تعد عمارة ما بعد الحداثة فكرا جديدا يغطى مداخل معمارية جديد متطورة عن العمارة الحديثة حيث يرتبط معماريو ما بعد الحداثة من حيث تدريبهم علي أيدى معماريو العمارة الحديثة كما انهم لا يستطيعون إنكار طرق العمارة الحديثة كلمة مزدوجة المعنى جزء ناتج من العمارة الحديثة بكل معطياتها من طرق الإنشاء والجزء الأخر بيئي محلي إحيائي تجارى مجازى.
اتجهت عمارة ما بعد الحداثة لتلافي اشكالات ومتطلبات وصعوبات التبسيط والتصميم والحذف كما اتجهت نحو إنسانية التصميم وهذا معناه تقبل المشاكل والطبائع الإنسانية كماهي دون محاولة لرفعها الي مثاليتها تقبل الإنسان بطابعه وتصرفاته واحتياجاته وأذواقه والتصرف في التصميم علي هذا الأساس.
ولعل اهم ملامح وإيجابيات مرحلة ما بعد الحداثة في العمارة والعمران وبالرغم من الاختلاف علي تعريف ملامحها ومفاهيمها والتى اقتضت من منتصف السيتنات هو الاهتام المتنهي والارتباط الواعي بالجمال التضميمى والتخططى بالإضافة الي الملامح والأنباء الاجتماعية والثقافية للمجتمعات والمستعملين الأمر الذى يعنى بالتعبية القبول بضوابطهم وقوانينهم الحاكمة بالإضافة الي الأنساق السلوكية والمعيشية المحلية كرواسم للتشكيلات المعمارية والعمرانية وانعكس هذا الأهتمام في أدبيات ومطارحات العقدين الأخرين وفي تبلور مفاهيم المشاركة الجماهيرية والطابع العمرانى والمحافظة والصيانة والتجديد والارتقاء وفي الاهتمام المتزايد بايجابيات عمارة القفراء والعمران التلقائي والعمارة المحلية وفي بروز التراث المعمارى أو العمرانى كضرورة اجتماعية وكأحد أساسيات الثقافة القومية والمداخل لتأكيد هوية المجتمعات كما تأكد هذا الاتجاه في تراجع الأهمية النسبية للمعايير الكمية التى تقيس نجاح التصميم والتشكيل واللخطيط بمعايير الكفاءة الاقتصادية والوظيفية المجرد من القيم والرموز وتركيبات السلوك والاحتياجات الإنسانية والروحية وغيرها.
يتم الخلط في بعض الأحيان بين ما بعد الحداثة والأحداث المتأخرة ولكن يوجد فروقا فلسفية واجتماعية تفصل بينهما والفرق الأسايى بين المدرستين هو في نظرتهم للعمارة كوسيلة للتواصل فالعمارة الحديثة المتأخرة تركز علي جماليات اللغة المعمارية في حي ان ما بعد الحداثة في محاولة مستمرة لا تنجز تركز علي جماليات اللغة المعمارية في حين أن ما بعد الحداثة في محاول مستمرة لا تنجز ما هو أكثر من ذلك وأن نتجزه في ترابط منطقي مركزه علي المفاهيم التقليدية وكل من المدرستين تعمل في تنافس مع الأخري والمبدأ الأساسي لمدرسة الحداثة المتأخره هو إنتاج الجمال من خلال الإتقان التكنولوجى وهذه الوسيلة تناقض ما يحاوله معماريو ما بعد الحداثة باستخدامهم البدائية للتكنولوجيا فقضيتهم الأساسية هي الوصلو بالعمارة كفن اجتماعى إلي الناس بصورة تقليدية وخلال تحقيق هذا الهدف يمكن معالجة موضوعات الجمال والتكنولوجيا داخل الإطار العام لهذا الموقف الأساسي.
ان التغييرات المعمارية كانت نتاجاً طبيعيا للتجارب مع الإحتياجات والمؤثرات الجديدة في تكوين الحياة الإنسانية وعلي هذا كان الخروج من عمارة الحداثة هو المنطق الطبيعى بعد ثبات قصور الحداثة في التجاوب مع الاحتياجات الروحانية والإنسانية والاجتماعية للمجتمع
المصدر: مجلة معمارية
نشرت فى 29 مايو 2010
بواسطة Architecture
عدد زيارات الموقع
449,106
ساحة النقاش