التميز فى أداء الموارد البشرية

تناولنا فى المقالات السابقة أهمية إدارة وتطوير الموارد البشرية بإعتبارها أهم وأثمن وأغلى عنصر في أي مؤسسة بصفة عامة وفي المصارف الإسلامية بشكل أكثر خصوصية.

وأوضحنا أن مستقبل المصارف الاسلامية وتحقيقها لأهدافها رهن بأداء العاملين فيها، فبقدر الاهتمام بسياسة شاملة ومترابطة للموارد البشرية من حيث الجذب والانتقاء في ضوء معايير محددة وواضحة ومن ثم التنمية والتطوير المستمرين ، وجعلها راضية ومحفزة وتقييمها وفق أسس موضوعية والحفاظ عليها واستبقائها بقدر ما يتحقق من أهداف. فمستوى الإنجاز يتحدد بمستوى أداء الموارد البشرية.

ومن أجل ذلك تم انشاء المعهد الدولى للبنوك والاقتصاد الاسلامى بقبرص بهف تطوير الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب المبرمج، كما سبق أن أسلفنا، وأدركنا أن عملية التطوير تلازم الانسان من المهد الى اللحد.

فالتطوير مسألة مهمة بسبب المنافسة بين المؤسسات وهذا يدفع المؤسسات الى ضرورة أن تميز نفسها عن الاخرى والموارد البشرية المتميزة ، تعتبر من أهم العناصر التى تصنع التميز للمؤسسة.

والتطوير منهج اسلامى فالله عز وجل يقول " هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون" "اية 9 الزمر " وفى آية اخرى يقول عز من قائل " وأن ليس للانسان الا ما سعى" اية 39 النجم". ويقول تبارك وتعالى فى محكم آياته :"انا لا نضيع اجر من احسن عملا "اية 30 الكهف "

ورسولنا الكريم صلوات ربى وسلامة عليه وعلى صحبه الاطهار يقول: "اطلبوا العلم من المهد الى اللحد" ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا العلم ولو فى الصين"، ويقول ايضا صلى الله علية وسلم:"خيركم من تعلم القران وعلمه"، ومن سلك طريقا الى العلم يسر الله له طريقا الى الجنة.

وقد يكون من المناسب أن نتناول مفهوم التطوير الذاتى، واثاره، والياته، وعناصر النجاح، وكل ذلك فى اشارة الى ضرورة ان يعتنق الفرد التطوير منهجا لحياته وصولا للتميز .

مفهوم التطويرعامة :
التطوير يعني : التغيير أو التحويل من طور إلى طور . وكما جاء في المعجم الوسيط ص 59 : تعني كلمة تطور "تحول من طوره" تعني كلمة "التطور" التغيير التدريجي الذي يحدث في بنية الكائنات الحية وسلوكها . ويطلق أيضاً على " التغيير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أوالنظم أوالقيم السائدة فيه". والتطوير اصطلاحاً هو: التحسين وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة بصورة أكثر كفاءة وفاعلية ."د. ياسر سعد"

الفروق بين التغيير والتطوير :
يشير كل مصطلح من هذه المصطلحات ( التغيير و التطوير ) إلى مدلول مختلف عن الآخر ، و من هنا نشأت الفروق بين هذين المصطلحين ،

توضيح الفروق بين التغيير والتطوير.
التغيير الذي يحدث قد يتجه نحو الأفضل، أو نحو الأسوأ، وقد يؤدي إلى تحسين أو إلى تخلف. التطوير المبني على أساس علمي يؤدي إلى التحسين والتقدم والازدهار .

التغيير قد يتم في بعض الأحيان بإرادة الإنسان، وقد يتم في أحيان أخرى بدون إرادة الإنسان. التطوير لا يتم إلا بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة؛ فإذا لم تتكون الإرادة نحوه، وتتوفر الرغبة فيه فلا يمكن له أن يرى النور، أو يظهر إلى حيز الوجود .

