يحدث التفكير بأشكاله كافة، في مختلف فروع المعرفة ومجالاتها، ومع ذلك، فإن قلة من الطلاب يتعلمون كيف يفكرون بطريقة صحيحة ضمن هذه المجالات. وعلى الرغم من أن الطلاب يدرسون عدة مواد دراسية، إلا أن قلة منهم فقط يفكرون بطريقة أحيائية، أو كيميائية، أو جغرافية أو تاريخية، أو فنية، أو فلسفية أو أدبية أو شعرية. فإنهم لا يعرفون كيف يفكرون كما يفكر القارئ في أثناء القراءة، أو كما يفكر الكاتب في أثناء الكتابة، أو كما يفكر المستمع في أثناء استماعه. ونتيجة لذلك، فإنهم يصبحون قراء وكتابًا ومستمعون ضعافًا. إنهم يستعملون الكلمات والأفكار، دون أن يفكروا فيها بعمق، أو أن ترسخ معانيها في نفوسهم. وهم يدرسون المواد الدراسية المختلفة دون أن يتمكنوا من الربط بين منطق المادة الدراسية وما هو مهم في الحياة، وتظهر جوانب الضعف هذه حتى عند الطلاب المتميزين أيضًا.
ولكي يكون المرء متعلمًا ماهرًا، يتوجب عليه أن يكون موجهًا ذاتيًّا، ومنظمًا ذاتيًّا، ومراقبًا ذاتيًّا، ومفكرًا يتمتع بالقدرة على التصحيح الذاتي، وعلى الالتزام بمعايير التفكير الدقيقة واستخدامها بمهارة علمية. ويتطلب التعلم الماهر للمادة الدراسية، احترام امكانات هذه المادة والمحددات التاريخية والإنسانية لها وللشخص نفسه.
ولأننا ندرك حقيقة أن الطلاب عمومًا يفتقرون إلى المهارات الفكرية والانضباط الذي يمكنهم من التعلم الذاتي المتعمق، نعرض تاليًا الأفكار التي تساعد الطالب على أن يصبح طالبًا ماهرًا:
الفكرة رقم 1: تأكد من فهمك التام لجميع متطلبات المادة الدراسية، وكيفية تدريسها، وما هو مُتوقع منك فيها. اطرح أسئلة حول سياسة التقويم وحول أفضل طرائق تحضير الدروس.
الفكرة رقم 2: كن متعلمًا نشطًا، وكن جاهزًا لدمج الأفكار بأفكارك الخاصة من خلال القراءة النشطة، والكتابة النشطة، والمحادثة النشطة، والاستماع النشط.
الفكرة رقم 3: فكر في موضوعات كل مادة تدرسها على أنها شكل من أشكال التفكير، فإذا كنت تدرس التاريخ، عليك التفكير بأسلوب تاريخي، بينما عليك التفكير بأسلوب كيميائي عندما تدرس الكيمياء, وهكذا.
الفكرة رقم 4: كن شخصًا كثير الأسئلة. شارك في الصف وجلسات النقاش من خلال طرح الأسئلة، وإلا فإنك لن تتمكن من التمييز بين الأشياء التي تعرفها والتي لا تعرفها.
الفكرة رقم 5: ابحث عن الترابطات بين المواضيع. فمحتوى كل حصة يشكّل دائمًا نظامًا من الأفكار المترابطة، وليس قائمة عشوائية من الحقائق التي تحفظها. لا تحفظ عن ظهر قلب كالببغاء، بل ادرس كما لو كنت محققًا في الشرطة، واربط التعلم الجديد بما تعلمته سابقا.
الفكرة رقم 6: انظر إلى معلمك كمدرب، واعتبر نفسك عضوًا في فريق يحاول أن يتدرب على نمط التفكير الذي يوضحه المعلم. فعلى سبيل المثال، انظر إلى نفسك في حصة قواعد اللغة العربية وكأنك جزء من فريق القواعد بينما يوضح معلمك كيفية الاستعداد للمباريات (الاختبارات).
الفكرة رقم 7: فكر في كتابك المدرسي كما يفكر فيه مؤلفه. مثّل دور المؤلف ما أمكنك بأن تشرح النقاط الرئيسة في النص لطالب آخر.
الفكرة رقم 8: اعتبر وقت الحصة وقتًا تمارس فيه التفكير في عالم المادة الدراسية مستعملاً المبادئ والمفاهيم الأساسية فيها. لا تجلس في مقعدك بانتظار أن تسقط المعرفة في رأسك كما يسقط المطر في إناء، فذلك لن يحدث.
الفكرة رقم 9: اربط محتوى الدرس، بالقضايا والمشكلات والمواقف العملية في حياتك، فإن لم تتمكن من ربطه بحياتك، فإنك لن تتعلمه.
الفكرة رقم 10:احصر مهارات الدراسة والتعلم التي لم تتقنها بعد، وتدّرب عليها، فتحديد نقاط ضعفك وتصحيحها هما من جوانب قوتك.
الفكرة رقم 11: اسأل نفسك باستمرار: هل أستطيع أن أوضح هذا لشخص من خارج صفي؟ إن لم تستطع ذلك، فإنك لم تتعلم جيدًا.
الفكرة رقم 12: ابحث عن الأفكار العامة في المادة الدراسية منذ بداية الفصل الدراسي. ففي مادة علم الأحياء مثلاً، حاول أن توضح طبيعة علم الأحياء بلغتك الخاصة، ثم اربط هذا التعريف بالموضوعات التي ستتعلمها بعد ذلك؛ فالأفكار العامة هي أساس كل الأفكار الأخرى.
الفكرة رقم 13: اطرح أسئلة باستمرار لملء الثغرات في المادة التي تعلمتها. هل تستطيع التوسع في الفكرة؟ هل تستطيع إعطاء أمثلة عليها؟ إن لم تستطع ذلك، فإنك لا تربط ما تتعلمه بحياتك.
الفكرة رقم 14: اختبر نفسك قبل الحصة من خلال التلخيص الشفوي أو المكتوب للنقاط الرئيسة في الحصة السابقة. إذا لم تتمكن من تلخيص النقاط الرئيسة، فإنك لم تتعلمها بعد.
الفكرة رقم 15: تعلم أن تختبر تفكيرك باستعمال المعايير الذهنية. ومن ذلك: هل أنا واضح ودقيق؟ ومنطقي؟ وهل أبحث عن أكثر النقاط أهمية؟
الفكرة رقم 16: استخدم الكتابة كطريقة للتعلم بكتابة ملخصات بلغتك الخاصة للنقاط المهمة في الكتاب المدرسي أو غيره من المواد المرافقة. اكتب أسئلة اختبار، ثم اكتب إجاباتك عنها.
الفكرة رقم 17: قوّم قدرتك على الاستماع بشكل متكرر. هل تستمع جيدًا إلى النقاط الرئيسة؟ هل تستطيع تلخيص ما يقوله معلمك بلغتك الخاصة؟ هل تستطيع التوسّع في المصطلحات الرئيسة؟
الفكرة رقم 18: قوّم قراءتك على القراءة بشكل متكرر. هل تقرأ الكتاب المدرسي بنشاط ؟ هل تطرح أسئلة وأنت تقرأ؟ هل تستطيع التمييز بين ما يمكن أن تفهمه وما لا يمكن أن تفهمه؟