ساعات و يمضى عنا عام 2022 هو الان يلملم بقاياه و يبحث عن عصاه ليضعها على كتفه و يرتحل شاهدا علينا بما كان منا و ما كان لنا و ما كان علينا طيلة اشهره الاثناعشر و اسابيعه الثمانى و الاربعين و ايامه التى تتجاوز ثلاثمائة و ستون يوماً, انعم الله علينا فيها بالكثير ووقانا شرور كثيرة,
أقول عنه عام ففيه من المباهج و الانجازات الكثير التى تحققت و لن اقول سنة فلم تكن به ما يدعوا لاقول سنة.
ولكن فيه تحققت اشياء طيبة وكثيرة فى بلادنا, و ما يستهوينى كل عام ان اكتب فى هذا التوقيت ناظراً الى العام بعموميته التامة فنجد ان مصرنا هذا العام افاض عليها ربى من خيرات مياه النيل الكثير فصرنا فى بحبوحة مائية رغم ما كنت اتوقعه من صعوبات قادمة من الجنوب الا ان ماحدث فاق تصورات اكثرنا نفاؤلاً فاستمر جريان النيل و فيض مياهه حتى وقت متاخر من شهر نوفمبر وهذا غير معهود لدينا , فدائماً ما ينتهى فصل الفيضان فى اغسطس او سبتمبر , و قد كان لى حظ الوقوف على مخرج مياه النيل الى مفيض توشكى فى الثامن او التاسع و العشرين من سبتمر من هذا العام لاجد المياه متدفقة و بقوة و كانها ترغب فى تعويض ما تم سحبه من خزاناتنا الجوفيه التليدة خلال عشرات السنين الماضية منذ اجرت الشقيقة ليبيا نهرها العظيم فى فيافيها القاحلة و التى تقع ضمن الصحراء الافريقية الكبرى المصنفة اشد صحروات العالم قحولة.
وربما كان ذلك عطية من الرب الرؤؤف الرحيم لاهل مصر فى هذه الفترة من تاريخهم, بان فاض علينا النيل بمياه لم ار مثيلا لها منذ ان بدأت اهتم بالموارد المائية المصرية و ارصدها رصد عين اليقين قبل عقدين من الزمان, أو اعلمها علم اليقين قبل ثلاثة عقود منصرمة. فالحمد و الشكر لك ياربنا المنعم الواسع الفضل و المنه .
و فى هذا العام كانت مصرنا محط الانظار و الاسماع و محور اهتمام عام من خلال استضافتها للقمة السابعة و العشرين للاطراف المعنية باتفاقية الامم المتحدة الاطارية للتغيرات المناخية و ما تحقق فيها من نجاحات فاقت الكثير من القمم الستة والعشرين السابقة. و الزخم الذى حدث و رفع الوعى بالقضية التى كانت فيما سبق قضية نخبوية بامتياز ليتم النزول بها لتصبح قضية شعبوية شحماً و لحماً.
كما حدثت تحولات كبرى فى الاهتمام الجمعى المصرى العام حول الطاقة و استخدامات المياه و التنمية المستدامة و العمل المناخى و الانشطة الخضراء بصفة عامة و صولا الى التحدث حول مفهوم صفر مخلفات, فى الكثير من انشطتنا و مشروعاتنا و مستهدفاتنا التى نود ان نحققها وهذا فى حد ذاته امر محمود جداً.
ما سبق كان على مستوى الاهتمام و الهواية و الاستغراق فى القضايا التى تتناولها و تهتم بها قطاعات المنظمات الاهلية التى ادين لها بالفضل الكبير فى تشكيل جزء كبير من تفكيرى واهتماماتى التنموية المستدامة, و عملى فى المجال الطوعى العام.
و مستوى الاحتراف و فى مجال الدراسة و التخصص فقد اصبحنا قاب قوسين او ادنى من تحقق حلم طال انتظاره و تطور معنا و بنا وحولنا و اشرف اننى كنت جزءاً فاعلا فيه ارجو الله ان يتمه بالنجاح وهو الانتقال بزراعة قصب السكر و انتاجه من الطرق التقليدية التى مورست خلال قرون عديدة لنصل الى زراعته بالشتلات المعتمده , و مما يسعدنى ان الدولة بكافة الاجهزة ذات الصلة تقف وراء هذه الفكرة الرائعة العظيمة التى بدأت على ايدى نفر قليل من باحثى معهد بحوث المحاصيل السكرية منذ حوالى عقدين من الزمان . لتصبح اليوم محل اهتمام عام, ونضع عليها امالاً عريضة فى احداث نقلة نوعية هائلة فى زراعة و انتاج قصب السكر فى مصر.
و فى هذا العام تكرث لدينا مفهومين فى الزراعة حتى انهما وصلا الى قطاع ليس بالقليل من المزارعين وهما استخدام اساليب الرى الحديث فى الزراعة و ايضا استخدام الطاقة النظيفة المتجددة (الشمسية) فى رفع المياه من الابار او الترع . و اتوقع ان تكون هناك تيسيرات و تسهيلات اكثر للمزارعين ليتمكنوا من الانتقال بكثافة الى هذين النمطين من الممارسات التى اراها تصب فى تحديث الزراعة بقيم العمل المناخى الذى ساد الحديث كثيرا عنه خلال هذا العام.
ارجو الله و ادعوه ان يكون عامنا القادم عام خير على بلادنا و ان نندفع فى القضايا المشار اليها آنفاً بقدر اكبر و ان نحقق فيها من النجاحات و الانجازات ما يشار اليه بالبنان. انه على ذلك قدير و بالاجابة جدير. وكل عام وحضراتكم بخير.
ساحة النقاش