غزة في عيون أحمد (حميد يعقوبي)
------------------
ذات ليلة
نام الليل في عيون أحمد
وخطواته مازالت تتحسس النور
في دروب صباح هارب
في ليلة غاشمة انقطعت الكهرباء ..
خفت ضوء الشموع
انهزمت كل الأصوات
إلا دوي الإنفجارات
كان هناك الطغاة
يدكون البيت على رؤوس أهله دكا
تصيح كل الأصوات مذعورة
يختفي صوت واحد دون حشرجة ..
صوت والده..
أحمد يعرف الدمار ..يعرف الموت...
يعيش القتل لعبةٌ كالغميضاء والنط على الحبل
كما يلعب أطفال العالم بدمياتهم الإلكترونية
لعبة المنون الليلة في غزة واقعة ..ليس لعبة
أحمد عاش المحرقة بقلبه ..
أشعلوا حقدهم على أحلامه يهودٌ كالضواري ..
صاح وحده والعُرْب لم تصِحْ ..ما استفاقت من شخير
أمة تمعن النظر في الحصار..
أهي غزة لوحة لهواة التصوير؟
سلام لك يا أحمد
لن تنجيك أشعاري فهل تقبل اعتذاري..؟
لا تصدق بعد اليوم أنشودة بلاد العرب أوطاني
لاشام مستريح ...ولاعراق مستقر.. ولاأقصى في أمان
وتستمر لعبة الموت ..
أحمد يصيح : مات والدي ...مات ..
أيها القائمون وسط عباءاتكم ..
افتحوا ألات التصوير واغنموا لمعارضكم ومجلاتكم
أتريدونه جمجمة مفرغة أم نصفها مهشم؟
أتريودنه جثة مخروة أو جلها مفَحَّم ؟
أيها المخمورون في جلابيب عروبتكم
والسبحات تعدون بها عدد الأقداح والنساء
والله والله والله لست منكم أعجب
ملتكم الكراسي ..ملتكم المنابر ..ملتكم الخطب
قم يا أبا أحمد
قد جاء ماسك الروح بمسك الجنة ينهي الحياة
أنا أشمه بحطام البيت ...أشمه معطراً كل الأرجاء
جاءت الملائكة تسبح لله بحمد المولى
ترش بيتنا بعطور الأنبياء
إن حملوك والدي على نعش
سأحتفظ ببسمتك على شفاهي ..
وسأغتسل بنور جبينك كل صباح ومساء ...
حقا رحل والدي .. ولكن غزة لن ترحل
ستبقى شوكة في حلقومكم أيها الغزاة
وسكينا طاعنة صدوركم أيها الطغاة
وإبرة واخزة عيون من أرادوا اندثاري
هي غزة لي ..ولهم جحيمي
هي غزة لم تقهر . سأبقيها بدمي
أنا أحمد الغزاوي ..أنا إرث الإسلام
من فلسطينيتي لا أخجل ..
ومن عروبتكم أنا خجلان ..
*****************
حميد يعقوبي . القنيطرة / المغرب
2023/10/10