العلوم الاقتصادية والقانونية والإدارية البيئية

authentication required

التعريف بالبيئة البحرية :

 يقصد بالبيئة البحرية كل مساحات المياه المالحة التي تمثل كتلة متصلة بعضها بالبعض متلاحمة الأجزاء سواء كان هذا الاتصال طبيعيا أو صناعيا ، وما تشتمل عليه هذه الكتلة من أوجه الحياة البحرية ، ويعتبر مصطلح البيئة البحرية أحد المصطلحات الحديثة نسبياً في فقه القانون الدولي ، فقد ظل المفهوم التقليدي للبحار سائداً حتي أعمال الدورة السابعة لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث لقانون البحار التي عقدت في نيويورك وجنيف عام 1978 حيث استقر هذا المصطلح " البيئة البحرية "،والذي يتضمن في محتواه معني الحياة البحرية .

أهمية البيئة البحرية :

 تلعب البحار والمحيطات دوراً هاماً في حياة الإنسان ، فهي تغطي أكثر من 70% من سطح الأرض ، وبالتالي فهي تسهم بنصيب وافر في المحافظة علي التوازن البيولوجي للكرة الأرضية ، ويضاف إلي ذلك أن البحار والمحيطات تتمتع بأهمية كبرى للإنسان ، فهي مصـــدر لغذائه ومصدر للطاقة ومـــــورد للميـــاه العذبةومصدر للعديد من الثروات المعـــــدنية والنباتيــــة المختلفة وسبيلاً للنقـــل والمواصلات ومجالاً للترفيه والسياحة 

 

عناصر البيئة البحرية :

تتكون البيئة البحرية من عناصر رئيسية ، تشكل في مجموعها نظامها البيئي إذ تشتمل علي المياه  ذات الأملاح الذائبة وعلي أنواع متباينة من الأحياء البحرية الحيوانية والنباتية ، بالإضافة للموارد المعدنية التي تزخر بها قيعان البحار والمحيطات :  

 أ- مياه البيئة البحرية :

        تشكل المياه العنصر الرئيسي في البيئة البحـــرية ، وتتميز بملوحتها فتحتوي علي كميات كبيرة من الأملاح الذائبة   ،  كما تتشبع أيضاً بكمية من الغازات الذائبة أهمها غاز الأكسجين الذي تعتمد عليه الكائنات التي تعيش فيها في التنفس .

ب - الأحياء الحيوانية البحرية :

تحتوي البيئة البحرية علي كم هائل من الحيوانات البحرية تبدأ من الحيوانات الدقيقة وحيدة الخلية وتنتهي بالأسماك والثدييات البحرية متطورة النمو، وتذخر البحار على اختلافها بمثل هذه المخلوقات  .

    ج -  النباتات البحرية :

وهي إحدي الصور الهامة للحياة البحرية ، وتشمل الطحالب بكافة أنواعها والهائمات أوالعوالق وغيرها .  وجدير بالذكرأن حماية البيئة البحرية في مصرتشكل  تحدياً هاماً ، فقد حباها الله بأجمل الشعاب المرجانية التي يقدم السياح لرؤيتها من أطراف العالم ، مما يدعو البعض أحيانا للغيرة من المكاسب الاقتصادية التي قد تعود من وراء سياحة الغطس ، حيث كانت تتدافع الأفواج السياحية من شتي أنحاء المعمورة لمشاهدة عجائب الله في تلك الشعاب الملونة ، وما تحويه البيئة البحرية المصرية من عجائب تحت البحر  .

   نطاق البيئة البحرية

 

    تنص المادة (48) من القانون رقم (4) لسنة 1994بإصدار قانون البيئة علي أن " تهدف حماية البيئة المائية من التلوث إلي تحقيق الأغراض الآتية :

أ)  حماية شواطئ جمهورية مصر العربية وموانيها من مخاطر التلوث بجميع صوره وأشكاله .

ب‌)  حماية بيئة البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة ومواردها الطبيعية الحية وغير الحية وذلك بمنع التلوث أياً كان مصدره وخفضه والسيطرة عليه .

ج ) حماية الموارد الطبيعية في المنطقة الاقتصادية والجرف القاري  

    وعلي ذلك فالبيئة المائية المقصودة بالحماية في القانون هي شواطئ مصر وموانيها ، وبيئة البحر الإقليمي ، والمنطقة الاقتصادية الخالصة ومواردها الطبيعية الحية وغير الحية ، والموارد الطبيعية بالمنطقة الاقتصادية والجرف القاري .

    ونجد أن المشرع المصري قد سكت عن تعريف البيئة المائية ، مكتفياً بالإشارة عناصرها في هذه المادة ، ومشيراً بأن الهدف من حماية البيئة المائية هو حماية شواطئ الجمهورية وموانيها ، وبيئة البحر الإقليمي والمناطق الاقتصادية الخالصة ، ومواردها الطبيعية الحية وغير الحية ، والجرف القاري ، ولقد أتي هذا التعريف متأثراً بتعريف اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار .

 وقد جاءت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار  ، فقسمت البحر إلي خمس مناطق ، تختلف التزامات الدول وحقوقها في كل منطقة بحسب الأوضاع القانونية التي تقرها الاتفاقية وهي :

أ‌)    البحر الإقليمي :

وهو ذلك الجزء الملاصق لشاطئ الدولة ، والممتد نحو أعالي البحار ، وهذا الجزء يخضع لسيادة الدولة .

ب‌)   المنطقة المجاورة المتاخمة   :

 وهي الجزء الذي يبدأ من نهاية البحر الإقليمي  في اتجاه أعالي البحار إلي مسافة محددة لا يجوز أن تمتد إلي أبعد من 24 ميلاً بحرياً من خطوط الأساس الذي يقاس منه عرض البحر الإقليمي  .

ج)  المنطقة الاقتصادية الخالصة :

وهي منطقة واقعة وراء البحر الإقليمي وملاصقة له ، ولا تمتد مساحتها لأكثر من مائتي ميل بحري من خط الأساس الذي يقاس منه عرض البحر الإقليمي .

د‌)   الجرف القاري :-

 وهو ذلك الجزء من قاع البحر والأرض الواقع تحت البحر ، والتي يبدأ تواجدها من حيث تنتهي المياه الإقليمية للدول الساحلية وتشكل امتداداً طبيعياً لأرض تلك الدولة تجاه قاع البحر .

 

هـ)  أعالي البحار

 

أعدته للنشر/ أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

Amany2012
موقع خاص لأمانى إسماعيل - باحثة دكتوراه فى العلوم الاقتصادية والقانونية والادارية البيئية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

556,007