الطموح يعني أن تركض، الركض السريع لأنه يوجد عداءين آخرين أيضا ولست وحيدا؛ تنافس وتنافس بكل الوسائل الممكنة. ولا يهم إن كانت هذه الوسائل جيدة أو سيئة، النجاح هو كل القضية لأننا أخبرنا مرارا بأنه لا شيء أروع من النجاح.
إن كنت ناجحا فإن كل ما تفعله سيعتقد بأنه جيد. وإن كنت فاشلا فإنه حتى ما كان جيدا سيعتقد بأنه سيئ.
لذلك ترانا نتهيأ لصراع سياسي لأجل المال، والقوة، والمظاهر، والاسم، والشهرة. من الطبيعي أن تخلق كل تلك الأشياء نوعا من الحمي التي لا تسمح لك بالراحة إضافة للوقت. حتى أنهم أخبرك بأن فعل ما هو غبي هو أمر جيد، وبقدر ما تستمر في فعل شيء ما فإنك تظل الفاعل، وبالتالي لن تخسر ميزة كونك فاعلا. لقد قاموا بكبح الراحة كأي شيء آخر. وقالوا بأن الذهن الفارغ هو من صنع الشيطان.
إن كل ما أعلمه هو نقيض كل هذه التفاهات تماما التي طالما احتالت على الإنسانية. لقد سممت الوعي الإنساني. أن أقول لك لا شيء سيكون أفضل من أي شيء. فمهما كان ذلك الشيء جيدا فإنه لن يكون أفضل اللاشيء.
يخلق الإنسان الوضيع حول نفسه هالة من التفوق وتلك هي مصيدة الأنا.
عندما تشاهد شخصا أنانيا كن على ثقة مطلقة بأن في داخله عقدة التفوق. هو يتألم بعمق لأنه يشعر أن لا قيمة له، لكنه لا يستطيع الاعتراف بذلك فتراه محكوما بإخفاء ذلك ليس عن الآخرين فقط، بل عن نفسه أيضا. وعليه أن يكبت ذلك الشعور في التفوق في أعماق اللاشعور بحيث يصبح غير واع به.
لا يوجد لدى الشخص الممتلئ بالنشوة ما يخيفه حقا. فهو يعبر، ويبدع. ولأنه لا يوجد لديه ما يخيفه لا يوجد لديه شخصية مزدوجة؛ فالشخصيات المزدوجة هي معقدة جدا. وأنت غير قادر على إيقاف أن تكون في شخصيتين. حالما تسير في ذلك الاتجاه فإنك سرعان ما تكون بحاجة لشخصية ثالثة، ومن ثم رابعة، ومن ثم خامسة... وهي عملية لا نهائية. الكذبة تحتاج لكذبة أخرى لتحميها، وهكذا هلم جرا. قل كذبة واحدة وسيكون عليك قول ألف كذبة وكذبة لتحميها.
وتباعا تحتاج إلى كذبة أخرى. أنت ستنسى كليا السبب الذي من أجله بدأت تكذب، وماذا كانت الكذبة الأولي.
لكن الإنسان الممتلئ بالنشوة ليس لديه ما يكذب بشأنه، ولا يوجد ما يخفيه، ولا يوجد ما يستره. وهو ليس بحاجة لشخصية أخرى- فهو بسيط. وليس متعجرفا أبدا؛ ولا يمكن أن يكون، فلا حاجة لهذا. فلماذا عليه أن يكون متعجرفا؟ هو ممتلئ بنشوة ممتن لوجودها، وليس متعجرفا. وهو ليس ساخطا على العالم، بل شاكرا له شاكرا لكل شيء.
ساحة النقاش