التغيير جزئي ينصب على جانب معين أونقطة محددة . التطوير شامل ينصب على جميع الجوانب للموضوع ، أو للشيء المراد تطويره.

دواعى التطوير:
إن الدافع الحقيقي وراء اهتمامنا بالتطوير الذاتي هو ايماننا بأن التطوير يحقق للفرد التميز، فالإنسان الناجح هو الذي يدرك كمية وقيمة الطاقات الكامنة التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيه، وبناءاً على حجم هذا الإدراك يتخذ القرار المناسب حول كيفية استخدام هذه الطاقات، ومن ثم يقيم هذا الاستخدام.

إن الصورة التي يرسمها الإنسان عن نفسه هي الدافع الحقيقي وراء مجموعة السلوكيات الصادرة عنه ، فطريقة عمل النفس البشرية ، كما يقرر المختصون ، معقدة ومركبة لأن كل إنسان له مجموعة من المبادئ والقيم التي تتحكم في طريقة تفكيره ، ومن ثم مشاعره ورغباته والسلوك الصادر عنه. وبناءاً على ما سبق فتطوير الذات هو "عملية تحويل أو تحول هذه الذات إلى الأفضل".

إن أول خطوات هذه العملية الصعبة هي الإيمان بإمكانية تطوير الذات ، فأنت وما تعتقده عن نفسك ، فإذا اعتقدت استحالة تطوير نفسك فأنت بالتالي تجعل هذا التطوير مستحيلاً. فإذا ما تحقق هذا الإيمان بإمكانية التطوير، يأتي الدور على نوع آخر من الإيمان ألا وهو الإيمان بأهمية التطوير وما سيحدثه في حياتك من تغييرات إيجابية وقفزات نحو الأمام على جميع الأصعدة.

فالتطوير هو تطوير للروح بالتربية، وتطوير للعقل بنور العلم والمعرفة ، وتطوير للنفس بكريم الخلق، وتطوير للفكر بالثقافة، وتطوير لجملة المهارات باكتساب المزيد منها فإذا علمنا أن هذه النواحي جميعاً تشكل تقريباً الأعمدة الرئيسية لمناحي الحياة المختلفة، أدركنا قيمة التطوير وأهميته.

نطاق التطوير:
التطوير قد يكون على المستوى الفردى وقد يكون على المستوى المؤسسي وسوف اركز الضوء على المستوى الفردى (الذاتى) وصولا للتميز، وعلية سوف اعرض لمفهوم التطوير الذاتى للفرد حيث انه النواة للمجتمع

مفهوم التطوير الذاتي :
هو ذلك النوع من النمو والتقدم الذي يخطط له الشخص بنفسه وبمحض رغبته وإرادته بغية تحقيق أهداف محددة .وهو تطوير مستمر نحو الأفضل وتجديد دائم يجعلك تشعر بالحياة.. فروتين الحياة اليومية قاتل إن لم تسع إلى إدخال تحسينات وتغييرات على حياتك .

اهمية التطوير الذاتي :
لماذا لا نبقى كما نحن ؟ لماذا محاولة التطوير.. ما جدواه ؟
تطوير ذواتنا بمثابة النهر الجاري إذا توقف عن الجريان كثرت فيه الأوبئة .
تحسين الذات يجعلك فعّالاً أمام نفسك والآخرين، يعرفك على مصادر قوتك ومكامن ضعفك يصنع ثقتك بنفسك، ويجعلك قادراً على تحمل المسؤوليات مهما كبرت، ويمكنك من حل المشكلات بعقلية متزنة، تحسين ذاتك يصنع لك وزناً اجتماعيا ثابتاً. وسوف نتناول فى المقالة القادمة عناصر نجاح الموارد البشرية ان شاء الله


دكتور سمير رمضان الشيخ
مستشار تطوير المصرفية الاسلامية

المصدر: مقالات الأستاذ الدكتور سمير رمضان الشيخ، مستشار تطوير المصرفيه الإسلامية
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 655 مشاهدة

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,041,152