قرأت ثلاث قصص غريبة وعجيبة ولولا أنها حقائق حدثت و سجلها التاريخ لم أكن لأصدقها أبدا”! إنما أرويها هنا بعد أن صدقتها وأعطتني حافزا” قويا” للأمام، وطاقة تشجيعية لا توصف، والقصص الثلاث لها مغزى عظيم وفوائد جمة ربما يقرأها قارئ آخر ويستفيد ويتعلم شيئا”جديدا”منها لم أتعلمه أو أفطن إليه،حتى لا أطيل عليكم،إليكم القصص الثلاث.

القصة الأولى : هي قصة الرجل الذي كان أول من تسلق قمة جبل إيفرست ويدعى إدموند هيلاري  Edmund Hillary ، ففي محاولته الأولى للتسلق ،لم يوفق وباءت محاولته بالفشل ،وخلف خلفه 3 من رفقائه أمواتا” على سفح الجبل،وفي تلك السنة إستدعته الحكومة البريطانية وأكرمته ومنحته أرفع أوسمتها،حتى انه إستدعي للبرلمان لتكريمه،فوقف وسط القاعة مخاطبا” صورة كبيرة للجبل قائلا” له: (لقد ربحت أنت هذه المرة ،أنت كبير بقدر ما ستكون،لكني أنا الأكبر بإستمرار). وفي 29/5/1953 نجح إدموند هيلاري في محاولته الثانية لتسلق قمة إيفرست، متحديا” بذلك الإرتفاع (حوالي 9 كيلومترا” عن سطح البحر)،وإنخفاض الضغط والبرودة التي تصل إلى حد التجمد،ومخاطر الإنهيارات الثلجية.

بعد هذا المجهود الكبير والخارق عقدوا له مؤتمرا” صحفيا” للإحتفال بهذا الإنجاز وسأله أحد الصحفيين :كيف وصلت لهذه القمة الشاهقة؟

فأجاب إدموند ببساطة: خرجت من منزلي قاصدا” التنزه والإستمتاع وفجأة وجدت نفسي فوق القمة!!! والمثير حقا” في الأمر أن هذا الرجل لم يمرض أويموت بعد هذا الحدث الهام،بل عاش خمسا”وخمسين عاما” أخرى وتوفي في عام 2008 عن عمر يناهز ال81 عاما”!!! ما رأيكم؟!!

القصة الثانية: هي قصة أول عداء تخطى حاجز الأربع دقائق في سباق الميل ويدعى روجر بانستر،ففي عام 1954 ترسخ إعتقاد عند جميع الراضيين مفاده أنه لن يتسنى لأي شخص على وجه الأرض أن يقطع الميل في أقل من أربع دقائق،ولكن في شهر مايو من نفس العام فاجأ شاب في العشرين من عمره الجميع ،وتمكن بانستر من تحطيم الرقم القياسي ونسف ذلك الإقتناع الراسخ وحطم ما كان يسمى مستحيلا”.

 وحين سألوه بعد السباق كيف تسنى له تحقيق هذا الإنجاز العظيم؟! أجاب: (إبتداء”قررت أن أحقق الحلم بقطع الميل بأقل من أربع دقائق،ثم شرعت مباشرة في التدريب الجاد،وكنت أرى نفسي مئات ومئات المرات وقد حققت الحلم.) ويبدو أن هذه الرؤية الحلم أوجدت حوله كثافة حسية قوية قوت بها روحه وعقله وجسده وساعدته على تحقيق هذا الإنجاز.

المثير في الموضوع أنه بعد ذلك بأسابيع إستطاع الكثيرون تخطي حاجز الأربع دقائق،وذلك لأن بانستر كسر حاجز الإعتقاد السائد بلا رجعة، كاسرا” معه حاجز الخوف لدى العدائين وأصبح ما هو مستحيل ممكنا”،وأصبحت لديهم بذلك نقطة مرجعية جديدة،ثم بعد ذلك،ومن خلال تسلحهم بهذا الإعتقاد الجديد،تمكنوا من فعل ما كان مستحيلا”.

القصة الثالثة: يرويها لنا زيج زيجلار خبير التنمية البشرية الشهير صاحب كتاب (أراك على القمة) حيث يقول : إذا زرت المكسيك ذات يوم فإحرص على مشاهدة أجمل معالمها وهو تمثال جميل يدعى ( in spite of ) وهي تعني بالعربية (على الرغم من..) ولهذه التسمية قصة لطيفة تحمل أرقى معاني القوة والإرادة،حيث تعرض النحات الذي أنجز العمل وصاحبه إلى حادث أجبر الأطباء على بتر يده اليمنى  التي كان يستعملها للنحت، ولم يكن قد أنجز حينها سوى ربع التمثال عند وقوع الحادث…وعند خروجه من المستشفى لم يفكر لحظة واحدة بالتوقف عن مشروعه،وإنما عقد العزم على المواصلة، وتدرب على كيفية النحت بيده اليسرى حتى التعب،ثم أكمل صناعة هذا التمثال، وهذا سبب إطلاق مسمى (على الرغم من…) على هذا التمثال،إشارة إلى النحات الذي أكمله على الرغم من إعاقته طبعا”…!! 

  بالتأكيد عزيزي القارئ أنا لن أطلب منك تسلق قمة إيفرست ولا قطع الميل في أقل من أربع دقائق، ولكني تعلمت أنني يجب أن أوسع حدود رؤيتي للعالم ويمكنك أنت أيضا” أن تفعل ذلك،لعل نقطة المستحيل في الإنسان العادي أنه يرى الأشياء من منظور مخاوفه وقيوده وفرضياته الخاطئة،وإذا كان الأمر كذلك فلم لا تنظف النافذة الزجاجية الملوثة التي ترى العالم من خلالها؟! خمن ماذا سيحدث بعدها؟! بالتأكيد سوف تظهر لك مجموعة جديدة تماما” من الإحتمالات والإمكانات.

الحكمة المستقاة من تلك القصص هي : إذا كنت تعتقد أن هناك شيئا” ما يستحيل حدوثه لك في الحياة،إذن فمن المستحيل أن تتخذ الخطوات المطلوبة لتحويل هذا الهدف إلى واقع،إن فكرة الإستحالة المسيطرة عليك سوف تثبت نفسها.

أختم بمقولة لجراح أعصاب مشهور يدعى بن كارسون عبر عن هذه الفكرة  بشكل رائع عندما قال: ( ليس هناك ما يعرف بالشخص العادي،لأنه ما دام لديك عقل طبيعي، فأنت شخص مميز).

 

المصدر: مقالات النجاح.. بلال موسى
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 463 مشاهدة
نشرت فى 20 إبريل 2011 بواسطة Al-Resalah

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,027,367