كما بدأ عام 2021  اى فى يناير الماضى بتعرض البلاد لموجات من الطقس السىء   شبورة وامطار و رياح عاتية وانخفاض فى درجات الحرارة  و تعرض  بعض المناطق لموجات صقيع  حيث  أنخفضت درجات الحرارة فى بعض المناطق الى   2درجة مئوية و ما ترتب عليه  موجات صقيع. فهو ينتهى بنفس الظاهرة فمن يوم امس الاول انخفضت فجأة درجات الحرارة لتصبح الكثير من المناطق فى مصر تحت وطأة الصقيع و هذا ما حدث بالامس فى الاسكندرية و مناطق أخرى.

 الصقيع  ظاهرة  طقسية ذات تأثيرات سلبية على كافة الانشطة البشرية و فى القلب منها  الزراعه  و غالبا ما يحدث عندما تنخفض  درجة حرارة سطح الأرض أو الهواء  القريب من او الملامس لسطح الأرض إلى الدرجة  التى  يتحول  عندها الماء إلى بللورات ثلجية ويتجمد نتيجة الهبوط في درجة الحرارة و اقترابها من  الصفر  ، أو يمكن القول  عندما يتحول بخار الماء مباشرة إلى كريات ثلجية صغيرة، 

و من  خبراتنا السابقة بمتابعة هذه الظاهرةيمكننا أن نحدد نطاقات معينة (مناطق)  تداهمها موجات الصقيع  اكثر من غيرها و بشكل شبه منتظم و يعرف المزارعون  الحقيقيون ذلك جيداً  ويطلقون عليها ( مهبط الصقعة) لان الظاهرة  تتكرر بشكل شبه دورى و لكن بدرجات مختلفة و بالتالىيجب على   المزارعين مراعاة ذلك و خاصة اصحاب الحقول التى تكررت فيها هذه الظاهرة.

آلية حدوث الصقيع

,ومن المعروف أن الهواء البارد أكثر كثافة من الدافىء ، ففي الجو الذي تسوده  حالة سكون  فان الهواء البارد  يهبط الى اسفل ليتجمع على  اى سطح  يقع فى طريق هبوطه  و يحدث  هذا عن عند تجمع الهواء البارد على اسطح اوراق النباتات و يتجمد و يجمد معه هذه الاوراق وهنا تبدأ اضرار الصقيع على النباتات.

يؤثر الصقيع تأثيرًا سيئا على النباتات، وخاصة العصيريه حيث تتضرر الأوراق الخضراء  والبراعم ثم السيقان وتتحول من اللون الاخضر الى الاصفر ثم الجفاف و موت النبات بالكامل و على وجه الدقة يسبب الصقيع   تجمد سيتوبلازما الخلايا النباتية  ومعروف ان السوائل يزداد حجمها بالتجمد, و هذا معناه تحطم الجدر الخلوية و تمزقها و عند ارتفاع درجات الحرارة  مرة اخرى يعود   السيتوبلازم للسيولة مرة أخرى, ولكن عندها  تكون جدر الخلايا  قد تمزقت  فتتداخل مكونها ,ثم  تموت وعندها  تصفر الاوراق وتجف  وتموت ويتحول لونها الى اللون البنى ,  وينتج عن ذلك خسائر كبرى.

و تتفاوت النباتات فى درجة تحملها للصقيع ما بين شديدة الحساسية  مثل الطماطم الى متحملة  مثل الاشجار النفضية و ما بين هذه وتلك تتباين   الآثار السلبية  للصقيع و ما ينجم عنها كخسائر ما بين لا خسائر  الى كوارث قد تودى بمحاصيل كاملة. و لذا لابد من العمل على تلافى هذه الآثار السلبية , وهناك العديد من الوسائل لمواجهة موجات الصقيع . تتعدد وتختلف و تتباين تبعاً لنوع النباتات و حجمها و قيمتها الاقتصادية.

