اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا .. في الميزان الاتفاقية تتيح دخول الصادرات الصناعية المصرية فورا دون جمارك رجال الأعمال : الصادرات الزراعية كارت تفاوضي للحصول علي مزايا إضافية في القطاعات الأخري
الموقع: www.ahram.org.eg
تاريخ النشر: 1 - 10 - 2005
المصدر: العدد 43398
التصنيف: اقتصاد
اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا‏..‏ في الميزان

رشيد‏:‏ الاتفاقية تتيح دخول الصادرات الصناعية المصرية فورا دون جمارك

رجال الأعمال‏:‏ الصادرات الزراعية كارت تفاوضي للحصول علي مزايا إضافية في القطاعات الأخري

تحقيق‏:‏ ابتسام سعد ـ عبدالناصر عارف

أخيرا‏..‏ وبعد‏6‏ جولات من المفاوضات الشاقة والصعبة بين أنقرة والقاهرة‏,‏ تم التوصل إلي اتفاقية للتجارة الحرة بين مصر وتركيا‏,‏ سيتم التوقيع عليها قريبا ثم يبدأ تنفيذها بعد اتخاد الاجراءات التشريعية اللازمة في برلماني البلدين‏.‏

تساؤلات عديدة تطرح نفسها حول جدوي هذه الاتفاقية بالنسبة للصناعة والتجارة المصرية ومدي تأثيراتها المباشرة علي بعض القطاعات الصناعية والزراعية التي قد تواجه منافسة شديدة من مثيلتها التركية نتيجة هذه الاتفاقية‏.‏

وهل ستؤدي إلي جذب استثمارات تركية الي مصر خاصة أن هذه الاستثمارات لاتزيد حاليا علي‏9‏ ملايين دولار؟‏!‏

حملنا هذه التساؤلات الي المسئولين بوزارة التجارة الخارجية والصناعة وممثلي منظمات الأعمال المصرية لتقويم هذه الاتفاقية‏,‏ ولكن استطعنا ونحن نطالع بنود الاتفاقية أن نرصد أهم ميزة ايجابية نجح المفاوض المصري في اقتناصها من الجانب التركي وهي السماح بدخول كل السلع الصناعية ذات المنشأ المصري إلي السوق التركية دون جمارك فور دخول الاتفاقية حيز التنفيذ بينما لن يتم هذا بالنسبة للسلع الصناعية ذات المنشأ التركي الواردة للسوق المصرية إلا‏..‏ تدريجيا وخلال مرحلة انتقالية طويلة تستغرق‏16‏ عاما‏.‏

مزايا متوقعة

خالد حمزة

المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة يقول إن المفاوض المصري نجح فعلا في تحقيق مزايا عديدة في الاتفاقية حرصا علي عدم الاضرار بالصناعة المصرية وتتيح فترة التطبيق التدريجي علي مدي‏16‏ عاما لتحرير السلع الصناعية ذات المنشأ التركي عند دخولها الي مصر باستيعاب الصادرات التركية تدريجيا دون ضرر بالصناعة المصرية في الوقت الذي تدخل فيه الصادرات الصناعية المصرية إلي تركيا معفاة من الرسوم والجمارك فور دخول الاتفاقية حيز التنفيذ‏.‏

ليس هذا فقط كما يقول المهندس رشيد بل إن هناك بندا في الاتفاقية يسمح لنا باستخدام ضمانات محددة لحماية الصناعات الوطنية الوليدة وكذلك الصناعات التي يتم اعادة هيكلتها والتي تعاني من أضرار جسيمة وذلك من خلال زيادة الرسوم الجمركية علي الواردات المصرية من هذه السلع الصناعية‏.‏

كما أن تطبيق قاعدة المنشأ التراكمي يوفر للصناعة المصرية إمكانات كبيرة لإقامة صناعات مشتركة مع تركيا و يزيد من القدرة التنافسية للصادرات المصرية في مواجهة صادرات الدول التي وقعت اتفاقية تجارة حرة مع تركيا‏.‏

