خصائص، هيكل وموارد القطاع

تعتبر الإمارات العربية المتحدة واحدة من رواد تربية الأحياء المائية بدول مجلس التعاون الخليجى (تأسس مجلس التعاون الخليجى في عام 1981 ويتكون من العديد من الدول العربية مثل السعودية، الكويت، البحرين، قطر، سلطنة عمان وجمهورية اليمن). وحيث أن دولة الإمارات لديها العديد من الخلجان والأودية المحاطة بأشجار المانجروف، فهي تعتبر بيئة خصبة لتفريخ العديد من أنواع الأسماك والقشريات. ومن منطلق استغلال هذه البيئة الطبيعية لتطوير المصايد، قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية في عام 1984 بإنشاء مركز بحوث الثروة البحرية بأم القيوين على الساحل الغربي لدولة الإمارات.ويعتبر تطوير الاستزراع المائي أحد الأنشطة التي يعنى بها المركز منذ إنشائه. فعلى سبيل المثال، يقوم المركز بإنتاج إصبعيات الأنواع الشائعة مثل الصافي
(Siganus canaliculatus)، الهامور (Epinephelus coioides)، البياح (العربي- البوري) (Liza macrolepis)، السبيطي
(Sparidentex hasta) ، أثناء موسم التبويض الطبيعى.

واستجابة لسياسة الحكومة فإن الجزء الاكبر من الاصبعيات المنتجة بمركز بحوث الثروة البحرية يتم تحريره في الماء في مناطق عديدة بطول ساحل دولة الإمارات. ويحتوى أيضاً مركز بجوث الثروة البحرية على أمهات اسماك البلطي، حيث أن الاصبعيات المنتجة يتم توزيعها على المزارع السمكية المختلفة بغرض التسمين. ويتم تربية الأحياء المائية الآن على نطاق تجاري باستخدام الأقفاص العائمة بمنطقة دبا على الساحل الشرقي لدولة الإمارات المواجه لخليج عمان. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لتربية الانواع المختلفة من الأسماك في هذه المنطقة منذ عام 1999 الا أنه لم ينجح الا القليل منها مثل الدنيس (Sparus aurata) ، القاروص الأوروبي(Dicentrarchus labrax) والسبيطي. و يتم تصدير جميع المحصول الناتج من هذه الأقفاص.

وتقوم وزارة الزراعة بتطوير تربية الأحياء المائية عن طريق إمداد المصايد بالاصبعيات المختلفة واستيراد التقنية الحديثة اللازمة لهذا التطوير. كما أن الظروف المناخية لدولة الإمارات ملائمة لإقامة المشاريع المختلفة لتربية الأحياء المائية ولذلك تسعى الحكومة جاهدة في الفترة القادمة لجذب المستثمرين لهذه الصناعة.

لمحة تاريخية ونظرة عامة

لقد بدأت تربية الأحياء المائية بدولة الإمارات مع بداية تأسيس مركز بحوث الثروة البحرية في عام 1984. وقد كان هذا المركز مدعماً تقنيا في البداية من قبل وكالة التعاون الدولى اليابانية. ويشمل دور هذا المركز على العديد من المهام مثل الحفاظ على التنوع، سد النقص ودعم (إنعاش) المصادر البحرية بالمياه الاقليمية لدولة الإمارات. ولقد تم انتاج اصبعيات العديد من الانواع البحرية من الأسماك الإقليمية الهامة مثل الصافي (Siganus canaliculatus) والهامور (Epinephelus coioides)، في الفترة من عام 1985 حتى عام 1996. ثم تم إدخال العديد من أنواع الدنيس
(Rhabdosargus sarba, Acanthopagrus latus) في الفترة من عام 1997 إلى عام 2000. أما بالنسبة لإصبعيات السبيطي والبياح (البوري) فقد بدأ إنتاجها عامى 2001 و 2003 على الترتيب. ولقد بدات الشركة الدولية لاستزراع الأسماك (أسماك) أول مزارعها على المستوى التجاري في الأقفاص العائمة عام 1999.

كما بدأ مركز بحوث الثروة البحرية إنتاج وتربية يرقات الجمبري من الأنواع (Penaeus semisulcatus, Penaeus indicus) وترتيبها حتى التسويق منذ عام 1985. إلا أن هذا النشاط قد توقف مؤقتا عام 2001. ومع ذلك فإنه يوجد مخزون من الأمهات بالمركز. وتعتبر تربية الاصبعيات واطلاقها في المياه الاقليمية سنوياً مهمة فعالة من هذا المركز لتعويض النقص في المخزون السمكي بسبب الصيد الجائر. كما يقدم المركز المساعدات اللازمة للقطاع الخاص لإقامة مشروعات استزراع الأحياء المائية بدولة الإمارات.

أما تربية الأحياء المائية بالمياه العذبة في الإمارات فما زالت مقصورة على بعض قنوات الري والاحواض الترابية الملاصقة للأراضي الزراعية. وهناك رغبة كبيرة في تربية أسماك البلطي بهذه القنوات والاحواض حيث أن مخلفات هذه الأسماك تعتبر كسماد لمياه الري، إضافة لمحصول الأسماك نفسه.

الموارد البشرية

يوجد بدولة الإمارات العربية حوالي 14 748 عاملاً في مجال المصايد، وتقدر كمية المصيد بحوالى 150 95 طن سنوياً وذلك تبعاً لاحصائيات وزارة الزراعة والثروة السمكية لعام 2003. وتعتبر تربية الأحياء المائية بدولة الإمارات في مراحلها الأولى. ولذلك فإن القوى العاملة بهذا المجال تعتبر محدودة مقارنة بالمجالات الصناعية الأخرى. وهذه القوى العاملة ممثلة كليا في الذكور ذوو المهارات من العمال، الموظفين والمتخصصين. وتضم الشركة العالمية للاستزراع السمكي حوالي 46 شخصاً.

توزيع وخصائص أنظمة الاستزراع

يقع مركز بحوث الثروة البحرية على مساحة 127 000 م2( خط عرض شمالاً 25º '30 – شرقاً خط طول 55º '30) على الجانب الغربي للقناة الرئيسية في لاجون أم القيوين. ويتكون هذا المركز من أربعة أحواض ترابية يبلغ حجم كل منها حوالي 2 500م3، 6 أحواض يبلغ حجم كل منها 100م3 لتربية اليرقات، خمسة أحواض خرسانية حجم كل منها 50 م3 للأمهات، 26 حوضا حجم كل منها 8 م3 وعشرة أحواض بحجم 5 م3 من الفيبرجلاس لاستزراع الطحالب والكائنات الدقيقة.
ويقع مشروع الأقفاص العائمة لتربية الأسماك بمنطقة دبا المطلة على البحر (خط عرض 25º '37 شمالاً وخط عرض 56º '15 شرقاً) على الساحل الشرقي لدولة الإمارات.

إعداد/ أمانى إسماعيل

ArabianGulf

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

ArabianGulf
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

770,825