كيفية تجنب اضرار الصقيع

و لمنع أو التقليل من الآثار السلبية  للصقيع  ينصح بمتابعة الارصاد الجوية خلال الفترة المتبقية من شهر ديسمبر الجارى  و النصف الاول من يناير القادم,حيث تصدرعن هيئة الارصاد الجوية  تنبؤات عن حالة الطقس لفترة ثلاثة الى خمس ايام قادمة فاذا ما كان هناك احتمال او توقع  لهبوط درجات الحرارة  الى مستوى حدوث الصقيع   مع توافر العناصر الاخرى الؤدية الى حدوث الصقيع علينا ان نتخذ احد او بعض الاجراءات الاتية:

فى حالة الزراعات ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة يمكن استخدام تقنيات مكلفة  وهذا ما يتم تنفيذه خارج مصر مثل ماتم فى مزارع الموالح بأرجواى حيث تم سحب الهواء من فوق  سطح الارض الى طبقة التروبوسفير باساتخدام تقنية معينة  لدفع الهواء البارد الى اعلى و ستقدام هواء اكثر دفئاً من هذه الطبقة  و يطلق على هذه التقنية الاحواض العاكسة .,و فى مزارع العنب بنيوزيلندا  نفذت  طريقة مشابهة تعتمد على فى ضخ الهواء البارد لاعلى و استقدام هواء دافىء من طبقات جوية  اعلى باستخدام  الطائرات العمودية (هليكوبتر), اما فى مزارع الموالح بفلوريدا فقد استخدموا اجهزة طرد هواء عملاقة (بلاور) لدفع هواء ساخن فى المزارع لمسافات كبيرة, وهذه الطرق قد يكون من الصعب علينا تنفيذها فى مصر و لكن يمكننا فى حالة المزروعات ذات القيمة الاقتصادية العالية مثل الطماطم  او بعض انواع الخضر تغطيتها باستخدام البلاستيك الشفاف فى فترة توقع الصقيع كما يمكن حرق متبقيات نباتية حول الحقول الا ان هذه لاينصح بتنفيذها الا فى نطاق ضيق, ايضا يمكن رش  النباتات الرهيفة الحساسة للصقيع ببعض انواع الزيوت المعدنية مثل زيت الفولك للتقليل من اثر الصقيع.

و لكن ماذا عن محاصيل الحقل الاخرى ذات القيمة الاقتصادية الاقل و التى لا يتناسب تنفيذ الطرق السابقة ذات التكلفة الباهظة مع المردود الاقتصادى  لها؟ هنا يمكن استخدام احد و عدة من الوسائل التالية:

تجنب زراعة الحاصيل الحساسة للصقيع فى  الاماكن التى تتكرر فيها هذه الظاهرة مع الاهتمام بالتسميد العضوى فى الاماكن التى  يتكرر حدوث موجات  الصقيع بها,  اجراء  رية خفيفة سريعة و تتم وسط النهار مع تجنب الرى الليلى او فى الصباح الباكر, الرش بمواد مثل «سيليكات البوتاسيوم» على الأوراق، قبيل حدوث  موجات الصقيع مباشرة،  إضافة الأسمدة العضوية والكيمياوية، بدفعات متوازنة وكافية لتدفئة جذور النباتات،

 التسميد باستخدام الأسمدة الورقية العالية المحتوى من عنصرى البوتاسيوم والفوسفور., وتجنب التسميد النيتروجيني تماماً خلال هذه الفترة.  الرش بمركبات الأحماض الأمينية ومستخلصات الطحالب البحرية والعناية برش الكالسيوم، لتحسين التغذية وتدعيم خلايا النبات.   التعفير بالكبريت الزراعي أو الرش بالكبريت الميكروني والزيوت المعدنية على المجموع الخضري.

وفى النهاية اريد ان اكرر ما سبق اوجه بأمرين فى غاية الاهمية يقعان على عاتق وزارة الزراعة وهما تعميم او اتاحة  خرائط توضح   الاماكن المختلفة المعرضة  لموجات الصقيع .,  تدشين مبادرة انذار مناخى مبكر و اتاحته كتطبيق للجميع لامكانية اتخاز الاجراءات الازمة قبل وقت كافى من حدوث موجات الصقيع.

أتمنى  ان  تهتم الوزارة بهذا الامر خاصة مع التغيرات المناخية المتوقعه و تعرضنا لظواهره طقسية حادة  و غير معتادة كثيراً  كالصقيع او موجات الحرارة الشديدة  و ما بينهما من عواصف و زخات مطرية تتحول الى سيول جارفة.

 

المصدر: د احمد زكى ابو كنيز موقع الارض الالكترونى

ساحة النقاش

د أحمد زكى

Ahmedazarc
يحتوى الموقع على مجموعة من المقالات الخاصة بالزراعة و المياه و البيئة و التنمية المستدامة. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

203,068