في حوار مع صديق اليوم أثيرت عدة قضايا عن احترام الإسلام لحقوق الإنسان، وتساءل صديقي لماذا لم يلغ الإسلام الرق والعبودية .. فأحببت أن أوضح النقاط التالية وأنشرها للنفع والمناقشة .. أسأل الله التوفيق:
* لماذ الرق؟
كان اقتناء الرقيق في الحضارات السابقة ضرورة مجتمعية واقتصادية لتوفير أيدي عاملة خاصة للقيام بالمهن التي يرونها "خسيسة"
* ماذا فعل الإسلام للحد منه؟
كان مصدر الحصول على عبد أو أمة إما بالحرب أو بالاحتيال على حر وأسره وبيعه أو بعدوان غاشم على ضعيف،
فلما جاء الإسلام قصر الرق على من قبض عليه في جهاد مشروع ولم يستطع الخلاص من الأسر.
وأوصى الإسلام بحسن معاملة العبيد والإماء كما يعامل المسلم أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم".
وحث الإسلام المسلم على أن يعتق أمته ويتزوجها إن كانت جديرة بذلك؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين .. وذكر منهم : الرجل تكون له الأمة فبعلمها ويحسن تعليمها، ويؤدبها ويحسن تأديبها، ثم يعتقها فيتزوجها".
وكانت آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته: "الصلاة وما ملكت أيمانكم".
* ما الآليات التي وضعها الإسلام للقضاء على العبودية وإلغاء الرق؟
حث الإسلام المسلمين على عتق العبيد والإماء تفضلا وطلبا للثواب فقال رسول الله : "من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا في النار"
فمن لم يرد العتق طواعية فلقد وضع الإسلام آلية أخرى وهي المكاتبة، وهي أن يدفع العبد أو الأمة مالا مقابل عتقه ، وعلى المجتمع أن يساعده على التحرر.
جعل الإسلام من مصارف الزكاة الثمانية "في الرقاب" أي مساعدة العبيد والإماء على إعتاق رقابهم من الرق والتحرر مقابل مال.
كما جعل الإسلام عتق رقبة كفارة لمن ارتكب أحد الأخطاء التالية :" قتل خطأ - إفطار عمد في رمضان - نقض القسم "الأيمان" - الظهار وهو القسم بهجر الزوجة ثم إرادة الرجوع فيه" .
هذه رؤية سريعة لموضوع الرق وكيف عمل الإسلام على القضاء التدريجي عليه حتى لا يختل النظام الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع .. فكان لابد أن يكون الحل تدريجيًا.
أما عن إساءة المسلمين للتطبيق فهذا شيء آخر .. يمكن أن نقيسه على حقيقة أن الخمر والزنا محرمان شرعا ولكنهما مازالا في بلاد المسلمين وتحت حماية القانون.
ساحة النقاش