أنا فتاة أبلغ من العمر 39 عاما، أعمل كمدرسة ومنذ بداية التحاقي بالعمل وأنا احلم بالزواج وبتكوين أسرة .

ولكن كلما تقدم لي شخص لا أجد فيه المواصفات التي تناسبني فالزواج رابطة وثيقة وأنا على خلق ودين ولله الحمد وأخاف ان اظلم او يظلمني أحد ومازال يتقدم لي الرجال حتى لحظة كتابتي لهذه السطور ولكن المشلكة أن شروطي كلما تنازلت عن جزء منها ظهر لي جزء أكبر يوجب التنازل .

انا لا أرفض الان ان اكون زوجة ثانية رغم مرارة هذا الامر وصعوبتة على نفسي ولكن قد يكون هوا الحل الافضل لمن هن في مثل سني ولكن حتى المتزوجون منهم لا يتلائمون مع شروط الزواج العادل . فمنهم كبير السن الذي يملك المال أو الشاب الذي انجب فوق العشر ابناء ويريدني ان اتكفل بمصروفاتي واقبل السكن البسيط المتواضع .

أنا حائرة هل العيب والخلل في تفكيري ام هو النصيب ، وهل طلبي ان اتزوج برجل قادر على اعالتي على قدر معقول من التعليم ويقاربني في السن أمر مستحيل . أنصحوني


*****  *****   ****    *****  ****   *******   *****  ***** 

لاشك بأن الزواج حاجة غريزية للمرأة,وحق من حقوقها اللازمة لتكوين أسرة والشعور بالاستقرار النفسي والسكون الجسدي..

ومن الطبيعي أن تسعى المرأة للحصول على زوج مناسب,كما إن ذلك حق طبيعي للرجل,فهما سواء في ذلك,وإن كانت مجتمعاتنا تحدد حركة المرأة بهذا الاتجاه.

وحق كذلك أن يطلب كل فرد أن تكون هناك مواصفات معينة في الزوج وشريك الحياة, ولكن يجب أن نعلم بأن (كامل الأوصاف) لاوجود له فلكل إيجابياته في جوانب معينة ولكل نواقصه في جوانب أخرى, وبالتالي فإن تصور (فارس الأحلام) كما تصوره الأفلام ووسائل الدعاية والاعلام يعيق كثيراً من النساء عن الزواج, كما أن تصور (كامل الاوصاف) يعيق كثيراً من الرجال عن الزواج, فينبغي أن تكون المعايير معقولة وأن تتجه الى المواصفات الأخلاقية,بدلاً من الصفات الجسدية والمالية التي يمكن أن تتغير أو تزول مع مرور الأيام.

المهم أن تطمئن المرأة أو الرجل, الى أن الزواج الذي يقبل عليه كل منهما يحقق لهما السعادة والسكون,أي الاستقرار النفسي والاجتماعي,فلايقوم أحد على زواج يعلم فشله منذ البدء,أو لايجد في نفسه الشوق والدافع اليه.
ومن هنا فإن المناسب للمرأة أن ترتب حياتها الشخصية حتى تكون مكتفية ومستقرة بذاتها, تشعر بالسعادة لشخصها وعلمها ودورها في الحياة,حتى إذا اختارت الزوج,اختارته وهي مخيرة لامجبرة,عن وعي وإرادة وقصد,دون اضطرار أو ضغط أو إكراه.

ومما يساعد على ذلك انشغال المرأة بالعلم والعمل والمطالعة واكتساب الخبرات الفنية والهوايات الفردية كالرياضة والرسم والنحت والمطالعة وترتيب الحياة اليومية بشكل لايبعث على الملل,بأن تكون هناك أوقات للراحة والاستحمام وأخرى للتسوق والتجوال في مواقع الطبيعة,ومن ثم حضور الصلوات في المساجد,فإن تلك الأخيرة تبعث في النفس الاطمئنان وتعطي الانسان معنى لوجوده وأملاً بربه في غده,كما تعرف الانسان على أهل الصلاح, والفلاح, وربما أدى ذلك الى علاقات اجتماعية بناءة, ومنها الزواج, إذ إن محدودية العلاقات الاجتماعية وعدم وجود الأصدقاء من العوائل الطيبة, وعدم الاتصال بالأقارب...كل ذلك قد يؤدي الى ضيق دائرة التعارف وبالتالي قلة فرص الزواج.

وأخيراً فإن مما يساهم في التوفيق في الزواج الاتكال على الله تعالى والطلب منه أن يختار للانسان ماهوصالح له,ومن المأثور :الصلاة ركعتين كصلاة الصبح لطلب الاستخارة من الله وطلب الحاجة منه,ومن ثم الاكثار من ذكر الله وحمده والصلاة على النبي والتصدق على الفقراء,قال تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (الطلاق /2-3).

المصدر: استشارت.. اجتماعي.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 880 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,027,749