جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قصة الثعلب والغراب في نسختها المعدلة!!!
كل صاحب أموال هو ثعلب داهية، وخصوصا لما يجمع المال والسلطة، وكل من يترجى منه الخير فهو غراب غبي، وخصوصا لما يبيع له دمته.. صاحب المال والسلطة، مراده هو أخذ الجبنة التي يراها في فمك أيها الغراب الغبي، وهي ذكاؤك.
ذكاؤك إن جردك منه استراح. أنت بذكائك تزعجه. أنت بذكائك تقض مضجعه.. أنت بذكائك تثور على قوانينه المجحفة، وتفهم حيله. فلذلك فهو يعمل ليل نهار ليصنع منك غبيا يسيره كيف يشاء..
ألا ترى صديقي الغراب الغبي أن الذكاء الإصطناعي، هذه الأيام، يثير كثيرا من الإهتمام؟ وهو أكثر التطبيقات التي ملأت فضاء الأنترنت لغطا لدرجة أن المدرس والتلميذ والأستاذ والطالب، وحتى الإنسان العادي، أصبحوا جميعهم يتحدثون عنه ويتهافتون على استعماله في كتابة أبحاثهم، و تحليل خطاباتهم، و رسم لوحاتهم، و إخراج أفلامهم...
أنا لا أبالغ إن قلت لك أن هذا التطبيق، هدفه هو تدجين الناس، ومقصده هو جعل المتهافتين عليه غربانا أغبياء.. هذا التطبيق، يسعى لرد الشباب مدمنين عليه، أكثر مما هم مدمنين اليوم على الهاتف والأنترنت..
لا تثق صديقي الغراب الغبي، بهذا الذكاء الإصطناعي وتظن أنك أصبحت به تملك المعلومة بسرعة، وأنك أصبحت تفهم أكثر من ذي قبل. اعتمادك على هذا التطبيق الخطير الذي يمنحك سرعة الإجابة على كل شيء، و يجرك لاتخاذه كوسيلة للدراسة، تظنها تكفيك شر ساعات البحث، وتمكنك من آليات تقوم بكل شيء بَدَلَك هو أكبر خطئ ترتكبه في حياتك. أن تترك هذا التطبيق هو من تترجم، وهو من يلخص، وهو من يحلل، فهذا بداية موت ذاكرتك.. أنت بهذا تصبح مجرد مستهلك سلبي. تنفي ذكاءك باستعمال ذكاء الروبو..
نعم، هذا يوفر عليك كثيرا من الوقت، ولكن هل تساءلت: هل نحن ممن ينقصهم الوقت؟ فنحن العرب عندنا فائض من هذا الوقت، نستهلكه في الجلوس في المقاهي طيلة اليوم!!
هذا الذكاء الإصطناعي، هدفه هدم الذكاء الإنساني. يجب أن نعرف جميعا أن وراء هذا الذكاء اصحاب قرارات وصناع أذكياء، هدفهم الرئيس هو تدجين الأقوام، وتجريدهم من ذكائهم باستعمالهم هذه الروبوهات التي لا تستمد ذكاءها إلا من ذكاء الإنسان..
لما يضيع ذكاءك صديقي، تصبح غرابا فَقَدَ جبنته التي هي وسيلة كسبه..
لا تضع ثقتك في هذا الذكاء الذي كلف أصحابه أموالا طائلة، وليس لجمال عيونك، بل لأهداف سطروا لها وما خابوا...
أحمد علي صدقي/المغرب
المصدر: أحمد علي صدقي/