محور هضبة أسيوط الغربية .. مستقبل جديد لعاصمة الصعيد
هذا المشروع يمكن أن يغير وجه الحياة فى محافظة أسيوط خلال شهور قليلة بل ويمكنه وقف حركة النزوح المستمرة الى القاهرة والمحافظة على ما تبقى من رقعة زراعية .. الفكرة ببساطة هى شق طريق يقهر الجبل الغربى الذى يحاصر مدينة أسيوط ويفتح مجال لا محدود للتوسع والعمران وفرص العمل والاستثمار بعدما أصبحت أسعار العقارات فى أسيوط تأتى فى المرتبة الثانية من حيث الارتفاع فى المدن العربية بعد دبى !! حظى المشروع أخيرا بعطف رئيس الجمهورية .. وانهى الخبراء دراساتهم لتنفيذه .. وتعهد محافظ أسيوط برد نفقات المشروع الى الدولة أضعافا فى صورة عائدات استثمارية .. ورغم ذلك لازال التنفيذ مؤجلا ينتظر موافقة الدكتور نظيف !
كشف تقرير خبراء جامعة أسيوط المكلفون بدراسة مشروع انشاء محور هضبة الجبل الغربى المقرر تنفيذه لربط طرق الصعيد عن مفاجآت سارة أكدت قلة الامكانيات المادية المطلوبة لتنفيذه رغم أهميته البالغة .. قالوا أن تكلفة المشروع تتراوح ما بين 120 إلى 140 مليون جنيه بينما العائدات الاستثمارية السريعة تبلغ مليارات الجنيهات من عائدات بيع الأراضى للمواطنين .لجنة الخبراء ضمت الدكاترة حسن عبدالحميد سليمان ومصطفى محمود يوسف استاذى الجيولوجيا بكلية العلوم ، وحسن يونس أحمد استشارى الطرق بكلية الهندسة بشأن الدراسات الجيولوجية و الهندسية لمناطق مرور الطريق المقترح بطول حوالى 22 كيلومتراً أعلى الهضبة.وصف التقرير فى خلاصته المحور المرورى المقترح بأنه نقطة انطلاق تاريخية لمدينة أسيوط نحو مستقبل زاهر حيث يمكنها لأول مرة من كسر حصار الجبل الغربى واكتساب مجال جديد تتوسع من خلاله عمرانياً واقتصادياً ويقدم نموذج يحتذى للمحافظات الأخرى بإعتباره يمثل قاطرة سريعة للتنمية ، وأوصى بسرعة انجاز الموافقات المطلوبة من الجهات الرسمية حتى يمكن استكمال الدراسات التفصيلية والمحددات الهندسية للتنفيذ.
كان الرئيس حسنى مبارك قد أعطى الضوء الأخضر للمشروع خلال جولته الأخيرة فى أسيوط لافتتاح عملية إزدواج الطريق الصحراوى الغربى.. وقال اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط ان تنفيذ هذا المشروع سوف يخلق الآلاف من فرص العمل للجيل الحالي والأجيال الجديدة ويفتح آفاق التنمية المستدامة تنفيذا لما احتواه البرنامج الأنتخابى لرئيس الجمهورية.. أكد المحافظ تلقيه عدة عروض من مستثمرين لحجز أراضى بالهضبة لإقامة مشروعات للإسكان الفاخر وأخرى للشباب.
قلب الصعيد
كشف تقرير الخبراء عن مميزات أخرى للمحور المرورى الجديد بعدما تبين أن الهضبة التى تقع على الطرف الغربى لمدينة أسيوط وعلى مسافة لا تبعد 3 كيلومترات عن قلب المدينة تتمتع بسطح مستو تبلغ مساحته أضعاف مدينة أسيوط الحالية يمكن توفير بنيته الأساسية وإنشاء تجمعات عمرانية جديدة تعيد توزيع الخريطة السكانية فى قلب الصعيد والحفاظ على الرقعة الزراعية وإيقاف الزحف العمرانى عليها، وخفض أسعار أراضى البناء والوحدات السكنية بعدما بلغت أسعاراً خيالية.. كما يساهم المشروع فى حل الاختناقات المرورية داخل مدينة أسيوط من خلال ربطه بالطريق الدائرى الحالى اضافة الى تشجيعه للاستثمار السياحى فوق الهضبة وعلى منحدرات الجبل الغربى .
