مصر تعتبر من أكبر دول العالم إصابة بفيروس "سي" مـحـيـط ـ مــروة رزق
انتشرت فيروسات الكبد وتوطنت في كثير من دول العالم سواء في صورها الحادة أو المزمنة، وأصبحت تمثل مشكلة على صحة الإنسان، ويتصدر فيروس "سي" قائمة الفيروسات التي تصيب الكبد، حيث ينتشر الالتهاب الكبدي "سي" على مستوى العالم.
وفي إطار فعاليات اليوم العالمي للالتهاب الفيروسي الكبدي، عقدت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، اليوم مؤتمر صحفي تناول فيه المشاركون الإنجازات التي تحققت في علاج الالتهاب الكبدي "سي" من خلال المشروع القومي خلال السنوات الماضية، كما شدد المتحدثون على ضرورة تضافر الجهود الحكومية والمدنية تحت مظلة مبادرة قومية موحدة تهدف إلى زيادة الموارد المتاحة للعلاج من أجل القضاء على المرض في مصر.
ومن جانبه، أوضح الدكتور وحيد دوس عميد معهد الكبد ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن مصر تعتبر من أكبر دول العالم إصابة بفيروس "سي"، مشيراً إلى أن سرطان الكبد على وشك أن يصبح وباءً في مصر، وذلك نتيجة العادات السيئة.
وأكد دوس أن مصر لا تخلو من عائلة مستها الإصابة بالالتهاب الكبدي "سي"، إلا أن علاج فيروس "سي" لم يأخذ حقه من دعم المجتمع المدني ولا يزال التمويل يشكل تحدي أساسي، حيث توفر الدولة حوالي نصف مليار جنيه سنوياً لعلاج الالتهاب الكبدي "سي"، وبالرغم من ضخامة هذا المبلغ، إلا أننا بحاجة ماسة إلى مساهمة المجتمع المدني من أجل توفير نصف مليار جنيه إضافية لإنجاح خطة العلاج القومية.
وأشار إلى أن نسبة العلاج لا تتعدى 55%، مؤكداً أن هناك 21 مركز يتم فيه علاج المرضى، وأن هناك لجنة عليا تتبع اللجنة القومية للكبد تقوم بتحديد قواعد العلاج الذي يحتاجه المريض، مثل العلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحي، وأن هناك مشروع قومي للكشف المبكر عن أورام الكبد، فهناك 10 مراكز على وشك الدخول للمساهمة في هذا المشروع.
وأوضح أن توفير تمويل برامج العلاج يتيح للدولة توجيه أموال إضافية لمكافحة الانتشار والحد من المرض والذي يعد هدف أساسي للبرنامج القومي.
وقال الدكتور جمال عصمت أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد، جامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية: "في ظل إصابة حوالي 10% من المصريين، يعد الالتهاب الكبدي "سي" بلا شك القضية الصحية التي تتصدر أولويات مصر القومية، وقد قامت وزارة الصحة من خلال المشروع القومي بصرف 2 مليار جنيه منذ 2007 حتى الآن وقامت اللجنة القومية من خلال مراكز الكبد لعلاج 150,000 مريض وبالتالي نحن أمام تحدي اقتصادي هائل يتطلب تضافر الجهود بشكل منظم".
وأوضح عصمت أن فيروس "سي" مرض مزمن في كل أنحاء العالم، والذي ينتشر بشكل كبير عن طريق عدوى الدم والأدوات الطبية الملوثة، مشيراً إلى أن فيروس "سي" لا ينتقل عن طريق المعاشرة الجنسية.
وأضاف الدكتور أيمن يسري أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد جامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية: "قامت اللجنة القومية من خلال مراكز الكبد بعلاج 150,000 مريض بواسطة العقارات المعتمدة دولياً بالتوافق مع إرشادات العلاج العالمية، كما نجحت اللجنة بالتعاون مع الشركات المنتجة في توفير "الانترفيرون" بأقل سعر على مستوى العالم، مما ساهم في تخفيف العبء الاقتصادي بشكل كبير".
وأكد الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الجهاز الهضمي وأمراض الكبد، جامعة عين شمس، وعضو اللجنة القومية على أهمية التوعية في مكافحة انتشار العدوى بقوله: "نعاني من نقص في برامج التوعية عن كيفية تجنب الإصابة، ويجب أن يدعم الإعلام هذه الجهود لنشر ثقافة منع انتشار العدوى والتي بلا شك تلعب دور أساسي في القضاء على الالتهاب الكبدي "سي" في مصر".
كما أكدت الدكتورة نرمين رءوف مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي لشركة "إم اس دي" التزام الشركة بالاستمرار في دعم جميع الجهود في سبيل القضاء على الالتهاب الكبدي "سي"، قائلة: "إن دور الشركة لم يتوقف عند اكتشاف عقارات أحدثت طفرة في حياة المرضى، بل إن الشركة ملتزمة تجاه المجتمع بشكل أعمق حيث شرفت بالمساهمة في مبادرات قومية شملت توفير "الانترفيرون" المعتمد دولياً بأقل سعر على مستوى العالم وتوفيره لعلاج الأطفال بالإضافة إلى دعم برنامج تدريب شامل على مستوى الشرق الأوسط يوفر التدريب للأطباء على أيد الأساتذة والخبراء في مجال علاج الكبد والجهاز الهضمي".
