جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قلتُ أنا المُهَلهِل
قصيدة من
البحر الكامل
بعنوان
راحيل
راحيلُ قُلتُ عيونُكِ الدُّرْدُمِّيْ
أزهرنً حَبقاً وانتثرنَ بِدَمِّي
راحيلُ صُبِّيْ كأسَكِ المِرزَمِّ
لأراكِ آهَاً حشرجت مِنْ شَمِّي
كم راحلٍ في الأرضِ راحَ لجامه
بعد التذبُّحِ من لطامٍ عَرمِ
قد شنَّ حربي حيدرٌ في خيبرٍ
وأتيتِ يا راحيلُ بعد السِّلمِ
فعلامَ في التَّوراةِ صورةُ أحمدٍ
وعلامَ في الإنجيلِ ذِكرُ الإسمِ
ضُمّي إذا الإسلامُ جاء بِبُردتي
وَدَعَي عبوري في شعابكِ يُدمِي
فأنا الذي رَجَّفتُ جلدكِ ليلةً
سحراءَ قد بصقت لُعابَ الفمِّ
وأنا الذي أعلنتُ غزوَ مواضعٍ
قد كثَّ فيها الّلحمُ بين الّلحمِ
وأنا الّذي بُورانَ قالت أنَّني
خَدَمُ الحُسينِ وفارسٌ يا عَمِّيْ
راحيلُ قُدسي تشتكي من رحمي
وأتى البُراقُ يُعيدُ لوحَ القسمِ
موسى الذي في البحر أعيا رمسساً
قد هاجَ بحرُ هجومه في عظمي
فَأتِي إلى أسوانَ إنِّي قادمٌ
بيدي نياطُ العجلِ كالمُستَرمِي
إيّاكِ يا راحيلُ تركَ مودتي
بعد انضرامِ المدفعِ المُستدمِي
ما لي أراكِ سريعةَ الحِرمَمِّ
وكأنَّ فوق حواشكُم من دحمي
زوري الُذي بالّليل يشربُ زرنباً
في قاتلاتِ الَّلثمِ بعد الَّلمِّ
كم ضاعت الآمالٌ وهي حبيشةٌ
في شِعرِ روما أو ممالكِ هَرمِ
فهناكَ في أبريل كانت خرسةً
والجسمُ حانٍ لا يلوذُ بِحشْمِ
قَبّلْتُ ما انفلتت مخالبُ هيثمي
بعد انفتاحِ نواجذٍ كالرِّجْمِ
أوراقُ نرجسَ قد وفدن بإبطها
يجررنَ خملاً أو يَهُبْنَ بِهَجْمِ
فهي الزِّراعةُ والحقولُ ووردتي
وهي السَّنابلُ إن رففنَ كسَهْمِ
وهي الطريقُ إلى المدائنِ سالكٌ
وهي الطّريقُ لأرشَلِيْمَ ولَحمِ
قد أعجبَ الكَفَّارَ لونُ حبيبتي
في ثنيها في خصرها المُنْضَمِّ
في الخلفِ كثبٌ بارزٌ مُتَحَجِّرٌ
ناضٍ وطلعُ حراجِهِ كالجهم
فعرفتُ أنَّ دفائناً في جسمها
أشلعنَ كلَّ الشّمعِ بعدَ العتمِ
ووقفتُ كالعامودِ أرقبُ نهرها
وأشُكُّ من نظري بما قد يرمي
فلعلَّ في رَجَبَ الأصَبَّ مَلِيكُنا
يُعفي العبادَ ضرائباً من ظُلمِ
انتهى
بقلمي
تمام طاهر سلوم الخزاعي
المصدر: تمام طاهر سلوم الخزاعي