وفي مجال الاستثمار تزيد من ثقة المستثمرين الاتراك في الاقتصاد المصري مما يشجعهم علي إقامة مشروعات مشتركة في مصر للاستفادة من الاتفاقات التي وقعتها مصر مع دول الكوميسا ومع الدول العربية‏.‏

كما تفتح الاتفاقية أبوابا جديدة لصادرات مصر من الاسمنت والحديد والصلب المدرفل والاجهزة الطبية ومنتجات الخزف والصيني والبورسلين والغزول والأدوية والتي ستعامل معاملة تفصيلية في السوق التركية‏.‏

الصادرات الزراعية

نبيل فريد حسنين

وعن احتمال تأثير الاتفاقية علي قطاع السلع الزراعية والزراعية المصنعة يقول عبدالرحمن فوزي رئيس قطاع الاتفاقات بوزارة التجارة الخارجية والصناعة أن الصادرات المصرية من السلع الزراعية والزراعية المصنعة حصلت علي ميزة تنافسية بمقتضي الاتفاقية حيث سيتم نفاذ الصادرات المصرية منها الي تركيا فور دخول الاتفاقية حيز النفاذ معفاه كليا أو جزئيا من الرسوم الجمركية والتي تتراوح ما بين‏32%‏ و‏45%‏ في مقابل منح الصادرات الزكية المثيلة حصصا كمية معفاة تتراوح الرسوم الجمرمية المفروضة علي معظمها ما بين‏2%‏ و‏12%‏ بمعني أن الصادرات التركية من السلع الزراعية والزراعية المصنعة لن تحصل علي ميزة تنافسية كبيرة في السوق المصرية‏.‏

ولكن كيف يري رجال الأعمال ورؤساء المجالس التصديرية هذه الاتفاقية؟

المهندس نبيل فريد حسانين رئيس غرفة الصناعة الهندسية باتحاد الصناعات يقول الاتفاقية فعلا استوعبت ما طالبنا به وحققته في صياغتها النهائية حيث طالبنا بأن تكون علي نمط اتفاقية المشاركة المصرية ـ الأوروبية وتم تأجيل التحرير الكامل لبعض السلع الصناعية التركية إلي مراحل متأخرة وبالتدريج مما يحول دون أي تأثيرات سلبية علي الصناعة المصرية‏,‏ كذلك فقد نجح المفاوض المصري في تأجيل تنفيذ سريان الاتفاقية الي سنة تالية لتصديق مجلس الشعب عليها وكما يقول نبيل فريد حسانين كان لابد من التوصل لاتفاقية تجارة حرة مع تركيا لأن تركيا سوق كبيرة وهناك فرص كبيرة للتجارة والاستثمار معها خاصة أنها ستنضم إلي الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من دول الجوار ارتبط معها باتفاقات تجارة حرة‏.‏

ويقول طارق توفيق رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية‏:‏ انه في اطار الاتفاقية سيكون لنا ميزة في الصناعات الغذائية خاصة ان العمالة بالسوق التركية أصبحت مرتفعة الأجور حيث انه في إطار انضمامها للاتحاد الأوروبي تضاعفت اسعار البنية الاساسية لصناعاتها‏,‏ كما أن هذه الاتفاقية سوف تستفيد منها مصر فيما يتعلق بارتباطنا باتفاقية برشلونة التي تضم دول حوض المتوسط وتقضي بأن عام‏2010‏ ستصبح الجمارك صفر‏,‏ بين الدول الاعضاء ومع دخولنا في اتفاق مع تركيا يمكننا أن نمد سنوات الحماية الجمركية عدة سنوات كما اننا سوف نستفيد من حالة تراكم المنشأ للتصدير إلي أوروبا وهذه ما توكده تجربة تركيا مع المغرب وتونس التي ترتبط معهما باتفاقات تجارة حرة حيث استفادت قطاعات المنسوجات والملابس بهما من التصدير لأوروبا كما أن بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي سوف نتمتع بمزايا هذه الانضمام‏.‏