يذكر أن شركة "ام اس دي" إحدى شركات الرعاية الصحية الرائدة على مستوى العالم، قد قامت في عام 1991 بتطوير أول عقار معتمد دولياً لعلاج الالتهاب الكبدي "سي"، كما قامت عام 1998 بإنتاج أول علاج مزدوج للفيروس. وتستثمر مجموعة "ميرك" بقوة في مجال الأبحاث والدراسات لتطوير عقاقير إضافية مبتكرة لعلاج الالتهاب الكبدي "سي".
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو ثلث سكان العالم أو ما يعادل ملياري شخص أصيبوا بعدوى التهاب الكبد الذي يقتل حوالي مليون شخص سنوياً.
وحذرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان لها اليوم من أنه برغم أن معظم الذين يحملون فيروس التهاب الكبد لا يعرفون ذلك الا أنهم يمكن أن ينقلوه إلى آخرين دون علم في أي وقت في حياتهم ويمكن أن تودي الإصابة بحياتهم أو تؤدي إلى عجزهم.
وأوضح ستيفن ويرسما خبير التهاب الكبد بمنظمة الصحة العالمية،أن هذا المرض يضم خمسة فيروسات رئيسية أنزل "أضرارا مذهلة" على نظم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم ومن المحتمل أن يتسبب في أوبئة فضلاً عن كونه السبب الرئيسي في تليف وسرطان الكبد.
ومن الفيروسات الخمسة التي يطلق عليها "ايه وبي وسي ودي واي" تقول وثيقة جديدة لمنظمة الصحة العالمية، ان فيروس "بي" هو الأكثر شيوعاً ويمكن أن ينتقل عن طريق الأمهات للأطفال عند الولادة أو في مرحلة الطفولة المبكرة وكذلك من خلال الحقن الملوثة أو حقن تعاطي المخدرات.
وتقول منظمة الصحة العالمية ان فيروس "اي" الذي ينتقل عن طريق الماء أو الطعام الملوث هو سبب شائع لتفشي هذا المرض في البلدان النامية ويلاحظ على نحو متزايد في الاقتصادات المتقدمة، مشيرة إلى أن هناك لقاحات فعالة جرى تطويرها لمكافحة فيروس "اي".
وفيروس "بي" يمكن أن تستخدم أيضاً لمكافحة فيروس"دي"، وقد تم تطوير لقاح التهاب الكبد "اي" لكنه غير متاح على نطاق واسع في حين لا يوجد أي لقاح لفيروس "سي".
|
|
إرشادات تحمي كبدك - عدم استعمال أدوات وآلات طبية إلا مرة واحدة فقط على قدر المستطاع مثل الإبر.
- تعقيم الآلات الطبية بالحرارة "اوتوكلاف - الحرارة الجافة".
- التعامل مع الأجهزة الطبية والنفايات بحرص، والتعامل مع سرنجة الحقن بحرص شديد، وخاصةً الأجهزة الموجودة في عيادة الأسنان.
- تجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة, الإبر الصينية, وفرش الأسنان، و"التاتو" الحنة، الأدوات المستخدمة في ختان الأطفال وهي تساعد بشكل كبير في انتشار الفيروس.
- تجنب تناول المخدرات ، فهي أكثر الطرق التي تساعد في انتشار الفيروس.
- تجنب رسم الوشم ، فقد تكون الأدوات المستخدمة ملوثة .
- في حالة المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي "ج" لا يجب أن يتبرعوا بالدم لأن الالتهاب الكبدي "ج" ينتقل عن طريق الدم ومتنجاته, فهنالك شبه إجماع في الوقت الحالي على أن الأشخاص المصابين بالفيروس "HCV" والأشخاص الذين يعيشون معهم يجب إلا يقلقوا من انتقال العدوى من ذويهم في البيت أو من الذين يعملون معهم إذا اتبعوا التعليمات السابقة.
- على الأشخاص المصابين بالفيروس تجنب مشاركة الآخرين في أمواس الحلاقة فرش الأسنان المقصات, واستعمال الإبر وغير ذلك، وذلك لأن الفيروس "ج" لا ينتقل عن طريق الفم والبراز، فإن الأشخاص المصابين به يمكن أن يشتركوا في إعداد الطعام للآخرين.
- الأدوية الضارة: يمكن لأصناف معينة من الأدوية كعقار "Extasy" ومركبات "السترويد" أو حتى عقار "الباراسيتامول" أن تفرض بعض الضغوط على الكبد، لذلك، احرص على ألا تتناول أبداً أي جرعة زائدة من هذه العقاقير، فإذا أردت التأكد من أنك لا تعاني من أي مشكلة في الكبد أطلب من طبيبك أن يجري لك اختباراً.
- العلاقات الجنسية غير الآمنة: ينتشر التهاب الكبد الفيروسي "سي" إلى حد كبير في آسيا وأوروبا الشرقية، لذلك ينبغي التزام الحيطة والحذر خلال إقامة العلاقات الجنسية في تلك المناطق.
|
ساحة النقاش