السلام عليكم شكراً لكم على هذا الموقع انه من أحسن المواقع. أنا شابة أبلغ من العمر 18 سنة أحب شاباً ولا أعرف هو بدوره يحبني وأريد أن أصارحه بهذا الموضوع. هل هذا يجوز وهذا بطبيعة الحال بدون أغضب الله؟
*** ** *** *** **** **** **** **** ** ***
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب والميل نحو الجنس الآخر في حد ذاته مسألة فطرية وغريزية وجدت في الانسان لتكون دافعاً نحو تأسيس الأسرة وتشكيل المجتمع الانساني الآمن والمطمئن والمفعم بالسعادة، وذلك من خلال الزواج، أي العلاقة الشرعية الملتزمة والمسؤولة، لا العلاقات النفعية المنفلتة والمهددة لأمن حياة الانسان والمخدشة لحيائه.
والميل طبيعي سواء كان من الرجل أو المرأة، رغم أن مجتمعاتنا ليست عادلة في التعامل في مثل هذه المسائل بين الجنسين، فتبيح للرجل ما لا تسمح به للمرأة، حتى لو أجاز لها الشرع ذلك.
وفي السيرة النبوية الشريفة فإن أم المؤمنين السيدة خديجة هي التي بادرت من خلال بعض الوسطاء طرح موضوع الزواج على النبي (ص) وتقبل الرسول ذلك برحابة صدر وكان ذلك أعظم زواج مبارك في الاسلام.
إذن الحب والميل في حد ذاته طبيعي ولكن ما يترتب على ذلك من أفعال يجب أن تكون في حدود الشرع.
كما يجب مراعاة ظروف المجتمع، فإن المجتمع، ومنه الرجل الذي تحبينه، قد يجد في مبادرة المرأة ابتذالاً ورخصاً، لذا يجب أن تحافظ المرأة على كرامتها وعزتها، وأن تكتشف بطرق غير مباشرة رأي الطرف الآخر، وإذا أرادت التعبير عن رأيها فإنها يمكن أن تعبر عن ذلك بأسلوب غير مباشر، مثلاً تعبر عن إعجابها بأخلاق الشاب أو نبله وشهامته، أو مواقفه الجيدة، وسيفهم الشاب ذلك بقلبه، فإن القلوب سواقي، وسيقابل ذلك الإعجاب باعجاب متبادل أو نفور بحسب موقفه، كما يمكن لأحد الأقارب أو الأصدقاء ممن يوثق به أن يكون وسيطاً لنقل رأي طرف لآخر، على أن ينقل الأمر كاعجاب (لا لحجب) لكي يحافظ على كرامة كل طرف وأدبه، ولكي لا يكون ذلك سبباً لاستغلال الطرف الآخر وتحفيز أطماعه الشيطانية.
بقي أمر، وهو أن عليك أن لا تستعجلي في مجمل الأمر فلعل هذا الحب أو الميل الذي تشعرين به هو أمر طارئ وربما أنك تغيرين رأيك بعد مدة عندما تزدادين نضجاً ورشدا لأن كثيراً من ميول الشباب في تلك الأعمار وهمية كسحابة صيف سرعان ما تنجلي.
نعم، إذا كان الميل ناتجاً عن قناعة حقيقية يتوافق فيها العقل مع القلب والشاب المذكور يحمل مواصفات لائقة بحيث تعتبرين الارتباط والزواج به فرصة ناجحة وحقيقية، فان المضي في هذا الشوط أمر راجح والأمور بيد الله، فعليه توكلي وبه استعيني ومنه التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ساحة النقاش