سلسلة مقالات اعرف عدوك
(( 2 ))
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث بالحق هدى ورحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم ، أما بعد سنبدأ بإذن الله سلسلة مقالات أعرف عدوك انطلاقا من الآية الكريمة:
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
وسنبدأ بإذن الله تعالى بما قصه علينا ربنا في محكم آياته عن الشيطان:
وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
سورة البقرة
الآن سنحاول أن نربط الآية الكريمة بواقع حياتنا أياً كانت وأينما كانت:
أولا:
وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ
إن رضينا بما قسمه الله لنا وبقضائه وقدره وأقمنا الصلاة وأطعنا الله ورسوله ﷺ ستصبح بيوتنا جنة ونعيم مقيم إذا ما اعتصمنا بالله وطبقنا تعليماته التى لخصها لنا في يا أيها الذين آمنوا.
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ( البقرة 25)
ثانيا:
وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا
كان هذا من الله العزيز الحميد لآدم في الجنة أما نحن هنا في هذه الحياة الدنيا فعطاء الله لنا في صور كثيرة أخبرنا بها ربنا في محكم آياته:
اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (غافر 64)
ثالثا:
وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35 البقرة)
كل فكرة سلبية يقذفها الشيطان في عقولنا هي مثل حي للشجرة التى حرم الله القرب منها، وكذلك كل رغبة وشهوة تحملنا إلى معصية الله لا يجب أن نفتح لها طريق بداخلنا وعلينا أن نستعيذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
رابعا:
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36 البقرة)
سيظل الشيطان في محاولاته الرخيصة والدنيئة ليخرجنا من عزة الإيمان وكرامة الإنسان إلى الذل والفسوق والعصيان، وهذا ما حذرنا الله منه في محكم آياته:
يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُون (الأعراف 27)
خامسا:
فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)
سورة البقرة
وهنا سنجد نصيحة من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لكل الناس حتى نتغلب على كل ما نقابله من وساوس وأفكار سلبية شيطانية :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ)).
عندما نتوجه إلى الله بالدعاء بإخلاص فسوف يُلهمنا كلمات ندعو بها وهي أكبر دليل على أنه سبحانه وتعالى استجاب لنا.. لأنه قد نبهنا إلى ذلك بقوله:
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( غافر 65)
نحن نقف بين يديه سبحانه نستفتح عليه وندعوه ونرجوه ونحمده كل يوم 17 مرة على الأقل .. والحمد لله رب العالمين كما هو واضح في هذه الآية هي أكمل وأتم دعاء .
وإن شاء الله نواصل مسيرتنا في معرفة عدو الله وعدونا كما أمرنا ربنا.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.