ينبغي على الإدارة عدم التقليل من خطورة شعور العاملين بالملل، إن قلة أو ضآلة الدور والملل يمكن أن يسبب ضغوطا كتلك التي يسببها عبء العمل الزائد، كما قد يسبب مشكلات جسمية وذهنية كتلك التي يسببها عبء العمل، إن العمل المتكرر والروتيين والملل يسبب الأخطاء وعدم الكفاءة النزاع وكثرة الغياب ثم المرض.

وهنا على الإدارة التوزيع العادل والمتوازن للعمل وهو من مقومات التنظيم الجيد ويؤدي من بين ما يؤدي إلى الشعور بعدالة الإدارة ومن ثم الرضا الوظيفي، كما يمكن للإدارة تدارس ما من شأنه إثراء الوظيفة للقضاء على رتابتها، كذلك يعتبر التدوير الوظيفي أسلوبا ثالثا لمواجة تلك المشكلة.

من ناحية أخرى يؤدي توعية الموظفين بما يقومون بأدائه إلى تقليل ضغوطهم إذا شرحت الإدارة للعاملين ماهية وظائفهم بالتحديد ومن سيستفيد من تلك الوظائف- فإنها ستضيف لحياتهم معنى وتجعلها هادفة.

وللتعبير عن أهمية رؤيتنا لمعنى عملنا ومدى أهميته للاخرين وعلاقة ذلك بالرضاء الوظيفي، فقد سئل عاملان للبناء عن اعتقاد كل منهما ورؤيته لعمله، قال أحدهما أنه يرى أن عمله ممل للغاية وأن لحظة رضاه الحقيقية حين يتقاضي راتبه.

أما العمل الثاني فيرى أنه لا يضع طوبة على طوبة (كرؤية العامل الأول لعمله) بل إنه يبني منزلا لشخص سيشعر بسعادة غامرة عندما يسكنه لأول مرة وسيبني فيه أسرة نجد هنا الفارق الكبير بين رؤية أو تفسير أو إدراك.

 العامل الأول لعمله حيث رآه رتيبا مملا عديم القيمة ومن ثم فهو لا يشعر بأي رضاه وظيفي، لحظة الرضا الوحيدة لديه هو لحظة حصوله على راتبه.

أما العامل الثاني فإن رؤيته لعمله جعلت هناك فارقا كبيرا بين حالة وشعور كل منهما فهو يراه عملا مفيدا للناس (رغم قيامه بجزء قليل من بناء البيت ولكنه جزء أساسي) ومن ثم فهو فخور بعمله ويتمتع برضاء وظيفي عالي.