فى نهاية هذه الدورة سيتمكن للمتدرب من معرفة:
- ما هو التحفيز وأدلته من القرآن والسنة؟؟
- أنواع التحفيز وأهميته للقائد المتزن؟؟
- أمثلة عملية على التحفيز ثم شروط التحفيز حتى يتم التطبيق بنجاح؟؟


التحفيز :
ماذا ستفعل للشخص الذى يكمل عملك؟
ماذا ستفعل أكثر لشخص يهديك وردة؟
وإلى أين ستصل من أجل ترقية؟
زيادة فى الأجر؟إذن إلى أى حد ستجهد نفسك فى العمل من أجل
ما هى المدة التى يمكنك قضاءها فى وظيفة تضاعف مرتبك؟
بل وربما فى وظيفة ستبقيك غنيا لبقية حياتك؟
وظيفتك بسيطة وقصيرة وتحتاج للجهد فى أوقات معينة فقط ولها جائزة ماذا لو قال لك أحدهم خالدة ولا يمكن تصورها؟ ألا وهى الجنة
كل هذا أعطاه النبي للصحابة وهنا نقدم لك كيف عرض علينا صلى الله عليه وسلم الجنة اقرأ..وستعرف المزيد إن شاء الله

ما هو التحفيز:
التحفيز معناه أن تعطي الشخص دفعة لعمل ما تريد بإثارته لفعل الشيء.
يحث المنهج الإسلامي علي تحفيز الأفراد لإنجاز الأعمال علي أفضل وجه ممكن ويوجد أدلة كثيرة على ذلك.

الأدلة من القرآن:

·         قال تعالي "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً "(30 الكهف) حيث الأجر هنا يشمل سائر المزايا التي يمنحها الله لعباده الصالحين سواء أكانت مادية أو معنوية.

·         يمنح الله الحوافز للعاملين في صورتها الايجابية (الثواب) والسلبية (العقاب) فهو يعد الذين يفعلون الخير بأن لهم ثوابٌ كبير, والذين يعملون الشر لهم عذابٌ عظيمٌ
قال تعالي" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(8) "(الزلزلة 7 ، 8).

·         كما يقول تعالي "مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ" (الأنعام 160).

·         إن الثواب الذي يمن الله به علي عباده والعقاب الذي يرصده للمخالف منهم يعطى للحياة معنى ويوفر لهم الانضباط والجدية "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (فصلت 33).

·         الإسلام يجمع بين الجانبين الروحاني والمادي ويجري بينهما توازنا محكما فيقول الله تعالي" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " (القصص 77)

·         يقص لنا القرآن قصه فرعون وموسى فيقول الله تعالي" فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ(41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)"( 41-42 الشعراء) حيث وعد فرعون السحرة وحفزهم بالأجر وإدخالهم في خاصته إن هم انتصروا علي موسي تشجيعا لهم لبذل أقصي جهدهم.
لكن المال والعطاء الدنيوي إن كان يخالف العقيدة لا يجدي ويصبح بلا قيمة, فقد يكون التأثير غير المادي أقوى.

·         لابد في التحفيز من العدل والإنصاف فيقول تعالي في قصه ذي القرنين " قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً (88)"(87-88 الكهف).

·         إن الحافز الإلهى أساس لغرس القيم الفاضلة في النفوس فالله يدعو إلي الخير "صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ"(138البقرة).

الأدلة من السنة:

·         عن‏‏ ‏سعيد بن زيد ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ "‏مَنْ ‏ ‏أَحْيَى ‏‏ أَرْضًا ‏‏ مَيِّتَةً ‏ ‏فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ ‏ ‏لِعِرْقٍ ‏ ‏ظَالِمٍ حَقٌّ " سنن الترمذى. يعد هذا تحفيزا على استصلاح الأراضي وزراعتها.

·         يطالب الإسلام بالاتفاق علي الأجر قبل بدء العمل مع وجوب الوفاء الفوري به حتى يصبح مفعولا حافزا علي مواصلة العامل لعمله بكفاءة. عن عبد الله بن عمر ، قال: قال رسول الله: "أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ، قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ" سنن ابن ماجه. ‏وقال ‏أبي سعيد "‏‏‏إذا استأجرت أجيرا فأعلمه أجره" سنن النسائى

·         كما يدعو الإسلام إلى توفير الحوافز الاجتماعية للعاملين بتحديد ساعات للراحة من عناء العمل وكذلك بتوفير الخدمات الترويحية لهم وذلك مصداقا لقول الرسول صلي الله عليه وسلم"اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله, وساعة لمعاشرة الإخوان والمتقين الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون في الباطن, وساعة تخلون فيها لذلتكم في غير محرم، وساعة لأمر المعاش".

