تعددت المفاهيم والتغييرات حول المصطلح نفسه ، فهناك بعض النقاد يطلقون عليه “السيميوطيقا” Semiotica خاصة كتاب الإنجليزية الذين ”يفضلون استخدام جون لوك( 1632- 704 ) لهاأول الأمر عن طريق استعارتها مباشرة من اليونانية Semiotike ، كما أن دراسي الأدب الإنجليزي يألفون قوله في دراسته الشهيرة عن “طبيعة الفهم” أنها تعني مذهب العلامات Doct of Signs ، الذي يعرفه بأنه النشاط الذي يختص بالبحث في طبيعة العلامات التي يستخدمها الذهن للوصول إلي فهم الأشياء أو في توصيل معارفه إلي الآخرين .
والبعض الآخر يطلقون عليه السيميولوجيا Semiology خاصة كتَاب الفرنسية ، فإذا كان تشارلز ساندرز بيرس رائداً للسيميوطيقا الإنجليزية فإن سوسير يعد رائداً للسيميلوجيا الفرنسية ؛ ومن هنا شاع المصطلحات في الدراسات النقدية ، وحاول البعض أن يفوق بين المصطلحين ، فهناك من يري أن “السيميولوجيا تعني بدراسة نظام محدد من أنظمة التوصيل ، من خلال علاماته وإشارته ودراسة الدلالات والمعاني أينما وجدت ، وعلي الخصوص في النظام اللغوي ، أما السيميوطيقا فتهتم بدراسة الاتصال والدلالة عبر أنظمة العلامات في علوم مختلفة ، وفي تطبيقاتها وممارستها الخيالية ، فهي تتخصص في الاتصال الآلي ، والاتصال الحيواني ، وتصل إلي أكثر أنظمة الاتصال الإنساني تعقيداً وتركيباً ؛ لغة الأساطير ، واللغة الشعرية مثلاً ، مستعملة في هذه المجالات المختلفة علوم اللغويات ، والأنثروبولوجيا ، والمنطق والفلسفة والألسنية “ وهناك من يري تطابقاً بين المصطلحين ويستخدمها بمفهوم واحد استناداً إلي القرار الذي اتخذته الجمعية العالمية للسيميوطيقا Semiotica التي انعقدت في فبراير عام 1969 بباريس وقررت تبني استخدام مصطلح السيميوطيقا ، وتأسيس الرابطة الدولية للدراسات السيميوطيقية وعلي الرغم من أن السيمائية انحضرت في أغلب الأحيان في مفهومين هما السيميوطيقا والسيمولوجيا في الدراسات الإنجليزية والفرنسية ، إلا أنها تشعبت وتعددت واختلفت تسمياتها في الدراسات النقدية العربية فهناك عدد كبير من الدراسين العرب يستخدمون مصطلح “سيمياء” ومنهم : الدكتور محمد مفتاح ، وسامي سويدان والدكتور عبد المالك مرتاض ، عبد العالي بوطيب والدكتور رضوان ظاظا ، والدكتور جوزيف ميشال شرم ، وحسن بحراوي ، جمال شحيد ، ومحمد حمود وعبد النبي اصطيف ، ومحمد عزام والدكتور عادل فاخوري ، حنوزن مبارك ، والدكتور رئيف كرم ، وأنطوان أبو زيد وغيرهم .
ساحة النقاش