محب مصر

كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم.

في حوار مع صديق اليوم أثيرت عدة قضايا عن احترام الإسلام لحقوق الإنسان، وتساءل صديقي لماذا لم يلغ الإسلام الرق والعبودية .. فأحببت أن أوضح النقاط التالية وأنشرها للنفع والمناقشة .. أسأل الله التوفيق: 

* لماذ الرق؟

كان اقتناء الرقيق في الحضارات السابقة ضرورة مجتمعية واقتصادية لتوفير أيدي عاملة خاصة للقيام بالمهن التي يرونها "خسيسة"

* ماذا فعل الإسلام للحد منه؟

كان مصدر الحصول على عبد أو أمة إما بالحرب أو بالاحتيال على حر وأسره وبيعه أو بعدوان غاشم على ضعيف،

فلما جاء الإسلام قصر الرق على من قبض عليه في جهاد مشروع ولم يستطع الخلاص من الأسر.

وأوصى الإسلام بحسن معاملة العبيد والإماء كما يعامل المسلم أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم".

وحث الإسلام المسلم على أن يعتق أمته ويتزوجها إن كانت جديرة بذلك؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين .. وذكر منهم : الرجل تكون له الأمة فبعلمها ويحسن تعليمها، ويؤدبها ويحسن تأديبها، ثم يعتقها فيتزوجها".

وكانت آخر وصايا الرسول  صلى الله عليه وسلم قبل موته: "الصلاة وما ملكت أيمانكم".

* ما الآليات التي وضعها الإسلام للقضاء على العبودية وإلغاء الرق؟

حث الإسلام المسلمين على عتق العبيد والإماء تفضلا وطلبا للثواب فقال رسول الله : "من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا في النار"

فمن لم يرد العتق طواعية فلقد وضع الإسلام آلية أخرى وهي المكاتبة، وهي أن يدفع العبد أو الأمة مالا مقابل عتقه ، وعلى المجتمع أن يساعده على التحرر.

جعل الإسلام من مصارف الزكاة الثمانية "في الرقاب" أي مساعدة العبيد والإماء على إعتاق رقابهم من الرق والتحرر مقابل مال.

كما جعل الإسلام عتق رقبة كفارة لمن ارتكب أحد الأخطاء التالية :" قتل خطأ - إفطار عمد في رمضان - نقض القسم "الأيمان" - الظهار وهو القسم بهجر الزوجة ثم إرادة الرجوع فيه" .

 هذه رؤية سريعة لموضوع الرق وكيف عمل الإسلام على القضاء التدريجي عليه حتى لا يختل النظام الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع .. فكان لابد أن يكون الحل تدريجيًا.

أما عن إساءة المسلمين للتطبيق فهذا شيء آخر .. يمكن أن نقيسه على حقيقة أن الخمر والزنا محرمان شرعا ولكنهما مازالا في بلاد المسلمين وتحت حماية القانون.

المصدر: أشرف عبد الرءوف قدح - 16 فبراير 2014
AshrafQadah

أشرف قدح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 577 مشاهدة

ساحة النقاش

AshrafQadah

هذه إضافة مهمة للغاية وثرية من الأستاذ Gamalabuzied Ali :
س: بعد هذا الإعلان العظيم من إبراهام لينكولن هل تخلص السود من الاضطهاد والظلم والتمييز ومن أفظع أنواع العنصرية في أمريكا؟
الجواب: إطلاقا، بل استمر، واستمرت معه معاناة السود الذين كانوا قد قاموا بعدة ثورات في أمريكا قبل إعلان لينكولن منها ثورة نات تيرنر عام 1831، وحتى بعد إعلان لينكولن لم يحصل السود في أمريكا إلا من خلال نضالهم هم.
س: ما الدليل على ذلك؟
ج: الدليل أن واحدا من أمثال مارتن لوثر كينج قد ناضل في القرن العشرين (يعني بعد لينكولن بعشرااات السنين) ناضل ناضل مريرا في سبيل حصول السود على حقوقهم حتى قتل عام 1968 على يد العنصريين البيض...
س: أيهما أفضل إذن: أن نحرر الرق بقانون (وهو بالمناسبة قانون سياسي، يعني يحتاج لقرار سياسي يراعي كافة الأبعاد: الاجتماعية والسياسية والاقتصادية..إلخ) .. هل الأفضل أن نحررهم أجسادهم بقانون ثم نظل على ظلمهم وا حتقارهم أم الأفضل: أن نسد الأبواب الجديدة لرقيق جدد، ونعمل على نزع العنصرية من النفوس وتعريف ملاك هؤلاء الرقيق وتربيتهم هم أيضا لأنهم بحاجة لعلاج نفسي على أن الرقيق إخوانهم "فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعهم وليكسه مما يكتسي" يعني الإسلام قال للسادة: يا سادة هؤلاء الرقيق إخوانكم، وللإخوة معاني كثيرة تتضمنها أولها المساواة وحقوقا تتطلبها منها الإعانة: أن المسلم ينبغي أن يكون في عون أخيه وفي مساعدته: "لا تكلفوهم ما لا يطيقون"
* ألم يقل النبي الأكرم أيضا: "" لا يَقُلْ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي ، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : غُلامِي ، وَجَارِيَتِي ، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي " .
* أم تتبن الدولة موردا من مواردها لتحرير الرقيق, وغيره مما ذكر في موضع آخر ولا داعي لتكراره... يعني الموقف الرسمي للإسلام هو هذا كدين ...
على أنه ينبغي أيضا النظر إلى جانب ملاك هؤلاء الرقيق الذي كان الرقيق بالنسبة إليهم أموالا (مع الاعتذار للرقيق إلا أنها الحقيقة المرّة أنهم أموالا بالنسبة لمن اشتروهم، فرفض الواقع وبغضنا له لا يعني عدم وجوده)..
إضافة إلى أنه لو تم تحرير العبيد هكذا فجأة وأصبح كل عبد مسئولا عن إطعام نفسه وعياله وتدبير مسكن له ..إلخ
من أين للرقيق المساكين بكل هذه التكاليف .... فالتدرج إذن هو الحل العمليّ
أضف إلى هذا أنه يمكن للعبد الذي يريد أن يتحرر أن يكاتب سيده، وهو أن يشترط على سيده أن يحصل على حريته نظير مبلغ مالي معين,, بل وألزم الإسلام المالك أن يسمح للرقيق بالعمل ليستطيع الوفاء بالمال المطلوب ....
أي أن الإسلام راعى كل الأطراف: الرقيق أنفسهم .. وملاك الرقيق فهم بشر أيضا وليس معنى أن لديهم رقيق أن أذبحهم ,,, ضيق أبواب الرق بأمور كثيرة ، أمر بعدم ظلم الرقيق وعدم التمييز ضدهم وألا يكلفوا من الأعمال فوق طاقتهم راعى المشاعر النفيسة للرقيق حتى في الكلام ... وراعى أيضا ملاك الرقيق...
كل هذا ديانة .. وكل هذا والإسلام يهيء التربة لحياة بلا رق، بل وتنبأ بذلك أيضا بقوله : "فمن لم يجد" يعني ستعيشون أيهم المسلمون في عصر انتهى الرق فيه فمن لم يجد رقبة يعتقها فالحل كذا وكذا..إلخ.
إن نظرة موضوعية هي التي نحتاجها جميعا للحكم على هذا الموضوع ...
بعيدا عن حبنا للإسلام أو كرهنا له .

أشرف قدح

AshrafQadah
كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

218,426
Flag Counter