الموهبة هي استعداد طبيعي لدى الإنسان، فالإنسان يولَد وهو مُزوَّد بها، وليس له دخل في وجودها، كالذكاء والحفظ والقابلية الفنية، مثل القدرة على الرسم والخط، أو الموهبة الشعرية والكتابية والخطابية أو القدرة على الاختراع والعمل والابتكار، وتعلّم الأشياء، واكتساب الخبرات... إلخ.

إنّ كلّ تلك المواهب والقابليات هي هبة من الله سبحانه.. وإنّ هذه المواهب الراقية هي التي صنعت من أصحابها مشاهير وعظماء وقادة كباراً، أحدثوا تغييراً عظيماً في أوضاع البشرية الفكرية والسياسية والعلمية والاقتصادية والعسكرية والفنية والاجتماعية... إلخ.

وكلّ إنسان قد اُعطي موهبة من المواهب، وزُوِّدَ بقابلية واستعدادات، ولكن بدرجات متفاوتة فهي تبدأ من مستوى النوابغ والعباقرة، وتتدرّج إلى مستويات أقلّ درجة، وتلك المواهب والقابليات هي نعمة من الله سبحانه، وفضل منه.

إنّ كلّ واحد منّا يحمل مواهب واستعدادات، ولكن الكثير منّا لم يكتشف تلك القابليات والمواهب المتوفرة لديه.. إنّها كنز ثمين يختبئ في نفس الإنسان، كما يختبئ البلاتين والذهب والماس في المناجم.. وما لم يكتشف العلماء والخبراء هذه المناجم، لا يمكن الاستفادة من تلك المواد الثمينة.

إنّ مواهبنا وقدراتنا العقلية أو الفنية أو الجسدية أو التصنيعية أمانة بأيدينا، علينا أن نكتشف هذه المواهب الذاتية الكامنة فينا، كما يكتشف العلماء المعادن الثمينة.

إنّ الطالب يدرس في مراحله الدراسية علوم الرياضيات والهندسة والفيزياء والكيمياء والشعر والتاريخ والفقه والقرآن الكريم والاقتصاد والرسم والخط والإنشاء والنحو.. إلخ، ويشعر في نفسه أنّ له ميلاً وقدرة متفوِّقة على فهم بعض هذه الدروس والعلوم والرغبة فيها أكثر من غيرها.. وعن هذا الطريق يكتشف قدرته بصورة أوّلية.

فعندما ترى قدرتك على الخط، وأنّك تملك خطّاً جميلاً، حاوِل أن تُنمِّي هذه القدرة بتقليد الخطّاطين، ودراسة أصول الخط والمشاركة في المعارض المدرسية.. إلخ.

وعندما ترى قدرتك الفنية على الرسم أو التخريم أو بعض الفنون.. حاوِل أن تنمِّي هذه الموهبة بالرسم والتخريم والاستفادة من خبرات الرسّامين والفنّانين ورسم اللّوحات الفنية..

وعندما تجد فيك ميلاً وموهبة لتلقّي علوم الرياضيات أو الهندسة أو الفيزياء أو الكيمياء، وحلّ المسائل والمعادلات، أكثر من قدرتك على تلقّي علوم التاريخ واللّغة.. حاوِل أن تُركّز جهدك على دراسة الرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو الهندسة، حسب ميلك النفسي ومقدرتك العقلية.

وعندما تختار فرعك الدراسي في المستقبل، إختر الفرع الذي تتفوّق فيه، وتجد في نفسك ميلاً إليه.. إنّك إذا اخترت فرعاً من فروع الدراسة الذي لا يناسب قدرتك العقلية، وليس لديك رغبة نفسيه فيه، قد تفشل في المستقبل، وتَضيِّع موهبتك، ولن تكون متفوِّقاً في تلك المادّة.

وقد تكون لديك قدرة مبكِّرة على الاختراع وصناعة بعض الأجهزة واصلاحها.. فحاوِل أن تُمارِس ذلك وتنمِّيه بتجميع بعض قطع تلك الأجهزة، كشراء بعضها من السوق، أو الحصول عليها من بعض الأجهزة القديمة.. وباشِر بصناعة الجهاز الذي تستتطيع صناعته، أو مارِس عملية إصلاح الأجهزة التي لديك مَيْل إلى إصلاحها.. فإنّها مقدِّمة لاكتشاف موهبتك وتنمية قدرتك على الاختراع والصناعة.

وعندما تعترضك مشكلة في هذا العمل، عليك أن تستعين بشخص متخصّص بتلك الأجهزة، كالمهندسين والعمّال والفنيين وأصحاب الأعمال المتخصّصين .. إلخ. لا تترك هذه الموهبة لديك تذهب هدراً، قد تكون في المستقبل مخترعاً كبيراً، وذا قدرة على الابتكار والإبداع وصناعة الأجهزة والآلات المتطوّرة..

وعندما تجد في نفسك القدرة على حفظ القرآن الكريم وتجويده، سارع إلى وضع برنامج لحفظ القرآن بالاعتماد على القراءة المسجّلة لأحد القرّاء المشهورين.

وعندما تجد في نفسك القدرة على نظم الشعر.. حاوِل أن تكثر من قراءة الشعر وحفظه واقتناء دواوين الشعراء أو قراءة المجلّات الأدبية لتتكوّن لديك ثروة أدبيّة، ولتنمي مواهبك الشعرية، وحاوِل أن تنظم الشعر، وتعرضه على مدرِّس اللّغة العربية أو على أشخاص ينظمون الشعر أو يعرفون أصول الشعر وأوزانه، لا تترك هذه الموهبة المتوفرة لديك تذهب هدراً.

وقد تجد في نفسك القدرة على كتابة المقالة من خلال درس الإنشاء، وقراءة الكتب والمجلّات، فاعمل على تنمية هذه الموهبة بالإكثار من القراءة والمطالعة وحاوِل أن تبدأ بتلخيص كتاب صغير بعد أن تقرأ، أو كتابة مذكّرات، ثمّ انتقل إلى كتابة المقالة بعد أن تُحدِّد الأفكار الأساسية للموضوع على شكل نقاط، ثمّ باشِر بصياغتها، أو كتابة قصّة قصيرة.. ثمّ اعرض ذلك على شخص لديه الخبرة في الكتابة والتأليف، إنّك إن واظبتَ على ذلك ستكون شاعراً أو كاتباً أو صحفيّاً في المستقبل.

إنّ الله سبحانه قد وهب كلّ شخص منّا موهبة.. وعندما يكتشف تلك الموهبة وينميها بالتدريب واكتساب الخبرة، سيستفيد هو من خبرته ومواهبه، كما تستفيد أمّته والإنسانية، وقد تكون واحداً من النوابغ والمشاهير والمتفوِّقين.

المصدر: مقالات النجاح.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,041,262