·         عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: "الدِّينُ النَّصِيحَةُ" قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: "لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" صحيح مسلم. وفى هذا تحفيز على الشورى والنصيحة وبالتالى على أن يقدم العاملون ما لديهم من أفكار واقتراحات لتدعيم المنظمة التي يعملون بها وأن يقول كل شخص رأيه بثقة وحرية لأنه يشعر بأن قائده سيستمع إليه جيداً ومن الممكن أن يأخذ برأيه إن كان سليما.

·         تحفيزه صلي الله عليه وسلم للمحاربين. ‏عن ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ فَلَهُ ‏ ‏سَلَبُهُ " صحيح البخارى. وهذا تحفيزه صلي الله عليه وسلم للجنود علي الثبات والإقدام وتحقيق النصر.


مواقف التحفيز من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة:

·         كان الرسول صلي الله عليه وسلم يحرض المؤمنين على القتال قبيل غزوة بدر قائلاً"والذى نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة" وقال وهو يحضهم على القتال:"قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض"، وحينئذ قال عُمَيْر بن الحُمَام: بَخْ بَخْ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما يحملك على قولك : بخ بخ ؟" قال : لا، والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: "فإنك من أهلها". فأخرج تمرات من قَرَته فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. رواه مسلم 2 /139 (الرحيق المختوم).

·         استخدم الرسول صلي الله عليه وسلم التحفيز في جميع مجالات الحياة وفي مختلف الظروف استثاره لهمم الأفراد لتحسين أدائهم وإتقانه والفوز في الدنيا وبالآخرة.

·         تحفيزه صلي الله عليه وسلم لسراقة بن مالك يوم الهجرة وهو يريد أن يلحق به مرة والثانية والثالثة فحفزه بأن له سوارَى كسرى إن رجع وترك الرسول صلى الله عليه وسلم. مع أن الله حَمَي رسولَه منه.

·         تحفيزه صلي الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم بأن يعطيهم من الغنائم ومن عطايا بيت مال المسلمين تحفيزا لقلوبهم ليدخلوا الإسلام.

·         التحفيز المعنوى من الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال لبني عبد الدار يوم فتح مكة وهو يعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة:"خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف" رواية بن سعد فى الطبقات.

·         وفي اتفاقه صلي الله عليه وسلم مع الأنصار بأن يهاجر إليهم فإن نصروه ستكون لهم الجنة وأكد صلي الله علي وسلم لهم ذلك يوم فتح مكة عندما ادخل الشيطان في عقولهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يتركهم ويلتف حول عشيرته وأهله فقال لهم صلوات الله عليه موعدكم معي عند الحوض يوم القيامة يذكرهم بوعده لهم زيادةًً فى التحفيز.

·         الرسول مع الصحابة عندما كان يحسن صحابى عمله كان يلقبه بلقب حسن فقد لقب خالد بن الوليد سيف الله المسلول.

·         يقول عليّ رضي الله عنه في خطاب وجهَه إلى أحد الولاة: لا يكون المحسن والمسيء عندك بمنزلةٍ سواء, فإن فى ذلك تزهيدا لأهل الإحسان, وإساءة لأهل الإساءة وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه: أي أن علي يعاملهم كما أمرهم أن يعاملوا الناس.

·         يقول عمر بعد توليه الخلافة: فمن يحسن.. نزده، ومن يسئ..نعاقبه.

أنواع التحفيز:

تحفيز معنوى
(كأن تقول لأحد قام بشيء أحسنت, أتقنت, جزاك الله خيرا يكون هذا تحفيزا له علي الاستمرار والإتقان، أو لو فعلت كذا سيكون لك مكانة عندي أو سيكون لك مكانه في المنظمة، كذلك فإن تحديد هدف واضح وإيجابى ومؤثر للعمل يعتبر تحفيزا معنويا.

تحفيز مادى
مثلما فعل رسول الله

المصدر: د. أكرم حمدى
AkrumHamdy

Akrum Hamdy [email protected] 01006376836

  • Currently 125/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
41 تصويتات / 958 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2009 بواسطة AkrumHamdy

أ.د/ أكـــرم زيـن العــابديــن محـــمود محمـــد حمــدى - جامعــة المنــيا

AkrumHamdy
[email protected] [01006376836] Minia University, Egypt »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,737,920