منذ الصغر وأنا تعاملي عادي جداً مع أخي.. شجار، انتقادات، تنابز بالألقاب. عندما كبرت تركت ذلك وصارت علاقتي به أراه وقت الأكل ولا نتكلم.. إجمالاً لا تربطني علاقة مع بقية اخوتي وأهلي وأكثر شيء أخي الذي يبلغ تقريباً 16 سنة، حتى لا يطيق سماع كلمة مني.. تسامحت منه لكن لا فائدة.. دائماً اذا جلسنا مع بعضنا والأسرة انتقادات وذكريات سيئة.. ماذا أفعل؟
******* **** ***** ***** **** *** ****** *** *****
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوّلاً، يجب العمل على تصفية أجواء الأسرة وإدخال الفرح والسرور عليها وإشاعة جو المحبة والإحترام والنظر بتفاؤل وأمل للمستقبل وأساس ذلك كله ذكر الله تعالى والرضا بقضائه والطمع بجوده وكرمه، فهو ربّ العالمين وأرحم الراحمين اللطيف بعباده والذي وسعت رحمته كل شيء.
ومن ثمّ يجب العمل على تقليل التداخل الشديد بين أفراد الأُسرة، ليكون لكل فرد مساحة من الإستقلال والحرِّية والخصوصية، فلا يتدخل الفرد بشؤون الآخرين الشخصية ولا يتدخلوا بشؤونه، ويمكن تحصيل ذلك بالتدريج من خلال الإحترام المتبادل وتقليل الإختلاط الزائد، وعدم التحدث بكل شيء أمام الآخرين، وبتخصيص وقت خاص يرتاح الفرد لوحده فيه.. يقرأ ويطالع، ويفكر ويراجع أموره، ويمارس الرياضة، ويتابع شؤونه خارج البيت فيقضي بعض الوقت في المكتبة للدراسة ويذهب للمسجد وأحياناً للحديقة والمتنزه حتى يرتاح ويحظى بفرصة هادئة بعيداً عن الشجار والجدال في البيت.
و ذا يساعده على بناء شخصيته والتنعم بالخصوصية والإستجمام والراحة، فيكون سلوكه في البيت ومع الآخرين أكثر متانة ومحبة.
وأمّا بالنسبة للأخ، فربّما بعض تصرفاته طبيعية بالنسبة إلى سنّه، فالولد عند بلوغه يريد أن يكتسب مزيداً من الإستقلالية وإثبات وجوده، وبالتالي ربّما يؤدي ذلك خصوصاً في الأجواء البيتية الضاغطة إلى عناده وشجاره... ويمكن أن يعتدل سلوكه تدريجياً إذا قابلناه بالإحترام وأعطيناه مجالاً لإبداء رأيه وإختيار ما يناسبه من الأُمور الخاصة به.
ومهما كانت علاقتك به مضطربة أو سيِّئة، فإنها يمكن أن تتحسّن بسلوكك الحسن معه.. بالمحبة والإحترام ومبادرته بالتحية والسلام، ومن ثمّ إهداء شيء يحبه له.
قال تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت/ 34).
وبالتالي، لابدّ من التأكيد على التعامل الطبيعي معه، من دون حقد أو حسد، أو شعور بالكراهية، لأن ما نحمله بداخلنا ينعكس على الآخرين، ولا يحتاج ذلك التكلّف والتصنّع، بل ترك الأُمور على طبيعتها.
ورد في الأثر عن الإمام علي بن أبي طالب قوله: "انزع الشر من غيرك بنزعه من نفسك".
ومع تمنياتنا لكم بالتوفيق.
ساحة النقاش