العمارة الخضراء بين التوازن البيئي وصحة الانسان.. وفر مالي وفوائد بيئية وصحية باعتماد التهوية والانارة الطبيعية.. المباني القديمة توفرثلث استهلاك الطاقة

 

 

مفهوم العمارة البيئية مصطلح يتردد على مسامعنا وخاصة من قبل المدافعين عن البيئة فالعمارة البيئية او الخضراء هي التي تسعى لتقليل الاثر البيئي للبناء خلال عمليات التصميم والتنفيذ والاستخدام مع تحقيق الراحة والامان وخفض التكلفة

 

فالقطاع العمراني هو احد قطاعات النشاطات البشرية التي تسعى لتحقيق البعد البيئي من خلال خفض استهلاك الطاقة والاستثمار الامثل والرشيد للموارد الطبيعية والتحول والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وصولاً لمفهوم العمارة الخضراء او العمارة الصديقة للبيئة. ‏

 

ولاهمية الموضوع شاركت سورية في ملتقى العمارة البيئية الثاني في قطر والذي اقامه الاتحاد العربي للشباب والبيئة بالتعاون مع مركز اصدقاء البيئة في قطر، وقد مثل وفد سورية الرفيقة وصال قداح عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة رئيسة مكتب التنمية والعمل التطوعي والدكتور نادر غازي رئيس النادي البيئي المركزي مدير الاعلام والتوعية في الهيئة العامة لشؤون البيئة. ‏

العمارة الخضراء

الدكتور نادر غازي يرى أنه للوصول لمفهوم العمارة الخضراء او العمارةالصديقة للبيئة يجب مراعاة عدم الاعتماد وبشكل كبير على الاجهزةالاصنطاعية سواء كان ذلك في مجال التكييف او الاضاءة والسعي لتوظيف الجانب البيئي الطبيعي في التهوية والانارة وبالتالي تحقيق وفر مالي وفوائد بيئية وصحية تنعكس بشكل ايجابي على البيئة والانسان أيضاً فإن الزيادة في اعداد السكان يعني ان مساحة البيئة العمرانية والمشيدة ستزداد. وبالتالي ستؤثر سلباً على البيئة من خلال استهلاك الطاقة والضغط على الموارد الطبيعية من خلال ماتطرحه من ملوثات ومخلفات وهذا يعني ان تأمين بيئة سكن وعمل صحية ترفع من معدلات انتاجية الافراد فالدراسات تؤكد ان ادخال البعد البيئي في قطاع العمران يسهم في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل الى حوالي الثلث من اجمالي الاستهلاك في المباني القديمة وزيادة انتاجية العاملين نتيجة لاستعمال ضوء النهار الطبيعي مع التقليل من تعرضهم للاجهاد والامراض، وزيادة في التحصيل العلمي لدى طلبة التعليم النظامي المدرسي بنسبة تصل لحوالي الربع في القاعات المضاءة طبيعياً بضوء الشمس . ‏

البيئة والتراث العمراني

مفهوم العمارة الخضراء قديم في تاريخ العمارة الاسلامية وتجلى في مختلف بلدان المشرق والمغرب العربي بإحداث توافق بيئي بين المبنىوالبيئة المحيطة من خلال اتجاه المباني واستخدام الافنية الداخلية والعناية بأشكال المباني واحجام النوافذ وارتفاعها والجدران السميكة، والاعتماد على مواد البيئة المحلية في البناء مثل الخشب والطين اضافة لتوظيف العناصر النباتية والغطاء الاخضر للتقليل من الظروف المناخية الحارة؛ ولذلك فإن المطلوب حالياً توظيف هذه المزايا في المباني الحديثة نظراً لان مفهوم العمارة الخضراء يترافق مع مفهوم الاستدامة والمباني المستدامة بهدف التقليل ما أمكن من التأثيرات السلبية للبيئة المشيدة على الحالة البيئية لكوكب الارض ولتفادي التكاليف الكبيرة للطاقة ومواد البناء، ولذلك كان التوجه نحو الطاقات البديلة والمتجددة والتقليل من الانبعاثات الغازية الناتجة عن الاستخدام المنزلي وتقليل الملوثات الصلبة والسائلة. ‏

اضافة الى ذلك فإن ادخال مفهوم العمارة الخضراء في المراحل المختلفة للبيئة المشيدة من التصميم الى التنفيذ والتشغيل يقلل من استخدام الطاقة والتي باتت عبئاً اقتصادياً، اضافة لكونها عبئاً بيئياً كبيراً على الافراد والمجتمعات والحكومات ‏

فالعمارة الخضراء تسهم في المحافظة على الانظمة الحيوية نتيجة للتقليل من الانبعاثات الغازية وبالتالي تقليل التلوث الناجم عن غازات البيت الزجاجي وكذلك فإنها تسهم في المحافظة على الجمال الطبيعي وغرس قيم الجمال البيئي في نفوس الافراد.

 

المصدر: دمشق صحيفة تشرين
  • Currently 150/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
50 تصويتات / 2080 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

443,696