أهم ميزتين يفترض أن يتصف بهما الصحفي التلفزيوني الناجح الوسامة والفصاحة، وهما العاملان الأساسيان للنجاح في عالم الفضائيات، لكن هناك عدة عوامل أخرى مكملة لهذين العنصرين أو بديلة عنهما يمكننا اكتسابها بالتدريب المتواصل.
ـ الشكل الحسن: يجعل المرء قريبا من المشاهدين، والتلفزيون يعتمد كثيرا على تأثير الصورة التي تغني أحيانا عن بعض العناصر المهنية الأخرى التي يتولى تكميلها مساعدون إعلاميون خلف الستار، ونلاحظ أن أغلب الفضائيات تعتمد على الصحافيات الجميلات في تقديم أهم النشرات لجلب أكبر عدد من المشاهدين، لكن الجمال قد يكون له أثر سلبي أحيانا، فقناة سي آن آن الأمريكية والبي بي سي البريطانية لاحظتا أن المشاهدين يركزون على جمال الصحافيات ووسامة الصحافيين وهندامهم أكثر من اهتمامهم بنوعية الأخبار والمادة الإعلامية المقدمة لهم، لذلك أصبح اختيارهم لمقدمي النشرات الإخبارية لا يبنى على عنصر الجمال والوسامة بل على العكس من ذلك حيث يشترطون على مقدمي النشرات والحصص أن لا يكونوا فائقي الجمال والإثارة ولا بشعين طبعا بل يفضلون الجمال الهادئ والأناقة غير المبالغ فيها، وقد يتساءل البعض في وجل ممن خانهم الحظ في جمال الوجه كيف أكون صحفيا ناجحا في التلفزيون، لكننا نقول له: لهذه المشكلة حل، إذ أن الإنسان بإمكانه إضفاء مسحة جمال على وجهه عبر الابتسامة الأخاذة، والهندام الأنيق والمتناسق الألوان، وتسريحة الشعر، وقوة الشخصية المؤثرة حتى ولو لم يتكلم صاحبها، ففي الصحافة الأمريكية مثلا نجد صحافيين زنوجا ولكنهم حققوا نجومية منقطعة النظير تفوق أحيانا نجومية بعض الصحافيات فائقات الجمال.
2 ـ الصوت الإذاعي: يمثل الصوت الأجش والقوي العامل الثاني للصحفي التلفزيوني والعامل الأول بالنسبة للصحفي الإذاعي، لأن الأصوات لها تأثيرها الخاص وسحرها على النفوس، وإيقاع الصوت يتغير حسب نوعية الخبر، فعندما نكون بصدد إلقاء خبر مفرح أو التعليق على مقابلة رياضية مثلا يكون إيقاع الصوت سريعا وقويا، وعندما ننتقل للحديث عن خبر محزن كوفاة شخصية مهمة وعزيزة على المشاهدين نخفض من إيقاع الصوت ومن سرعته ويكون الصوت منخفضا وحزينا، ولا بد أن يظهر الحزن على تراسيم الوجه لكي يكون هناك تفاعل بين الصوت والصورة، وهناك عنصر مهم قد يغفل عليه بعض الصحافيين غير المتخرجين من معاهد الصحافة ويتعلق بمخارج الحروف، فعلى الصحفي أن ينطق الكلمة بسلاسة، فلكل حرف مخرجه الذي يختلف عن مخرج الأخر، وتسمى في علم تجويد القرآن بحروف الإظهار والإدغام والإخفاء والإقلاب، ولديها مخارج من الحلق ومن الحنك العلوي والسفلي وفوق لسان وتحته وبين الشفتين، والفرق بين الظاء والضاد مرتبط بشكل أساسي بمخرج كل حرف منهما رغم تشابههما.