يمر المحور المقترح على مسافة تقدر بحوالى 20-25 كيلو مترا من منطقة محاجر ومصانع الأسمنت ، وعلى منسوب يعلوها بنحو 150 مترا ، مما يجعل المنطقة بعيدة عن الملوثات الناتجة عن المناطق الصناعية كما يتميز الطقس بالنقاء والجفاف.. من مزاياه أيضا اتصاله المباشر بالطرق الرئيسية السريعة ( الطرق من أسيوط الى سوهاج، القاهرة ، الخارجة ) بالإضافة الى مطار أسيوط الدولى.. وربطها بالجانب الآخر الذى يضم الطريق الزراعى القاهرة أسوان والصحراوى الشرقى وطريق سفاجا الجارى تنفيذه حاليا.
أكد خبراء الجيولوجيا خلو الهضبة من الكثبان الرملية ومناطق الغرز وعدم تأثير مخرات السيول على المشروع .. حيث ترتفع الهضبة الجيرية لجبل أسيوط الغربى بانحدارات شديدة من منسوب 52 متر ( فوق سطح البحر) عند الأراضى الزراعية الى حوالى 220 متر فوق سطح الهضبة ، لذلك فان استغلال الهضبة للأغراض التنموية يكون بإنشاء طريق يصعد المنحدر ليصل الى سطح الهضبة ( بفرق منسوب يصل الى 170 متر) ثم يتجه بعد ذلك غربا ليصل الى نقطة التقاء طريق أسيوط- القاهرة الغربى مع طريق الخارجة وطريق سوهاج، حتى يمكن استخدامه كمحور مرورى جديد يصل بين جانبى وادى النيل فى حالة ربطـه بأحد منازل كوبرى أسيوط العلوى الذى افتتحه الرئيس مبارك ، ومن المتوقع أن يكون طول هذا المحور ما بين 20 – 25 كيلومتر طبقا لبعض البدائل المقترحة للمسارات.
تم إعداد هذا التقرير بناء على طلب محافظ أسيوط من الدكتور عزت عبدالله رئيس جامعة أسيوط لدراسة بدائل مسار المحور المرورى المقترح (مارا على هضبة جبل أسبوط الغربى) ودراسة المردود الإقتصادى والإجتماعى والسياحى والصناعى على محافظة أسيوط.
ثلاث مناطق
قسم التقرير الهضبة هندسيا وحسب طبيعتها الجغرافية إلى ثلاث مناطق الأولى تمتد من منزل كوبرى أسيوط العلوى عند نزلة عبد الله حتى بداية هضبة جبل أسيوط الغربى وهى منطقة مسطحة فى نفس منسوب وادى النيل ( متوسط 65 متر تقريبا) والثانية منطقة الصعود من منسوب الوادى (65 متر) حتى منسوب أعلى الهضبة (220متر) حيث ابتسم الحظ لأسيوط واكتشف خبراء جامعة أسيوط أن الطبيعة وهبت هذه المنطقة قطعاً طبيعياً فى الهضبة بطول حوالى ثلاث كيلومترات ينحدر بشكل مناسب، وهذا القطع يوجد فى بطنه مجرى سيول ، ويمكن إستغلاله بعمل مصطبة بعرض الطريق المقترح يرتفع بمقدار مناسب عن بطن المجرى لحماية الطريق من اية سيول محتملة ويوجد بالفعل ٍمدق بجوار هذا المجرى.. أى أن كل الظروف مهيأة لتسهيل انجاز المشروع.. وكأنها مراحل سبق انجازها على مدار التاريخ حتى تحين لحظة العبور.
