جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قُلتُ أنا المهلهل
قصيدة من
البحر الكامل
بعنوان
أُمامة
أزْمَعتُ تركَ الهجرِ هَجْرَ وصالي
يا لائمي في الحُبِّ اِرحَمْ حالي
كم مَيِّتِ في الحُبِّ يبقى خالداً
لا مَيِّتَاً في التَّركِ غيرَ مبالي
تستسلمُ الآهاتُ يوماً إنْ جفا
طَرَفُ الشِّفاهِ ولم يعد لسؤالي
فغبارُ كِندةَ في الجزيرةِ أحمرٌ
والَّليلُ يحكي قصَّة العَسَّالِ
والمُنذِرُ النُّعمانُ مَهرُ أُمامةٍ
فيمن أتى بالرّأس بعد قتالِ
يا أوسُ اِرفِقْ في قتالكَ لن تكن
يوماً برفقة نحرها الصَّلصالِ
والدُّهنُ عِطرُ الحاسناتِ إذا التوى
جنبٌ لَهُنَّ على ذراعِ رجالِ
ما كان حُبُّكِ يا أُمامةُ راحلٌ
والسِّينُ تعرفُ رِحلةَ الآجالِ
لكنَّّها الأيَّامُ تفرضُ نفسها
فترى الجميعَ مُكَبَّلَ الأغلالِ
أتظنُّ أنَّي حين صِلتُ بنحرها
لاهِ وبعضُ الحَرِّ في إذبالِ
أم أنَّ حرفاً قد وضعتُهُ ثغرها
شَبَهَاً بِصبِّ الماءِ بالسِّربالِ
لا تحسبينَ الحُبَّ يذهبُ في سُدىً
قَرِّي العيون فأنتِ في أوصالي
فالحُبُّ مملكةٌ وقلبي حارسٌ
مَنْ ذا يَهُدُّ المُلكَ فوق عوالي
إيَّاكِ لومي إنْ أردتِ تعذُّرَاً
لترينَ نفسكِ في عرينٍ عالي
فإذا نزلتِ الى جمامي فاعلمي
أنَّ الأجِمَّةَ منبعُ الأبطالِ
فالَّليثُ يزأرُ إنْ رأى قُدَّامَهُ
أحداً وينسى خَلْفَهُ المُتواري
والَّلبوةُ البيضاءُ ليست صبوةً
وهي التي بعرينه الجلجالِ
والحُبُّ ديدنُ من صفت أخلاقه
وبدت كضوء البدر فوق جبالِ
سهمُ رمى ذاكَ الغرامَ بقلبه
ليسيلَ منه الدَّمُّ كالشَّلَّال
يا سينُ لستِ فراشةً أو زهرةً
ما لم تكوني جنَّةَ الأورالِ
انتهى
بقلمي
تمّام طاهر سلوم الخزاعي
المصدر: تمّام طاهر سلوم الخزاعي