارة ويحدها كل من ناميبيا، بوتسوانا، زمبابوي، موزمبيق وسوازيلاند. كما أن دولة ليسوتو محاطة بالكامل بأراضي جنوب إفريقيا. اقتصادها هو الأكبر والأكثر تطورا بين كل الدول الأفريقية، والبنية التحتية الحديثة موجودة في كل أنحاء البلاد تقريباً.

بوجد في جنوب أفريقيا أكبر عدد سكان ذوي أصول الأوروبية في أفريقيا، وأكبر تجمع سكاني هندي خارج آسيا، وأكبر مجتمع ملون (ذوي البشرة السوداء) في أفريقيا، مما يجعلها من أكثر الدول تنوعاً في السكان في القارة الأفريقية. النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء شغل حيزاً كبيراً من تاريخ البلاد وسياساته، وقد بدأ الحزب الوطني بإدخال سياسة الفصل العنصري بعد فوزه بالانتخابات العامة لعام 1948 وهو الحزب نفسه الذي بدأ تفكيك هذه السياسة عام 1990 بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء ومجموعات مناهضة للعنصرية من البيض والهنود.

جنوب أفريقيا من الدول الأفريقية القليلة التي لم تشهد انقلاباً على الحكم، كما يتم تنظيم الانتخابات الحرة والنزيهة منذ 1994، مما يجعل للبلاد قوة مؤثرة في المنطقة، بل واحدة من أكثر الديمقراطيات استقراراً في القارة الأفريقية.

الموقع

تقع جمهورية اتحاد أفريقيا في أقصى الطرف الجنوبي من القارة الأفريقية، وتحدها نامبيا من الشمال الغربي، وبتسوانا وزمبابوي من الشمال، وموزمبيق من الشمال الشرقي، وباقي حدودها على المحيط الهندي والأطلسي.

وتبلغ مساحة جنوب أفريقيا 1,331,000 كم، وسكان الاتحاد في سنة 1988 م 33,763,000 نسمة.

ولاتحاد جنوب أفريقيا عاصمتان، تشريعية وهي مدينة الكيب وإدارية وهي بريتوريا وسكان العاصمة حوالي 750,000 نسمة، ومدينة الكيب أكثر من مليون نسمة.

وتنقسم الجمهورية إلى أربع ولايات هي: الكاب وأورنج ونتال وترنسفال، ومن أهم المدن درينان (843ألفاً) وجوهانسبرغ وسكانها 1,800,000 نسمة، ومن المدن الهامة بورت اليزابيث.

المناخ

يسود جنوب إفريقيا مناخ معتدل بصفة عامة، فيما عدا أقصى الجنوب الغربي للبلاد حيث تهب عليه الرياح الشرقية التجارية من المحيط الهندي، ونظراً لوقوع جنوب إفريقيا إلى الجنوب من خط الاستواء فإن فصول السنة بها تكون معاكسة لتلك التي تسود النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويتنوع المناخ تبعاً لتنوع الارتفاعات واتجاهات الرياح والتيارات البحرية، فتتمتع جبال الكاب بمناخ دافئ وجاف في الصيف ومناخ بارد وممطر في الشتاء، أما منطقة الساحل فحارة ورطبة في الصيف ومشمسة وجافة في الشتاء والهضاب الشرقية حارة في النهار ومعتدلة في الليل في فصل الصيف ومعتدلة في النهار وباردة في الليل في فصل الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة عادة إلي دون الصفر خلال الشتاء في الهضاب، ويتراوح تساقط الأمطار فيها ما بين 65 – 100 سم في العام، وتقل الأمطار على الساحل الجنوبي، وتندر في منطقة الصحراء.

السكان

يتكون سكان جنوب أفريقيا من عناصر عديدة، وكانوا ينقسمون حسب نظم التفرقة العنصرية إلى مجموعتين: البيض وغير البيض. ويبلغ عدد البيض حوالي 5 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد الوطنيين وهم قبائل البانتو أكثر من 24 مليون، وعدد الملونين والآسيويين 4 ملايين، أي أن عدد غير البيض يقترب من 29 مليوناً، وهم بذلك يشكلون أغلبية سكان اتحاد جنوب أفريقيا،

وتتكون الأقلية البيضاء من سكان جنوب أفريقيا من عناصر أوروبية هاجرت إلى جنوب أفريقيا أثناء احتلال هذه المنطقة، ومن العناصر البيضاء هولنديون، وألمان، وبريطانيون، وفرنسيون، هذا الخليط من العناصر أطلق على نفسه الأفريكان فخلق قومية جديدة من هذا الشتات، يتحدثون لغة مشتقة من الهولندية ممزوجة بكلمات ألمانية وإنجليزية أطلقوا عليها اللغة الأفريكانية.