أما المنطقة الثالثة فى أعلى الهضبة فهى مسطحة ومستوية تقريبا عدا بعض مخرات السيول بالقرب من نهاية الهضبة بجوار الوادى لا تعتبر مشكلة فى تنفيذ الطريق لأن طولها لا يتعدى كيلومترين ، أما باقى المنطقة المتجهة ناحية الطريق الصحراوى فهى شبه مستوية .
قام فريق أساتذة جامعة أسيوط بعدد من الزيارات الميدانية لمناطق هضبة أسيوط الغربية لدراسة الوضع الجيولوجى والهندسى والبيئى بالإضافة الى دراسة الصور الجوية والفضائية والخرائط الطبوغرافية لتحديد ثلاثة بدائل لمسار المحور تبدأ جميعها عند منزل كوبرى أسيوط العلوى.
البديل الأوليبدأ من تقاطع الطريق النازل من كوبرى أسيوط العلوى مع مزلقان السكة الحديد على مسافة 500 متر من مدخل الكوبرى العلوى، ثم يمتد المحور بجوار حرم السكة وبطول حوالى 2.5 كيلومتر حتى منطقة بداية الهضبة . ويتميز هذا المقترح بقصر طوله ومروره بجوار حرم السكة الحديد مما يقلل من مساحة نزع ملكية الأراضى الزراعية ، حيث قدرت المساحة الممكن نزعها بحوالى عشرة أفدنة فقط. ومن المقترح انشاء وصلة غرب حى الأربعين ، الأمر الذى يؤدى الى امكانية أستغلال هذا الجزء كطريق دائرى لمدينة أسيوط بديلا عن الطريق الدائرى الحالى الذى زحفت عليه التجمعات السكنية من جهتيه ويعتبر حاليا محور مرور داخلى فى المدينة.. ثم ينحرف الطريق جنوبا بعد عبور مزلقان السكة الحديد ليسير على مصطبة يتم انشاؤها على منحدر جبل أسيوط الغربى وعلى منسوب 100 متر تقريبا وأعلى التجمعات السكنيه فى درنكة حتى يصل بجوار مجرى السيل عند المقابر.. بعدها يحتاج الجزء الأخير الى أعمال هندسية لعبور مجرى السيل القادم من الجهة الغربية ليستمر الطريق على منسوب 110 متر تقريبا الى أن يصل الى منطقة الجزء الصاعد أعلى منحدر الجبل من خلال جوانب الوادى وحتى 223 متر أعلى سطح الهضبة حيث يمتد فوقها متجها جنوب غرب ثم غربا ليصل حتى نقطة التقاء مع طريق أسيوط – سوهاج الغربى ثم يصل مباشرة الى مطار أسيوط.
البديل الثانى
يبدأ عند منزل كوبرى أسيوط فى خط مستقيم ( حوالى 5 كم) فى الأراضى الزراعية ليصل حتى نقطة جنوب المقابر فى درنكة .. ثم يتجه غرباً من سور المقابر حتى يصل الى طريق ترابى (مدق ) صاعد الى أعلى الهضبة حيث يشترك بعد ذلك مع البديل الأول.
البديل الثالث
يصل بين منزل كوبرى أسيوط العلوى حتى بداية مصب مجرى السيل جنوب قرية درنكة ليمر فى أراضى زراعية مستوية فى جسر فى خط مستقيم فوق الأراضى الزراعية بطول 4 كيلومتراتحتى يصل الى بداية مجرى السيل عند مصبه فى المصرف ( يلزم لانشائه نزع ملكية حوالى35 فدان من الأراضى الزراعية) ثمى يمتد بمحاذاة مجرى السيل بطول حوالى 1300 متر حتى يعبر خط السكة الحديد ثم يصل الى سفح منحدر جبل درنكة عند منسوب 66متر حيث يوجد طريق طبيعى للصعود على سفح الجبل الغربى حتى يصل الى أعلى الهضبة
المشروع جاهز والآمال كبيرة .. والكل ينتظر قرار الحكومة للتنفيذ
نشرت فى 16 أكتوبر 2010
بواسطة AhmedOmar1
عدد زيارات الموقع
2,095
ساحة النقاش