جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هل تنفعُ أرضٌ دون نعيمُها عبد
وهل نال عبدٌ رغدٌ من الوعود
.
يا سادة البلادِ قد ضاقت الأرضُ
وما نفعت الشكوى بالبخيل البليد
.
أودعتُ جسدي بينكُم أمانةً أكلتُمُ
اللحم والعِظام وعلى الروح رقود
.
قُلتُ قلبي لِنُفارِقَ قوماً بِلا خيراً
فقالَ إلى أين يذهبُ من ليس لهُ أحد
.
وإذا فارقت البلاد بغير أسفا وما
نفع فراق الجسد والروحُ تتردد
.
حارَ الصبر والسلوان قلبي والعيون
بدمعِها واحترقَ بالصدرِ كُلُ ودود
.
أخشى وبالهجر بقايا روحٍ تحترِقُ
وتسقطُ بقايا أوراقَي ولم أنل المُراد
.
ربي ما نفعني دليلاً في كُتُبِكَ
وبعضُ الناسِ على عطائِكَ تتمدد
.
أستجدي الناس دونُكَ في نعيمُكَ
ومن يستجدي دونُكَ مُلحد
.
ربي وأنت أوكلتهُم بنعيمنا
ولِما توكِلُ بنعيمنا من لم يُسدِد
.
لمن يطلبُ الرزقَ فالرزقُ سواقيا
عليكُم بحياضِ من خانوا العهود
.
عليكُمُ بأرزاقِكُم التي بدت مناقِبُها
تعلوا باللص اللئيم والفاسد
.
باتت أرزاقُنا حسناتُ علينا
المُحسِنُ من الحسنةِ الشُهرةَ يعمد
.
باتت أرزاق الفُقراء مطيةً لكُلِ
مسئولٍ تاجرٍ لصٍ ومُتعبد
.
بلادي لم يعُد فيكِ صالحٌ وشافعُ
لا صِلة رحمٍ قريبٌ غريبٌ وبعيد
.
بِلادي لم يعُد لي اشتياقٌ لأهلِها
ولا تُرابِها حدائِقِها والورود
.
قُل لناظر الآمال لا تنتظرَ
فالآمالِ تسرِقُ العُمرَ بالوعود
.
أين أرباب مال الأرضِ إذا
برب السماء أغنى الوجود
.
بعد الحطبِ بِتنا لِنارِهم وقود
وهل تأكُل النار بعد موتِها الرماد
.
وحق الذي خلق البشر سواسية
لم نسامحكُم في اليوم الموعود
.
صاحِب الرُتبة والمعالي والسيادة
والشيخُ والتاجر جمعكُم المقصود
.
قبحتُم الصواب وارتديتُم القُبح
صواباً وجعلتموهُ تشريعاً نفاد
.
لم يمُتَ شعبً من الجوعِ ولكن
ماتَ فيكُم الحياء إذا كانَ موجود
.
كُنتُمُ خَّلفً لخير سلفٍ ظننتُم
الكذبِ علاجً لجشعِهم يُفيد
.
قد انتهى مفعولُ دوائكُم ويلزمكُم
طبيبَ كذبٍ لدوائكُم تجديد
.
إنَ لمصائبنا منكُم تحملها
القلوب وليس عليها شهود
.
زيدوا علينا ظُلمِكُم من قُبح
أعمالكُم وشددوا تشديد
.
ابنوا قصوركُم وعيثوا فسادَ
واجعلوا طعامنا لكُم ممدود
.
الزمن وإن طال بظُلمهِ سوفَ
يصلَ زمان الحق ولو من بعيد
.
إذا لم يصلَ ليُنقذنا من جورِكُم
فأنهُ سيصل حتماً ليُنقذَ الأحفاد
.
التاريخُ يُسجلُ محفورٌ في القلوب
تتناقلهُ الأجيال عبر عقود
.
لكُلِ زمانٍ عهداً موشومٍ بهِ
وكم مر على هذه الأرضَ عهود
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
.
المصدر: هادي صابر عبيد