اتيت اذن يا رمضان .. واحداث كثيرة لم تتغير .. فالاقصى ما زال اسيرا .. وازماتنا ومشكلاتنا وقضايانا الداخلية كما هى بل قد تكون زادت .. كل ما هو فى دائرة " اهتمامى"  لم يتغير او يتبدل فـ لا املك شيئا نحو تغييرها الى الافضل..  اكتفى فقط بالدعاء الى الله  ان يلهمنى" السكينة لتقبل تلك الاشياء التى لا استطيع تغييرها " فلا املك القدرة "وحدى" على احداث مثل هذا التغيير المنشود .

اتيت اذن يا رمضان.. وأأمل كـ " غيرى " أن يكون هناك تغييرا ملموسا عن اى رمضان سابق .. ان تتغير حياتى و " تتبدل " نحو الافضل .. ان يشّكل رمضان هذا العام " فارقا " مؤثرا فى حياتى .. وفى حياة كل من هم فى دائرة " تأثيرى " فادعو الله  ان يلهمنى" الشجاعة و "الارادة" القوية التى تمكنى من تغيير الاشياء التى استطيع و " املك " تغييرها وحدى " .

غايتى فى رمضان هذا العام .. ان اكون "مؤثرا" .. ليس فى الاخرين فحسب .. ولكننى انشد التأثير فى " نفسى " اولا .. ان ارتقى بها .. ان اسمو بها .. ان اصل بها الى " الغاية " والهدف الاسمى من الصوم وعباداته..

 ان تحقق "الغاية" التى من اجلها شرع الصيام .. ان تتفكر فى " حكمة الصيام " .. ان تشعر بالآم الفقراء الحقيقيين .. تعيش آلامهم  ولو ساعات قليلة.. ان تشعر بـ " الحاجة " مهما كنت غنيا ومهما كنت ذو سلطان .

قبل ان " تدخل " عليك الليلة الاولى من ليالى رمضان .. ابحث عن كل من قد ادى اختلافك معه الى " انقطاع فى العلاقة " اذهب اليه .. " مد له يدك .. ابتسم واعتذر " سواء كنت انت المخطئ او المصيب .. فلا يوجد خطأ هنا يا سيدى .. كل ما هنالك " اختلاف فى وجهات النظر " .. ابحث فى " دليل هاتفك " وتواصل مع كل من انقطعت صلتك به منذ فترة طويلة ..

افعل فى رمضان كل ما كنت تفعله فى كل رمضان سابق .. صل فى المسجد كل الفروض والسنن ما استطعت .. زود حسناتك بقدر امكانك .. اقرأ ما تيسر لك من القرءان .. ولكنى ارجوك ان  تعتبر كل ما سبق  مجرد  " وسائل مساعدة " ولا تعتبره " الغاية " التى تنشدها فى رمضان هذا العام .

لا تجعل تركيزك على صلاة كل الفروض فى المسجد بقدر ان تجعل غايتك ان تستشعر " جمال " الصلاة فى الجماعة .. ان تصل علاقات الود والمحبة مع من يجاورك فى الصف .. ان تبتسم فى وجهه .. ان تستمع اليه .. ان تتعرف على اخباره وتتفقد احواله فتسأل عنه وتشاركه احزانه وافراحه .. فتزداد دائرة " معارفك " من العباد الصالحين .. فتتبدل حياتك فيما بعد .

لا تقرأ القرءان .. بان تجعل كل همك ان تلحق كل يوم " جزءأ " بجزء حتى تختم القرءان فى " ليلة القدر " بقدر ما ان ينصب كل اهتمامك على ان " تتدبر " كلمات القرءان وآياته .. وان تتعرف اكثر على كتاب الله واسباب وحكمة نزول الايات وان تتفهم معانى الكلمات وروحها .. فتتسع دائرة        " معرفتك " من العلم والمعرفة .. فتتغير حياتك الى الافضل فيما بعد .

الا تبذل جهدك فى البحث عن " امام " ذات شهرة تجعل الالاف تصلى ورائه صلاة " تراويح " كل يوم بقدر ما ان تستشعر فى نفسك " الفارق " والاثر الذى يجب ان تحدثه فيك عبادة " قيام الليل " فتتحول لديك " العبادة " الى " عادة " محببة الى نفسك فتصبح من مكونات " السلوك " لديك .. فتستشعر صدق " مناجاتك " الى الله والناس نيام .. فتتحول حياتك الى الافضل فيما بعد .

خصص لـ " نفسك " وقتا محددا فى كل يوم .. تختلى فيه معها .. تحدثها.. تتعرف عليها.. تحاسبها .. تطلب منها " عهدا جديدا " بأن تسيرا معا فى " رحاب " الطاعة .. احرص على ان يكون هذا الوقت " قبل الفجر " او " قبل الافطار " بلحظات .. تامل امامك " الفضاء الواسع "اترك لنفسك " العنان " تأمل ملكوت الخالق ومخلوقاته .. وانت فى اشد لحظات " الضعف والوهن والاحتياج " وقد اشتد عليك " الجوع " و " العطش " رغم انك تملك "القدرة "  على "كسر"  هذه الحالة .. فقط " اراداتك " تمنعك وتدعوك الى الاستمرار فى " الطاعة " .

توجه الى " الله " بالدعاء فى كل لحظة تشعر فيها بـ " الاحتياج " اليه .. ادعو لـ " نفسك " اولا .. ثم للاخرين .. ثم لكل الناس .. بلا استثناء .. لا تترك " احدا " الا وتدعو له .. وجه دعائك  دائما الى " الانسانية " باسرها .

رمضان جميل وجديد علينا.. نتوجه فيه الى الله بـ " الامتنان " و " الشكر " فقد " امدنا " فى اعمارنا .. حتى " بلغنا " رمضانا جديدا  نتمناه ان " يضيف " لـ حياتنا  "قيمة وتأثيرا  " يمتدان معنا طوال ما بقينا على هذه الارض الطيبة .

 

المصدر: انه قلمى : اشرف صلاح الدين
  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 10 أغسطس 2010 بواسطة AshrafSalah

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,745