إلى أمهاتنا يا أبو سلام البصري: تعازينا الحارة.
أنشودة الفردوس:
لما غصتُ في عينيكِ أمي
ورأيتُ المرْكب
يجنح نحو الرسو
أدركتُ حجم الفجيعة
أيقنتُ
أني بعد اليوم
وحيدا سأسبحُ
لكن يحملني رضاك
فوق السحاب
حتى لا تمسني الأدران.
كم أمعنتُ النظر فيك
أدمنته
وقبلتُ قدميكِ
يديك
راسكِ
خشية أن لا أراكِ يوما
بِعيْني المُجرَّدة
وها هو قد حان اليوم
بلا تراخ أو تأجيل.
لما غصتُ في عينيكِ
أيقنتُ
أنْ ليْسَ لي
سوى الرحيلُ
أتجرَّعه في كل الأزمنة
يسوقني في القيظِ
نحو حتْفي بلا هوادة.
وأني أوراق متساقطة
لا تقوى على النهوض.
في كل مرة
يسلبُ مني الموت عينا تسْقيني.
فيا أمي
يا عمري الذي عشتُه
أنتِ حوْضي
الذي أرتوي منه
برضاك أطْوي مسافات الملكوت،
بصلاحي
أبني لك المقام في الفردوس.
تقولين احبك
وأقول نفسي فداك
نغني معا انشودة العشق
نغنيها على الرباب
لكل من أنهكه الفقدان:
يارب نحن عبادك و أنت السلطان
ارحم أمهاتنا
فأنت رحيم ورحمان.
د. المفضل أكعبون. المغرب. Akaaboune. Lemfaddal