جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قُلْتُ أنا المُهَلهِلُ
قصيدة من
البحر البسيط
بعنوان
سلامٌ يا حُوَيْز
قد مَسَّ قلبِيَ زريابٌ وما نَفَعَا
ومن يُفيدُ لِردِّ الدَّمْعِ إنْ وقعا
ومَنْ يُعيدُ الى أرضي التي ذهبت
ماءَ الفُراتِ الّذي بالغابِ قد نَبَعَا
أنا الحويزُ وفي الأحداقِ أنْهُرُهَا
تجري الصّباحَ وليلاً لا تجد هَجَعَا
أنا البيادرُ في أيلولَ هارمةٌ
كما الرِّماحِ وفلَّاحٌ لها دَفَعَا
أنا السَّنابلُ خضراءٌ إذا رَقَصَتْ
مع الرَّبيعِ بشدوٍ حينما رَمَعَا
فَجْرٌ أطلَّ مع البُستانِ يصحبه
صوتُ البلابلِ في وردٍ قد انْفَلَعَا
والضَّحوُ يُصدِرُ أشواقاً بنائِخَةٍ
من الثِّمارِ وبطِّيخٍ قد اضطجعا
أينَ التُّرابُ وأينَ النَّاسُ قد ذهبت
ومَنْ تَرَجَّلَ عن بيتٍ ومَنْ مُنِعَا
حارت بُثينةُ كيفَ البُعدُ أورثها
حُزْنَ الدِّيارِ وحُزْنَاً أورثَ الفَجَعا
لا العيدُ يَسمعُ تكبيراً لمأذنةٍ
ولا المساجدُ فيها النَّاسُ قد جُمِعَا
ولا الطّريقُ يرى إنساً ولا وحشاً
ولا يسيرُ على جنبيه من رجعا
ولا يضمُّ ذوي الأرحامِ من عرفوا
من الرِّفاقِ بعصرِ ضمّ واتَّسعا
والسُّوقُ يزحفُ مَرمِيّّاً به حَجَرٌ
وقد تَكَسَّرَ بابُ الحانِ وانخلعا
وبنو خُزاعةَ في الأمصار مَنْثَرُهُم
وفي الدِّيارِ طلولٌ تَبْكِهِمْ وَلَعَا
قَمْعٌ ببيتِيَ لم يبقى له أثَرٌ
إلَّا الحرائقَ أو تدميرَ ما ارتفعا
وفي الجوارِ بيوتٌ كُنتُ أعرِفُها
بانت كمثلِ رمادٍ كَثَّ وانْقَشَعَا
آهٍ حويزُ ودمعٌ فيكِ يصحبني
في كلِّ ليلةِ هَضٍّ قُضَّ مضجعُهَا
أنا الصُّراخُ ومَنْ للجُرحِ يُدمِلُهُ
ومَنْ أراهُ لهذا الصَّرخِ قد سَمِعَا
أتى الجوابُ من الرَّحمنٍ في عجلٍ
ألا تمهَّلَ إنَّ الفجرَ قد طلعا
ويا مُحَمَّدُ مَنْ مِنَّا به جَلَدٌ
على البقاءِ وقد أرداهُ من قَمَعَا
عُودي دياريَ لا ألقاكِ في أَلَمٍ
ولا المماتُ بِبُعدٍ عنكِ إنْ وَقَعَا
انتهى
بقلمي
تمام طاهر سلوم الخزاعي
المصدر: تمام طاهر سلوم الخزاعي