3 ـ الكتابة الصحفية للخبر: تختلف الصياغة الخبرية في الصحافة السمعية البصرية مع نظيرتها في الصحافة المكتوبة، فالصحافة التلفزيونية ليس لها عناوين والصحفي يدخل مباشرة في الموضوع، وإن وجدت العناوين فتأتي في بداية النشرة وتسمى "عناوين النشرة"، وتضم أبرز المواضيع التي ستتطرق لها النشرة الإخبارية، وليس بالضرورة أن يبدأ الصحفي في التلفزيون بجملة فعلية كما هو الأمر بالنسبة للصحافة المكتوبة ورغم تشدد بعض الأكاديميين في ضرورة البدء دوما بفعل في الصحافة السمعية البصرية كما في الصحافة المكتوبة إلا أن الواقع يعاكسهم، فالصحافة ليست علما ميكانيكيا، ولكنها لها مبادئها العامة، والهدف في النهاية هو من يؤثر في أكبر عدد من الناس مع ترك أقوى أثر في المشاهدين ولكل أسلوبه وطريقته في الوصول إلى هذا الهدف.
4 ـ تشكيل الخبر وتقطيعه: يقوم صحافيو الإذاعة والتلفزيون بتشكيل الخبر وتقطيعه إلى جمل، والهدف من تشكيل الخبر هو النطق الصحيح للكلمة وحتى لا ينصب الفاعل ويضم المفعول به، أي لتجنب الأخطاء النحوية والصرفية، فأي خطأ ولو كان بسيطا قد يحسب عليك، فملايين الناس يتابعونك لحظة بلحظة وأنفاسك وحركاتك محسوبة، وبالنسبة لتقطيع الخبر فيحدد أماكن الوقف، وهو أمر مهم في نطق الخبر ومرتبط بالتنفس فلا يمكن لأي إنسان أن يتكلم طويلا دون وقف، لذلك يجب أن تكون الجمل قصيرة وليست طويلة، وعلى الصحفي أن يتجنب التنفس بعمق، لأن الميكرفون يجعل صوت الشهيق والزفير مسموعا لدى المشاهدين والمستمعين وهذا يشوش على طريقة الإلقاء.
5 ـ الارتجالية: يحتاج الصحفي في السمعي البصري إلى الارتجالية في الإلقاء في بعض الحالات والمواقف، فمن مميزات الصحافة المرئية والمسموعة قصر الزمن فعمر الخبر محدود مقارنة بالصحافة المكتوبة التي قد يعيش فيها الخبر من 24 وحتى 48 ساعة قبل أن يفقد أهميته، لذلك عندما يكون خبر عاجل ولا يكون بإمكان الصحفي التحضير الجيد لإلقائه، فلن يجد من ينقذه سوى الارتجالية ونقل الخبر مباشرة، لذلك يستحسن التدرب على مثل هذه الحالات في أوقات الفراغ، وفيه من الصحافيين من يتميز بالارتجالية بالفطرة، وبعضهم بالخبرة، لكنها تنقذ المرء من الكثير من المواقف الصعبة وغير المنتظرة والتي تتطلب سرعة في التصرف.
6 ـ حركة الجسم: على الصحفي خاصة مقدم النشرات أن يجلس بشكل مستقيم وهادئ وأن لا يكون كثير الحركة ولا جامدا حتى لا يمله المشاهدون، فالرأس واليدان يتحركون بشكل مدروس ويكفي أن تراقب حركة مقدمي النشرات في قنوات مشهورة كالعربية والجزيرة وتتابع حركة الجسم الهادئة والمتزنة والمعبرة للصحافيين حتى تفهم أهمية حركة الجسم في زيادة التأثير والحث على الاستمرار في متابعة الأخبار مثلا خاصة في ظل اشتداد المنافسة بين الفضائيات، فكل عضو في جسم الإنسان له لغته الخاصة وإيحاءاته التي تؤثر في الغير سلبا أو إيجابا، لذلك لا بد على الصحفي الشاب أن يهتم بتعلم
هذه اللغة الصامتة
المصدر: www.ijschool.net
نشرت فى 9 يوليو 2010
بواسطة Arabmedia
صفاء السيد
صفاء السيد باحثة ماجستير قسم الإعلام - كلية التربية النوعية - جامعة المنصورة , اهتم بكل ما هو جديد ومثير فى مجال الاعلام عموما والصحافه على وجه الخصوص تم انشاء الموقع 2010/2/11 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
553,407