تمضي الأعوام عامًا بعد عام .. ونحن نعدّ الأيام في تقلب الليل والنهار .. ففي تقلب الليل والنهار وتعاقبهما عبرة وعظة... وفي مضِي الايام وطِي الاعوام تأمل وتفكر... وانظر الى تلك الايام التي انصرمت من عامك وفاتت من حياتك .. كم من همٍّ مر بك ؟! وكم من مصيبتة أُبتليت بها ؟! حتى ظننت انك هلكت ففرجها الله وكشفها .. )وكم من ذنب اقترفته وخطيئة اكتسبتها ؟! حتى ظننت ان الله لايغفرها فاستغفرته فغفر لك ولا يبالي .. وكم من اعمال الخير ومكاسب الحسنات التي لولا توفيق الله لما عملتها فله المنّ والفضل ؟! وان تنظر في ايام مضت وساعات خلت..تتقلب فيها بين نعمة وفتنة.. وبين منحة ومحنة.. وبين طاعة ومعصية.. وتنظر الى توفيق الله لك.. وستره عليك.. وفضله ومنته..والهامك الصبر والشكر.. والمد في عمرك.. وامهالك للتوبة والاستغفار.. لتحس بشعور ينبعث من خلجات قلبك وحنايا صدرك كله خضوع لله .. فاليوم وقد مضى من عمرك سنين عددا.. وازددت من الآخرة قربا.. *هل تفكرت في اعمال نسخت في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها !! كيف نُسخت ؟! إن لم تتفكر فيها اليوم فستتفكر بها غدا يوم تنشر الدواوين وتنصب الموازين.. ويقال : ( اقرأ كتابك .. كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) اختر لنفسك اليوم ماتريد حفظه على صفحات كتابك ...فهما اثنان لاثالث لهما : رجل آخذ كتابه بيمينه يقول هاؤم اقرؤا كتابيه .. ورجل آخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره ويقول ياليتني لم أوت كتابيه.. ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ فها هو العام الجديد قد أقبل عليك بثوبه الجديد. . فهل سيمضي كالعام الذي قبله؟؟..ام انه سيكون عاما جديدا وحياة جديدة وثوبا جديدا .