ان يهتم العالم اجمع بالاطفال فذلك امر محمود فالاطفال هم المستقبل هم الامل هم الامتداد الطبيعى للبشرية, ان وجدوا اهتمام ورعاية فسيكونوا رجال اسوياء و العكس سيخرج لنا افراد مشوهين الثقافة و الفكر و مختلوا التوازن النفسى و ما سيترتب على ذلك من كوارث طبقاً لما سيشغلونه من مناصب او مواقع او ما يكلفون به من اعمال لذا كان الاهتمام بالطفولة امرا مها. و لنبدأ القصة من بدايتها.
عندما وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها ، تبدت محنة الأطفال في أوروبا و غيرها من الاماكت التى دارت بها رحى الحرب، لذا أنشأت الأمم المتحدة وكالة جديدة تحت اسم ,, منظمة الامم المتحدة للطفولة وتعرف اختصارا (اليونسيف) و كان ذلك فى الحادى عشر من ديسمبر 1946 وكلفتها بالعمل على توفير الغذاء والملبس والرعاية الصحية لهؤلاء الأطفال. و بعد سبعة اعوام اى في عام 1953، أصبحت اليونيسف جزءا دائما من الأمم المتحدة، حيث نجحت هذه الواكالة فى تنفيذ مجموعة من الحملات الهامة افادت الاطفال على مستوى العالم.
وفى عام 1954 أُعلن عن يوم الطفل العالمي باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 تشرين الأول/نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم. و فى ذات اليوم فى عام 1959 اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحده الاعلان العالمى لحقوق الطفل, و بعد ثلاثة عقود اى فى 1989 تم اقرار اتفاقية الدولية لحقوق الطفل التى وضعت و تصنف على انها أحد اإتفاقيات حقوق الإنسان حقوق الطفل، ومنها حقوق الحياة والصحة والتعليم واللعب، وكذلك الحق في حياة أسرية، والحماية من العنف ، وعدم التمييز، والاستماع لآرائهم. ومنذ عام 1990 يحتفى باليوم العالمي للطفل وهنا دعنا نقول ويمكن للأمهات وللآباء وللمشتغلين وللمشتغلات في مجالات التعليم والطب والتمريض والقطاع الحكوميين وناشطي المجتمع المدني ورجال الدين والقيادات المجتمعية المحلية والعاملين في قطاع الأعمال وفي قطاع الإعلام و الشباب و الأطفال أنفسهم أن يضطلعوا بأدوار مهمة لربط يوم الطفل العالمي بمجتمعاتهم وأممهم.
وتتيح هذه المناسبة لكل منا الفرص الملهمة للدفاع عن حقوق الطفل وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى نقاشات وأفعال لبناء عالم أفضل للأطفال. وآن الأوان لتتعاون الأجيال معًا لإعادة تصور نوع العالم الذي نبتغيه. كما ندعوا الأطفال تخيل عالم أفضل.
جيل الكورونا
وفي هذا العام، تسببت أزمة جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) في بروز أزمة في مجال حقوق الطفل. فتأثيرات الوباء على الأطفال مباشرة وربما امتدت مدى الحياة إذا لم تُعالج. اذن الاحتفال بالمناسبة هذا العام لها خصوصية حيث انتشرت جائحة الكورونا فى العالم اجمع منذ قرابة أحد عشر شهراً او اقل وهناك 90% من اطفال العالم طالتهم هذه التأثيرات السلبية للجائحة فى التعليم و الصحة النفسية و عدم الرغبة فى العودة للمدرسة و عدم المقدرة على التواصل التعليمى من خلال التعليم عن بعد بسبب ضعف الوسائل المتاحة. و تتوقع منظمة اليونسيف ان 11% من الاطفال سيصابون بالكورونا . و الغريب انها توقعت انتشارا شديدا للجائحة بين اطفال اليمن . اما فى مناطق النزاعات مثل اليمن سوريا ليبيا مالى اثيوبيا ناجرنو كرباخ فسيكون الاطفال اكثر تعرضاً و اقل حماية و اقل فرصاً للحصول على الدعم و الاغائه و بالتالى سيكونون اكثر تعرضا للاضرار . كما ان الاطفال سوف يتضررون من اغلاق المدارس, وعدم انتظام الخدمات التعليمية و الصحية و الاجتماعية بسبب الجائحة حيث ان 45% من الاطفال سيحرمون من الخدمات الرئيسية للفحص و اللقاح و خاصة فى امريكا الجنوبية و الشرق الاوسط و جنوب اسيا , كما انه من المتوقع ارتفاع نسبة الاطفال المصابين بالفيروس من اجمالى المصابين .
الفقر و الكورونا و الاطفال
ومما يؤسف له سيكون الاطفال هم الخاسر الاكبر لهذه الجائحة فهناك 150 مليون طفل حول العالم حتى الان سقطوا تحت خط الفقر جراء التأثيرات السلبية للكورونا ومن المتوقع ارتفاع اعداد الاطال الذين سيطالهم الفقر حول العالم بنسبة 15% وا هناك احتمال موت 2 مليون طفل بسبب الفقر و خاصة فى مناطق جنوب الصحراء و جنوب شرق اسيا و الشرقين الاوسط والادنى,
لذا فاننى ادعو الجميع من مؤسسات حكومية و غير حكومية و القادة السياسيين و الطبيعيين و رجال الاعمال و غيرهم من الفئات الى تقديم يد العون لانتشال الاطفال فى المجتمعات الهامشية و الهشة و المعرضة للمخاطر لانقاذهم من الجوع و الفقر و المرض, لفسح المجال لتواجد اطفال اصحاء جسدياً ونفسياً ليقودنا الى عالم افضل فى قابل الايام.
ساحة النقاش