تتعدد الآراء وتختلف في تعريف معنى الإبداع لدرجة يصعب عليها الوصول لتعريف محدد وهذا مردود إلى أن الإبداع كظاهرة إنسانية ثري المحتوى متعدد الجوانب إذ يرتبط بقدرات الفرد العقلية ودوافعه النفسية وسماته الانفعالية التي قد يتحدد بعضها في التوازن الانفعالي والقدرة على توجيه الذات والإحساس بالتفرد والاعتداد بالنفس والانفتاح على الخبرة لتحقيق التواصل بين المبدع وواقعه عبر الجديد الذي يقدمه.

 غير أن هناك من يرى أن الإبداع يرتبط بالاضطراب العقلي والنفسي وأن المبدع مخلوق عجيب في تصرفاته وفي أفكاره وفيما ينتهي إليه من إبداعات ولعل في الكشف عن معنى الإبداع في الأصول اللغوية ما يوضح القصد منه ففي اللغة العربية بدعه يبدعه بدعا، بدأه وأنشأه على غير مثال سابق والإبداع إيجاد شيء غير مسبوق من العدم وقيل هو إخراج الشيء من العدم إلى الوجود.

وفي اللغة الإنجليزية لفظ Createمشتق من اللفظ اللاتيني Creare أي يوجد ما هو أصيل والأصيل ما كان غير مألوف.

وعلى أي حال فأن دراسة الإبداع لم تتم بشكل منهجي ألا في الخمسينيات من القرن العشرين على يد جيلفورد وتيلور وتورنس وفروم وروجرز وغيرهم وبعض ممن سبقوهم من أمثال أصحاب المحاولات الجادة في البحث عن معنى للموهبة والإبداع منهم سبيرمان وجالتون وتيرمان وآخرون.

ويمكن تعريف الإبداع من خلال النظر إليه كأسلوب حياة أو كعملية عقلية وفق مراحل معينة أو كمحصلة نهائية تتمثل في إنتاج شيء ملموس أو محسوس أو يسمع ويرى.

ومما يتضح أن الإبداع ظاهرة مركبة متعددة الجوانب ومختلفة المعاني لاختلاف الأطر الثقافية لدى الباحثين والعلماء في هذا المجال ورغم كل هذا التباين إلا أنهم يتفقون على حقيقتين هامتين لكل إنتاج إبداعي وهما:

·        أن يكون جديدا

·        أن يكون له قيمة.

والأداء الإبداعي يتوقف على المبدع ولا يقوم إلا من خلاله بوصفه الكائن الوحيد الذي يصبو دائما ليكون على غير ما هو عليه، ويتميز هذا الفرد بسمات انفعالية عن غيره ويستوجب أداؤه الإبداعي متطلبات لعل من أهمها:

·        الانفتاح على الخبرة بغير جمود أو تعصب بل بتسامح وقبول للأخر.

·        التقويم الداخلي حيث القدرة على النقد الذاتي.

·        القدرة على التعامل الحر مع المفاهيم والعناصر.

هذا ويعرف مراد وهبة الإبداع على انه قدرة الفرد على تكوين علاقات جديدة من أجل تغيير الواقع، وتعريف مراد وهبة يستمد دلالته من شواهد التاريخ الإبداعي للحضارة الإنسانية حيث:

·        جدلية العلاقة بين الإبداع والاديولوجية الثقافية.

·        تجاوز مفاهيم الذكاء والعبقرية ومطلقية الحقيقة.

·        تجاوز انغلاق ثقافة الذاكرة إلى انفتاح ثقافة الإبداع

 

وتأسيسا على ما سبق فإن الإبداع هو جوهر وجود الإنسان، وهو شيء كامن في داخلنا، وهو الإنسان بما هو إنسان.

 

 بقلم أخصائي التربية الخاصة ومدرب التنمية البشرية

أ/ رامي محمد المغربي

[email protected]

 

المصدر: مجموعة من القراءات
Alhyat-Aml

الحياة أمل

  • Currently 63/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 664 مشاهدة
نشرت فى 11 مايو 2010 بواسطة Alhyat-Aml

ساحة النقاش

رامي المغربي

Alhyat-Aml
رئيس قسم الرعاية الأكاديمية KAMSTBUK ماجستير تربية خاصة 2016 مدرب تنمية بشرية TOT مستشارتربية خاصة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

232,623