ويؤكد شريف المغربي رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أن مصر منافس قوي للسوق التركية فيما يتعلق بالصادرات الزراعية ولذا لا خوف علي الاطلاق من دخول صادراتهم الزراعية إلي أسواقنا واننا يمكن ان نستفيد من هذا الوضع بأن نفاوض بالصادرات الزراعية مقابل ان نحصل علي مزايا اكثر للقطاعات الأخري بحيث نفاوض بكارت الصادرات الزراعية والذي تتخوف منه تركيا ونحصل علي مزايا اضافية القطاعات الأخري مثل الملابس والمنسوجات مقابل عدم تضمين قوائم السلع الزراعية السلع المتبادلة بين البلدين في الاتفاقية‏,‏ خاصة ان السوق التركية لم تكن ضمن خطتنا التصديرية للسلع الزراعية‏.‏

ويشير صفوان ثابت رئيس غرفة الصناعات الغذائية ان الاتفاقيات في مجملها مع دول العالم لها كثير من الايجابيات وهذا ما أثبته التطبيق الفعلي من خلال اتفاقية الكوميسا واتفاقية الدول العربية حيث حققت نتائج ايجابية لصالح الاقتصاد القومي وضبطت الميزان التجاري لصالح مصر وبالنسبة لتركيا فإن الأمر مختلف وينبغي أن يتم حساب المسألة بتوازن حيث انها في غفلة من الزمن تمكنت من بناء اقتصاد قوي ودعمت صناعاتها الوطنية بشكل غير مسبوق في الوقت الذي كانت فيه الصناعة المصرية في بعض القطاعات مكبلة بأعباء غير طبيعية لذلك فإن هناك بعض الصناعات التركية تحذر من السماح بتصديرها للسوق المصرية في الوقت الحالي ومنها الحلوي والبسكويت حيث ان تركيا تفوقت في هذه المجالات بصورة تنافس كبري الدول الأوروبية وليس مصر فقط‏.‏

أما بالنسبة للعصائر والألبان والزيوت الخام فلا تخوف علي الاطلاق من ان تفتح الباب للطرفين استيرادا وتصديرا واستثمارات مشتركة‏.‏

ويقول خالد حمزة رئيس لجنة الاستيراد والجمارك بجمعية رجال الأعمال المصريين ان تركيا تشترك في حدود مع أوروبا وتتعامل مع كل دول القارة تقريبا ورقم أعمالها كبير ويتميز بالنمو الاقتصادي السريع ونحن لدينا فرصة الآن ان نعقد الاتفاقية معها حيث ان صادراتنا ستكون بلا جمارك في سوقها ولكن وارداتنا منها ستكون طبقا لجدول زمني علي مدي‏16‏ عاما لتصل الي التحرير الجمركي الكامل كما أنني يمكن من خلال تراكم المنشأ ان استورد منها خامات واقوم بتصنيعها لتصديرها إلي أوروبا وهذا سيسهم في جذب مزيد من الاستثمارات التركية لمصر باعتبار البنية الأساسية للتصنيع من عمالة وكهرباء وغاز طبيعي وأراض أقل تكلفة بكثير عن تركيا وبالتالي أكون جاذبا للاستثمار خاصة ان ارتباطنا بالكويز وبالاتفاقية العربية وباتفاقية اغادير كلها تمثل مداخل لاسواق جديدة ستمثل اضافة ايضا للمستثمر التركي موضحا بأن من الضروري أن استفيد من خبرة تركيا في عدد من الصناعات التي يتميز فيها في الأسواق الخارجية ومنها تكنولوجيا الغزل والملابس الجاهزة‏.