هنالك الكثير من المواقف التي تدفع القادة إلى إبراز أنفسهم أمام أتباعهم بمظهر الرقم 1 في مجال عملهم، وتأكيد أن الفشل والخطأ لا يكاد يعرف طريقاً إليهم.
وكلنا يحب مؤازرة القادة الذين يبدون على الدوام حازمين وواثقين في صحة خطواتهم ونجاحها، و لكن عندما يفشل القادة أو يخطئون فهل عليهم الكشف عن أخطائهم أو البوح بنقائصهم؟
- الاعتراف بالخطأ تعليم و ليس إعلاماً:

في إحدى الدورات التدريبية سأل أحدهم المدرّب الشهير جون ماكسويل السؤال التالي: "إذا كنتُ قائداً فهل ينبغي عليّ كشف عثراتي ونقائصي؟ ألا يمكن لإظهارِ القائد بمظهرٍ سلبي أو منحدرٍ عن القمة أن يؤدي إلى زعزعة احترامه وسلطته في المنظّمة؟".

كان جواب المدرّب سؤالاً آخر مليئاً بالاستغراب: هل تعني يا سيدي أنّك تظنّ أن تابعيك يمكن ألاّ يعرفوا بما لديك من نقائص أو بما ترتكب من أخطاء؟ إنّهم يتعاملون معك كلّ يوم ومع ذلك لا يمكنهم رؤية أخطائك؟

يا إلهي! ما أشدّ بساطتي إذا تخيّلت أن أعضاء فريقي لا يعرفون عثراتي ونقائصي!

إعلان القائد عن أخطائه هو ليس لتعريف تابعيه بها فهم سيعرفونها عاجلاً أم آجلاً، بل هو لتسريع نقل التجربة، وضمان نقلها بأسلوب صحيح بنّاء، ولتعريفهم بمعدن القائد والبرهنة على أن مزاياه الكثيرة المكتومة تجعله لا يخشى الأخطاء والنواقص المنشورة، وللتأكيد على أنّ من يعلن أخطاء نفسه سوف يتفهّم أخطاء الآخرين ولكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يتقبّل تستيرها أو التهاون بتكرارها أو التقصير في إصلاحها.

- إعلان القائد عن أخطائه ليس احتراماً لتابعيه وحسب بل هو احترام لنفسه أوّلاً:

إن أحد أهم الدروس التي تعلّمتها كقائد هو المسارعة إلى الإقرار بأخطائي. أجل إنّ كبريائي كثيراً ما كان يصعّب الأمر عليّ ويعرض أمامي الكثير من الحجج القويّة للإحجام عن الإقرار بالخطأ ولكنني كنت أمضي إلى مشاركة التجربة مع أعضاء فريقي بالرغم من ذلك، وكان لتلك المشاركة تأثيرٌ هائل.

لقد رأى الجميع فيّ قدوةً حسنة وأصبح إعلان الأخطاء برهاناً على الشفافية ودليلاً على التواضع وحسن النوايا، وفرصةً للتحليل والتصحيح و ليس للانتقاد والتجريح.

إنّ منافع إعلان القائد عن أخطائه لا تكاد تحصى ولعلها يمكن أن تختصر في تحسين علاقات وأجواء العمل من خلال بناء الثقة وتعزيز روح المسؤولية لدى الجميع.
عندما ترتكب خطأك التالي لا تخف! بل أبشر فهذه فرصةٌ جديدة لتعلّم نفسك وتعلّم الآخرين.

المصدر: مقالات
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 833 مشاهدة
نشرت فى 8 مايو 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,030,520