يتكون الأفريقيون، وهم الأغلبية من البانتو، من مجموعات عديدة منها مجموعة نجوني، ومجموعة تسونجا، ومن المجموعة الأولى السوازي، وشعب الزولو، وكان الزولو أمة مرهوبة الجانب قبل الاستعمار الأوروبي، ومن المجموعة الثانية قبائل تسونجا، ورنجا وتسوا، وإلى جانب المجموعتين السابقتين جماعات فندا، والسوتو، وهكذا تتعدد قبائل البانتو. أما العناصر الملونة فتشكلت من خليط عن تزاوج بين الهونتنوت وهم عنصر أفريقي بالأوروبين الأوائل، وخليط نتج عن تزاوج بين الآسيويين والأوروبيين، وتتكون العناصر الآسيوية من المهاجرين إلى جنوب أفريقيا تحت سخرة العمل من الماليزيين والهنود والباكستانيين. وهكذا فإن شعوب اتحاد أفريقيا تتكون من عدة عناصر.

ومن لغات البلد الرسمية: خوسة، سوازية، نديبيلي، جنوب سوتو، شمال سوتو، تسونغة، تسوانة، فيندة.....

الإنتاج

الزراعة حرفة هامة في جنوب أفريقيا، وذلك بسبب وفرة المقومات الزاعية، وتمارس في أقليم الفلد الأعلى، وفي أقليم لبوشفلد، وعلى سفوح المرتفعات، وفي السهول الساحلية، ومن منتجات جنوب أفريقيا: القمح، والذرة، وقصب السكر، والقطن. وقد زاد إنتاج الاتحاد عن حاجة السكان. وفي جنوب أفريقيا ثروة حيوانية تزيد عن حاجة البلاد، فقد قدرت سنة1988 م ب 11,820,000 من الماشية، 29,800,000 من الأغنام، و 6,840,000 من الماعز.

وكذلك إنتاجه المعدني من الذهب حيث تشغل جمهورية جنوب أفريقيا المركز الأول في الإنتاج العالمي منذ بضع سنين، وللذهب دوره الهام في اقتصاد البلاد.

كماينتج الاتحاد الماس بكميات كبيرة، ويستخرج اليورانيوم، والفحم. ورغم هذا الثراء في الإنتاج الزراعي والمعدني والرعوي، إلا أن الاتحاد يضيق عن توفير العدالة الإنسانية للغالبية العظمى من سكانه.

هذا بالإضافة إلي معدل التنية الداخلي المرتفع بما يجعلها الدولة رقم واحد أفريقيا من حيث الاقتصاد والتصنيع في زمن قياسي حيث تتجه حاليا مصانع شركات السيارات الكبري إلي الإنتاج بجنوب إفريقيا لتكون الموزع المحلي للقارة الإفريقية بكاملها. تعتبر جنوب أفريقيا المورد الرئيسي للعديد من السلع الغذائية والصناعية للدول المجاورة لها حيث تعتمد هذه الدول في اقتصادها الضعيف علي جنوب أفريقيا كمورد رئيسي

السياسة

النظام برلماني، لكن مهام رئيس الحكومة ورئيس الدولة يجتمعان تحت لواء "رئيس جمهورية جنوب أفريقيا" الذي ينتخب من طرف البرلمان.

المحافظات

جغرافيا

صور بالأقمار الصناعية لجنوب أفريقيا

تقع جنوب أفريقيا في أقصى جنوب قارة أفريقيا، وتحتل المركز الخامس والعشرون من حيث المساحة في العالم. تتمثل مظاهر السطح في جنوب أفريقيا في هضبة كبيرة واسعة تشغل حوالي ثلثي مساحة البلاد، ويبلغ أقصى ارتفاع لها عند الحافة الجنوبية الشرقية حيث تقع جبال دراكنزبرج، وتوجد بهذه الهضبة ثلاث مناطق مميزة هي ميدلفيلد وبوشفيلد وهايفيلد، وتغطي منطقة الهايفيلد معظم أجزاء الهضبة ويبلغ ارتفاعها 1.525 م فوق مستوى سطح البحر، وتقع بوشفيلد شمال هايفيلد أو حوض ترنسفال وتنقسم هذه المنطقة إلى عدة أحواض بواسطة القمم الصخرية وتنحدر من الشرق للغرب نحو نهر لمبوبو، ويبلغ متوسط ارتفاع بوشفيلد حوالي 1.200 م. أما الجزء الغربي من الهضبة الذي يعرف بميدلفيلد، فينحدر لأسفل في الاتجاه الغربي ويبلغ متوسط ارتفاعه حوالي 915 م.

