مياه نهر النيل تصدرت المشهد اصبحت الشغل الشاغل للكثيرين فى مصر تحدث عنها الزراعيون و التنمويون كما ان اهل السياسة لهم النصيب ألاكبر فى الحديث عنها و الاهتمام بها فقد مثلت فى الفترة الاخيرة محور اهتمام عام لدى المصرين.
سيتبادر للكثيرين بمجرد ان تقع اعينهم على عنوان المقال ان الحديث سو يتمحور عن ما يجرى الان بين مصر و اثيوبيا من محاورات و مداورات, و الواقع ان من تصور ذلك قد جانبه التوفيق لن يكون حديثى هنا حول سد النهضة و ما آلت اليه المحادات مع الجانب الحبشى و ما يبدونه من تعنت واضح و استقاوى بدول اقليمية. لن اتحدث عن حقوقنا التاريخية فى مياه النيل الازرق و السوباط و عطبرة
و الحقوقو التاريخية ثابتة وواضحة منذ 1891 حيث تم توقيع ما يعرف ببرتوكول روما ثم و الاهم اتفاقية ادس ابابا عام 1902 و التى وقعها الإمبراطور منيليك الثاني ملك إثيوبيا وغيرها مما لايدع مجالا للتشكيك فى الحقوق التاريخية المصرية فى مياه النيل الشرقى. و لكن كون ان الاحباش يسعون الى تحقيق تنمية حبشتهم دون النظر الى التضرر المصرى هنا يجب على كل طرف تحقيق مصالحة باى وسيلة و قديما قال الشاعر العربى الفحل العظيم زهير بن ابى سلمى
من لم يزد عن حوضه بسلاحة .....يهدم ومن لايظلم الناس يظلم
اتصور ان الدولة المصرية مدركة ما نحن فيه الان و تتوقع ما ستؤل اليه الامور غدا و اتوقع ان لديها الخطط و البدائل المناسبة المتعددة لكل حالة بل وانه يجب ان تكون كافة الخيارات مفتوحة لحماية الامن المائى المصرى.
لكن الواقع ما اود ان اتناوله شىء مختلف تماما ... شىء خالف كل التوقعات و التكهنات وحسابات الخبراء و المعنيين, فقد كان معلوماً لنا و للجميع حتى الشهر قبل الماضى ان فيضان النيل هذا العام متوسط و توقع الكثيرون انخفاض المياه الواردة الى مصر بحوالى 5 مليار متر مكعب هذا العام 2019 ( طبقاً لاعلان لجنة تنظيم إيرادات نهر النيل بوزارة الري، فى أواخر يوليو الماضي، الموقف المائي للفيضان هذا ظل ااخفاض الإيراد المائي حوالي ٥ مليارات متر مكعب عن العام الماضي, وبدأ الحديث عن ترتيبات مواجهة هذا الامر الغير مرغوب مصرياً.
لكن الواقع كان مختلفاً تماما و لو قيل لى ما سأصفه لاحقاً ما صدقت لفرط ما سمعت عن تشاؤم المتشائمين حول ايرادنا المائى هذا العام, دعوة كريمة تلقيتها من احد الاصدقاء لزيارة شواطىء بحيرة السد لعلمه بولعى ومحبتى ان املاء عيناى بمنظر مياه بحيرة السد الرائعة المترامية الاطراف و التى لانرى لها نهاية.. وبالفعل ذهبت يوم الخامس من اكتوبر لارى عجباً ارتفاع مذهل منسوب المياه فى بحيرة السد لم اصدق ما شاهدته عيناى فتجولت فى المنطقة لعدة كيلو مترات, وجدت الخير و المياه زائده عن عدة اعوام سابقة بل يمكننى القول انها اضحت خطراً على بعض المواقع و الجسور و العائمات فى المنطقة, و بخبرتى القديمة بالاماكن و مستويات المياه و شغفى الشديد بالتعرف على مستواها و كمياتها خلف امام السد استطيع القول انها لايمكن ان تقل عن 180 متر فوق سطح البحر بل اكاد ان ابالغ واقول انهاستقترب من حاجز ال 181 م هذا امر مذهل و مريع, و فى ذات الوقت مخيف يدعو الى القلق .
ما اود قوله كيف تدير هذا الرزق الذى لم نكن نتوقعه او ننتظره او حتى نحلم به؟ مياه كثيره قادمة من اعلى
اتصور ان الجهات المعنية اقصد وزارة المواردالمائية و الرى و ايضاً الهيئة العامة للسد العالى ان تقوم بالاتى:
فتح مفيض توشكى و تخزين عدة مليارات من مياه النيل القادمة فى منخفضاته الاربع المتقادرة من غرب اسوان و حتى جنوب الخارجة و استخدامها استخدات مفيده مختلفة .
ضخ كميات كبيرة من المياه الى مجرى نهر النيل بغية غسيله و خفض معدلات التلوث و تغذية كافة الترع الرئيسية و الرياحات فى مصر بالمياه القادمة من الجنوب.
و فيما يبدو اننا سندخل فترة سنوات الفضانات المرتفعة و هى التى سوف تأتى بها مياه كثيره و هذا يدعونا الى البحث فى استخدامات مختلفة للمياه و اهمها الاستخدامات الادخارية لمواجهة السنوات القادمة و الاحداث الغير مريحة التى نتوقعها فى قابل الايام, انهى هذا المقال و كلى ثقة فى الجهات المسئولة عن ادارة المياه فى مصر انها ستتصرف فى المياه باساليب فنية مفيدة و تصب فى صالح المواطن المصرى.
ساحة النقاش