أخي الحاج .. أختي الحاجة :
لا يخفى على الجميع ما في التزاحم والتدافع من أخطار صحية واجتماعية، فضلاً عما في ذلك من أخطار محيقة بحياة الناس وأرواحهم، أو تعويقهم عن ممارسة مناسك الحج بيسر وسهولة، أو انتقاص من أدائهم لمناسك الحج على الوجه المشروع.
وكل هذا من التصرفات الذميمة التي نهى عنها الإسلام، وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه دفع من عرفة في الحج، فسمع وراءه زجراً شديداً وضرباً وصوتاً للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: أيها الناس، عليكم بالسكينة؛ فإن البر ليس بالإيضاع ". ومعنى الإيضاع: الإسراع في المشي الذي ينتج عنه التزاحم والتدافع.
أن من هديه - صلى الله عليه وسلم: أنه كان يسير في الحج العَنَق ـ أي: سيراً هيِّناً رفيقاً ـ فإذا وجد فجوة ـ أي: مكاناً متسعاً غير مزدحم ـ نَصَّ ـ أي: أسرع .
مما لا شك فيه أن في الأمر بالسكينة استجلاباً للخشوع، واستشعاراً لعظمة الله تعالى وجلالة الموقف، إضافة إلى تَمَثُّل الهدوء والنظام، ومباشرة الطاعة بتبصر ووعي، ومراعاة حقوق الآخرين، وتجنب أفعال الغوغاء الذين يؤذون الناس ويشوشون عليهم.