تنحدر الأرض فيما بين نهاية الهضبة والساحل الشرقي والجنوبي نحو البحر، وتضم جنوب أفريقيا جزءا من صحراء كالهاري في الشمال الغربي والتي تمتد حتى بتسوانا، كما تضم جزءا من صحراء ناميب في الغرب على طول المحيط الأطلنطي باتجاه جبال الكاب.

جبال دراكنزبرج، وهي أعلى سلسلة جبال في جنوب أفريقيا

أما بالنسبة للأنهار في جنوب إفريقيا فيعتبر نهر اورانج من أطول الأنهار بها والذي ينبع من ليسوتو ويتدفق نحو الشمال الغربي ليصب في المحيط الأطلنطي، أما نهر لمبوبو فينبع من شمال البلاد ويتدفق نحو الشمال الغربي حتى يصل إلى بتسوانا ثم يتجه شرقا على طول الحدود مع بتسوانا وزيمبابوي قبل أن يصل إلى موزمبيق ثم يستمر في تدفقه حتى يصل إلى المحيط الهندي. وينبع نهر فال في شمال شرق البلاد قرب سوازيلاند.

كما يوجد عدد آخر من الأنهار الصغيرة، ومعظم أنهار جنوب إفريقيا غير منتظمة التدفق وتنضب أغلبها معظم أوقات السنة وبالتالي لا تستخدم إلا قليلا من أجل الملاحة أو من أجل توليد القوى الهيدروكهربية، إلا أن لها بعض الاستخدامات في الري.

أهم أنهارها أورانج Orange وفال Vaal وليمبوبو Limpopo. وأطولها نهر أورانج طوله 2092 كم ويصب بالمحيط الأطلنطي.

أعلى نقطة فيها انجاسوتي 3408 م. أهم سلسلة جبلية دراكنزبرج.

يقع جزء من جنوب أفريقيا، في قارة أنتاركتيكا وهي جزر الأمير إدوارد.

تاريخ السكان

كانت جنوب أفريقيا قد استوطنها الصيادون وجامعو الثمار. وأخذت قبائل الخوخو Khoikhoi منذ 2000سنة في تربية المواشي التي حصلوا عليها من قبيلة البنتو. وبدأ الرجل الأبيض من الهولانديين المزارعين عام 1652 م. في استيطان المنطقة داخل مستوطنات معزولة، فانتشروا بها وكانت لهم لغتهم الخاصة التي كان يطلق عليها لغة أفريكانز Afrikaans، وانفصلوا عن البانتو الذين عاشوا بالداخل. ووفد المستوطنون الفرنسيون والألمان وعاشوا وسط هذه المجتمعات فيما بعد وعرفوا بالأفريكانرز Afrikaners. ومنذ مطلع سنة 1800 م، وصل المستوطنون البريطانيون وجاء الهنود كعمال في زراعة قصب السكر في أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين. وفي أثناء هذا القرن، جاءت أقلية برتغالية. وكان البيض قد أحضروا معهم لجنوب أفريقيا ثقافاتهم ولغاتهم من أوروبا ولاسيما البريطانيين. وجاء الآسيويون ولاسيما الهنود بثقافاتهمم. وفي جنوب أفريقيا 3000 موقع أثري لفن الصخور (أنظر : فن أفريقيا) ترجع للعصر الحجري حيث رسمت الحيوانات وأشياء أخرى. ويرجع تاريخ جنوب أفريقيا قديما إلى إنسان أوستالو بيثكس أفريكانس Australopithicus africanus وهو نوع من أسلاف البشر. والشواهد الأثرية تدل على أن شعبي بوش Bush (سان San) وخوخو قد عاشا في جنوب أفريقيا منذ آلاف السنين. وكان شعب بوش يعيش على الصيد وجمع الثمار، بينما كان شعب خوخو رعويا يرعي قطعان الماشية منذ عدة قرون قبل مجيء الرجل الأبيض. وكانت جماعات من قبائل البانتو قد هاجرت من وسط أفريقيا واستقرت في المنطقة الخصبة بين جبال دراكنزبرج Drakensberg والمحيط الهندي. وهؤلاء هم أجداد قبائل الزولو Zulu واكسهوزا Xhosa وسوازي Swazi، وغيرها من المجموعات.

أمانى إسماعيل

المصدر: ويكيبيديا
Atlanticocean

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

Atlanticocean
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

415,797