صحة الإنســان ضرورة مهمة وتــعد مــن أهم الأســــس والمقومــات لســلامة المجتمعات، حيث إن الإنســان هو أغــنى ثــروة موجودة على وجــه الأرض ولابد من الاهتــمام بصــــحته ورعــايتها، وهنــاك أمــور مرتبطـة بصحــة الإنــسان ومــنها الفــكر الصحـي والوعي الصحي والثقافة الصحية.
ولا شك أن الثقافة الصحية ضرورة، كما أن الدواء ضرورة، فلابد من أن يكون لدى كل فرد ثقافة وفكر صحي عما يدور حوله، حيث إننا نعــيش في عصــر كثر فيــه الكلام عن الأمراض والفــيروسات، لكن على غرار ذلك تجــد كــثيراً من المجتمعات لا يتوافر لديها وعى صحي. صحيــح أن كثيرين يعرفون أسماء الفيروسات والأمراض، ولكــنَّ كــثيرين منا أيضاً لا يملكون فكراً وثــقافة صحية عن تلــك الأمــراض، ومن ثم فإن التثــقــيف الصــحي يعد ضــرورة لأنه خط الوقاية الأول لسلامة المجتمعات، وإذا تشكلت ثقافة صحية عالية فسوف تكون نتائج مواجــهة عديد من الأمراض إيجابية جداً ومختلفة تماماً عــن النــتائج ذاتها في المجتمعات التي تفتقر للوعي الصحي.
ولكي تنجح فكرة التثقيف الصــحي بكامل أبعادها يجب انتهاج الخطوات المناسبة والإعداد النــاجــح واستــشارة المختــــصين وتجميع المادة العلمية ومعرفة حاجات الفئة المستــهدفة ووضع فريق مؤهل ومدرب لذلك.
فهناك – مع الأسف- كثيرون ممن يدَّعــون أنهم مثقفون صحياً وهم لا يعرفون أســس التحضير لمـادة توعوية، ولا يعرفون الفئات المستهدفة وما يناسب كل منها، بل قد تأتي التــوعيــة الارتــجالية بكــثير من المشكلات الصحية الشائكة.
لابد – إذن- من وجود توجيهات تثقــيفية من المختــصين حتـى لا يــقع من لا يعرف في طيات من يدَّعون الثقافة الصحية دون علــم، وألا تؤخذ النصــيحة ممن ليس لديهم خبرة أو فكر صحي قويم.
إن الأمر الصحي ليس بهيِّن وينبغي ألا يواجـه باســتخفاف؛ لأن العبــث بصحة الإنسان يؤدي إلى عواقــب وخيمة ونتائج غير مرضية.
وفي هذا السياق، نؤكد أن استحداث وسائل جديدة دائماً في جانب التثقيف الصحي يعد ضرورة مهــمة تحقــق الهــدف، وأيــضاً لابد من وجود الكــوادر المــاهرة التي تتمتع بفكر واسع الأفق لتؤدي هذا الدور بشكل متكامل.