هو المحصول الأشهر فى العالم ومصر كمصدر للسكر و يستخدم عصيره فى صناعة العسل الأسود و حلوى الجلاب أو تناول العصير كشراب طازج و للقصب العديد من المزايا الصحية و الإقتصادية و الإجتماعية فهو محصول زراعى صناعى اجتماعى و فلكلورى مصرى تناولته الأمثال الشعبية و الحكايات القديمة و الأغانى الشعبية و الريفية المتعددة.
و ﻻ ﺗﻘﺘﺼــــﺮ ﺍﻷﻫﻤﻴــــﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼــــادية ﻟمحصول قصب ﺍﻟﺴــــﻜﺮ على انتاج السكر فحسب بل هناك العديد من الصناعات الاخرى التى يمكن ان تقوم عليه, حيث يمكن استخدامه فى انتاج العسل الاسود و حلوى الجلاب و الخل و الكحول و الورق و الخشب الحبيبى و الخشب المطغوط او ما يسمى بالخشب الليفى متوسط الكثافه و الحرير الصناعى ( الرايون) و الاعلاف و الاسمدة العضوية الصناعية و خميره البيرة و الاسيتون و سلفات البوتاسيوم.
و هو المصدر الاول عالميا لانتاج السكر فهو يساهم بحوالى 68% من انتاج السكر عالميا, يليه البنجر, و العكس فى مصر حيث تفوق البنجر عليه فى المساهمة فى انتاج السكر فى مصر بدأ من عام 2011/2012 , كما أنه فى مصر يأتى فى الترتيب الثالث كمحصول غذائى تصنيعى بعد القمح و البنجر.
و لنبدأ فنقول وجدت نباتات قصب السكر لأول مرة فى التاريخ فى جزيرة غينيا الجديدة حوالى 6000 سنة ق.م كموطن أصلى لنشوء هذا المحصول, أيضاً الهند والصين تعتبران من المواطن الأصلية لنشوء قصب السُكَّر. و ازدهر القصب فى الصين و الهند لينقله من هناك جنود الاسكندر الاكبر إبان احتلالهم لهذه الاراضى و ينشروا زراعته فى بلاد فارس (إيران حالياً) ثم يأت الدور على العرب الذين شاهدوه فى بلاد فارس عند فتحهم لها و تعرفوا على زراعته فى نهاية النصف الأول من القرن السابع الميلادى فنقلوه إلى مصر ليخرج منها مطوفاً إلى جميع شواطىء البحر الابيض المتوسط حيث زُرِعَ في جزيرتى قُبرص وكيريت ليستقر به المقام فى بلاد الاندلس (إسبانيا) عام 715 للميلاد.
و هناك بعض المصادر التاريخية فى علوم المصريات تذكر أن قصب السكر وجد فى مصر الفرعونية حيث وجد رسم منقوش لنبات قصب السكر على جدران إحدى قاعات معبد الأقصر ضمن مجموعة نباتية سائدة آنذاك, إلا أن القصب لم يكن نباتاً شهيراً فى هذه العصور التليدة, و ربما يرجع ذلك إلى إستخدامه فى إنتاج أدوية أو عقارات أو مواد تستخدم فى طقوس دينية فى المعابد ولدى طاائفة الكهنة فقط.
و فى مصر تم إستخلاص السكر من القصب لاول مرة فى التاريخ فهذه مساهمة مصر ثم أقام العرب مصانع مشابهة لإنتاج السُكَّر في الأراضي التي فتحوها فى شمال إفريقيا وإسبانيا.
كما ان اكبر مساحة من القصب زرعت فى العصور الوسطى كانت فى عهد الدولة الطولونية حيث وصلت زراعة القصب وصناعة السكر اوج عظمتها ثم تباينت فى التوسع و الانحسار حتى نهاية القرن الثامن عشر ليعاد بعثها من جديد فى عهد محمد على باشا الكبير و خلفاءه , ثم ظهر رجل صناعة السكر الاعظم فى مصر بمصانعه التى لايزال بعضها قائم مكانه حتى اليوم وهو محمد عبود باشا و ظل الاهتمام مستمراً بها فى مصر منذ ذلك التاريخ و حتى الان.
ويجب ان نعلم أن أوربا لم تعرف السُكَّر إلا في القرن الحادى عشر الميلادي و معلوم تاريخياً أن السُكَّر دخل إنجلترا لأول مرة عام 1099 ، و فى العصور الوسطى كان السكر اعظم الهدايا التى تقدم من ملوك و أمراء الشرق الى نظراءهم فى الغرب بل ازيد فأقول أن السُكَّر كان يُباع باثنين شلن للرطل عام 1319 وبمقارنة العملات فى هذا التاريخ نجده يساوى باسعار ايامنا هذه قرابة المائة دولار أمريكى ، ومن هنا يتضح لنا كم ان السكر كان غالياً و كان سلعة لاستهلاك النبلاء فقط هناك.
وقصب السُكَّر من نبات إستوائي تنجح زراعته فى المناطق الحارة اى الاستوائية و تحت الاستوائية و الت تتميز بانها مرتفعة الرطوبة ، لكنه يتميز بقدرته على التكيُّف و النمو فى مدى واسع من الظروف المختلفة حتى انه تمكن من النمو فى اطراف المنطقة المعتدلة عند خط عرض 537 شمالاً (حيث الطرف الجنوبى لأسبانيا) إلى و ايضا لدى خط عرض 531 جنوباً (جنوب أفريقيا).
فى مصر تشكل مساحة قصب السكر حوالى 321 ألف فدان تتوزع على غالبية انحاء البلاد و ان تركزت فيما يعرف بمحافظات الانتاج الرئيسية أسوان , الاقصر, قنا , سوهاج , المنيا حيث تقع مصانع استخلاص السكر من القصب. يوجه منها حوالى 75% لصناعة استخلاص السكر, 18% استهلاط طازج (عصير/ مص) 4 % لانتاج العسل الاسود, 3% تستخدم كتقاوى.
ساحة النقاش