متى ينتهي دورك كمدير للمشروع؟ وهل يجب أن يستمر دورك طالما اقترن المشروع بك حتى ولو مرت سنين على انتهائه؟
سؤال طرح نفسه في حوار لي مع بعض الزملاء المعنيين بإدارة المشروعات؛ فلقد قال لنا زميلنا الشاب المتحمس والذي يعمل في التقييم والمتابعة: إن من واجب مدير المشروع أن يهتم بتطوير مشروعه حتى بعد أن يتم تسليمه للعميل أو للإدارة المعنية.
وهنا التفتُّ لزميلي مدير أحد المشروعات لأقرأ أثر هذا الكلام على وجهه فوجدت نظرة الاستغراب والدهشة قد علت وجهه أيضًا كما علت وجهي.
فلقد تعلمت من قبل أن المشروع مجهود مؤقت لإنتاج سلعة أو خدمة، وأن دور مدير المشروعات ينتهي بمجرد تسليم المشروع وأضلاعه الثلاثة متوازنة؛ أي أن يسلمه في الموعد المحدد وبالتكاليف المقررة وبالمواصفات المطلوبة من العميل.
وبعد مناقشة مستفيضة توصلنا لقناعة، وهي أن على مدير المشروع - وهو يسلم مشروعه - أن يكتب خبراته وملاحظاته عن رحلة المشروع - السلبية والإيجابية - ، وله أن يضيف مقترحاته لتطوير المشروع إذا ما رأت الإدارة فتح مرحلة ثانية من المشروع.
وهنا ينتهي دور مدير المشروع بتسليم مشروعه مذيلا بالملاحظات والخبرات والاقتراحات، ومن ثم ينتقل لإدارة مشروع جديد.
انتهى حوارنا وظل زميلنا المعني بالتقييم والمتابعة يتكلم بحماس أقل عن دور مدير المشروع في تطوير مشروعه ولو بعد سنين من تسليم مشروعه.
وظللت أنا وزميلي الآخر مصرين على أن دور مدير المشروع ينتهي بتسليمه لمشروعه طبقًا للمواصفات وفي الوقت المحدد وبالتكاليف المتفق عليها.
فما رأيكم في هذه القضية الشائكة؟! هل دورك كمدير لمشروع يستمر إلى يوم القيامة؟ أم أنك قد تكتفي بنقل خبراتك وطموحاتك واقتراحاتك وأنت تسلم مشروعك .. ربما يستفيد بها مدير آخر في مرحلة أخرى من المشروع ولو بعد سنين؟
ساحة النقاش