الاتحاد الدولي للمؤلفين العرب

من يشتري الأعراب إني بائع
هذا القطيع المستكين ولا عتب
من يشتري الأعراب إني بائع
هذا الغثاء بذيل ضب منتصب 
من يشتري الأعراب إني زاهد
في عصبة مرضت وماتت بالكلب 
ذلت لهم كل الخصوم وأذعنت
وتوددت كل الممالك والشعب
واليوم صاروا كالجراء بحارة
عم النباح وزادهم سوء الأدب
أطفال غزة في الوفاة تقادموا
وبالحجاز ولائم يا للعجب
وبالحجاز تراقصوا وتمايلوا
ودماء غزة قد تعالت للركب
من يشتري الأعراب إني بائع
تبت أيادي القوم مثل أبي لهب
وأبو الرغال بآل زايد واضع
ذاك العقال وكأس خمر تنسكب
أرض الكنانة ما عهدنا خنسها
وجند ابن العاص ما عهد الكذب
بالشام ما عادت دمشق منارة
ولا معاوية هناك ليستجب
من يشتري الأعراب إني بائع
قد أتعبوني بحملهم إني تعب
سودان ما ولى كأكبر دولة
عربية قد قسمت عنبا وقضب
أسد تربى في الفرات ودجلة
ذبحوه في العيد الكبير بلا سبب
ومضى العراق بدون حجاج حمى
تلك الديار من القلاقل والقحب
بالمغرب الأقصى مليك باعه
ترك الرعية للطواعن والجرب
آوى إليه بني قريضة حالما
بأن يكون مخلدا بين الكتب
من يشتري الأعراب إني متعب
فالضهر لا يقوى على رزم الحطب
بلد الجزائر وحدها ضلت على
عهد قديم بين عبد بين رب
وتونس الخضراء مات ربيعها
والشوك قد وأذ الورود وقد حجب
والخير كان في ليبيا متهاطل
حتى أبتدى أشقاهم قتلا ونهب
وفي الخليج ممالك قد قسمت
كالأندلس حين المهانة والعطب
كل يغني شعر ليلى ليله
وملك يعرب شاعل مثل الحطب
من يشتري الأعراب إني كاره
حمل المزيد من النذالة والكذب
ما عاد في اليمن السعيد ولاية
تلك السعادة قد توارت في الكرب
وأحرقت لبنان مثل جريدة
بيروت ما عادت عروس للعرب
من يشتري الأعراب إني زاهد
فيهم كما زهد ابن عبد المطلب
من يشتري الأعراب إن جوارحي
قد أضربت حمل المزيد من الغضب
مردوا على حب النفاق فلا ترى
فيهم أبيا صابرا أو محتسب
باعوا القضية والوصية بعدما
ملئوا الشوال من القطائف والعنب
الدكتور خالد ف الجزائر