ان زوجتي قبل الزواج وبعد كتب الكتاب كانت تحبني بجنون وما زالت وهي طيبة جداً ونقية القلب وكنت متردد قبل كتب الكتاب وقبل الزواج لولا ما وجدت من صفاتها وما كان سيحدث لها لو لم يتم هذا الأمر.

واجهتني مشاكل كثيرة في زواجنا وما زلت أسأل نفسي لو عدت إلى الماضي ماذا أنت فاعل؟ وأجيب: كنت سأفعل ما فعلت.. لكن في قلبي شيء من انسانة عرفتها وهي طيبة أيضاً ونقية وكلما تذكرتها أحزن كثيراً، ولا أدري عموماً لماذا يهاجم تعدد الزوجات طالما أن الانسان ممكن أن يعيش مع مَن يحبه ويعدل ويُحس انه لا ينقصه شيء من الحب.

وأسأل سؤالاً: ماذا يفعل الانسان مع امرأة تحبه كثيراً وهو يتقي الله فيها لكن لا يستطيع أن يبادلها بنفس الحب وهي تتضايق من ذلك, أيتركها؟ أم يبقى عليها ويتزوج بأخرى؟

*****   ****  ****  ***  *****   ****  ***  ***   **  ***  ***  ** ***

الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدو من خلال حديثك أنك عشت تعارفات ولقاءات متعددة قبل الزواج وأن زواجك الفعلي قد تم تحت ضغط نفسي واجتماعي نتيجة إحدى تلك العلاقات والآن أنت تعيش نفس الضغط النفسي تجاه تعارفك مع امرأة أخرى، وهو أمر متوقع الحدوث ممن كان يعيش التعددية في العلاقات من التردد وعدم الاقتناع بعد الزواج وأحياناً الميل إلى أخريات.

ومن المحتمل أنك لو تركت زوجتك الحالية وتزوجت بالأخرى التي تشعر نحوها بنفس شعور الترحم الذي كنت تحسه تجاه زوجتك.. من المحتمل كثيراً أنك تعود بعد فترة لتشعر تجاهها بالبرود وعدم القناعة.

لذا عليك أن تضع حداً لهذه الوساوس والأفكار المشوشة وأن تعيد ترتيب أفكارك وتثبت اعتقادك في زواجك على أساس متين.

الزواج مشروع حياة والحب أحد دوافعه وليس كل دواعيه فكثيراً من الزيجات بنيت على أساس من التوافق النفسي أو الاجتماعي.

ولو راجعت نفسك مرة بعد أخرى، كما هو واضح من رسالتك، فإنك تكن لزوجتك المحبة وتشعر تجاهها بالمودة والرحمة وتأنس بها.. ولكنك قد تطمح إلى ميل ورغبة أكثر مما تحس بها تجاهها الآن، ولكن هذا الميل ليس واقعياً ومشروعاً في أغلب الأحيان، لأن الانسان قد يطمع في المزيد أو يحلم بحورية من حوريات الجنة دون أن يكون له إلى ذلك سبيل، وقد يحصل الانسان على ما كان يتمناه، ثم إنه لما يراه سهلاً في متناول يده يعزف عنه ويمتنع، ولذا كان دلال المرأة وصدّها جمالاً يتغنى به، لأن الانسان حريص على ما منع.
ولما كانت زوجتك من الطيب ونقاء السريرة ـ كما وصفت ـ وهي تحبك كثيراً, فإن الأولى بك أن تعتز بها وتستثمر حبها لإسعادها وإسعاد نفسك، وإذا كنت لا تجد في نفسك ذلك الحب المطلوب تجاهها فلأن قلبك موزع بين ذي وتلك، فحاول نسيان غيرها وتصنع الحب لها حتى يتعمق وينمو فيك، فالخلق طبع وتطبّع، والجدير بك أن تقابل ودها بود ولطفها بلطف، فتأمل كثيراً واجهد جهدك دون أن تترك زوجتك التي أخلصت لك ووضعت نفسها بين يديك.

أما الأخرى فمهما كان بينكما فقد حكم القضاء من زواجك بزوجتك الفعلية دونها وإن كنت تشعر بذنب أو تقصير تجاهها فانك تستطيع مساعدتها بمال أو غيره مما يعوّض عليها.

وأما الزواج المتعددة، فان له شرائطه الخاصة ودواعيه المبررة له، فإذا كان لابد منه للانسان فلابد له من الإنفاق على الزوجتين وأداء حقوقهما والعدالة بينهما.
وقد علمنا من بعض الحقوقيين في فرنسا أنهم يبحثون تشريع الزواج المتعدد بدلاً من القانون الحالي الذي يسمح بزوجة وعشيقة، ولكن بلا حقوق وواجبات، والقانون الاسلامي يضمن لكلا المرأتين حقوقهما المشروعة ويضمن مستقبل الأولاد منهما معاً.

ولكن لابد من التأمل قبل الإقدام على الزواج المتعدد ودراسة عواقب الأمور، فقد تكون الدوافع له نفسية وهمية لا دوافع حقيقية، وقد لا يجد المرء في الزواج الثاني ما كان يتصوره وليواجه مشكلتين بدلاً من مشكلة واحدة.

ولو استثمر الرجال زواجهم الأول وراعوا الحقوق وفعّلوا العلاقة وجددوا الحياة فيها بالمحبة والمودة والأخلاق وتنظيم الأوقات الأسرية لوجدوا أنفسهم في غنى عن التعدد.

وعلى أي حال، فان لكل قاعدة استثناء، وظروف الناس ليست سواء، فنرجو التأمل فيما ذكرناه، والقرار يعود لك أولاً وأخيراً لأنك أبصر بنفسك، ولك منا مزيد التحية والسلام.

المصدر: استشارات.. اجتماعي.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 36/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 950 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,043,835