( جنون شاعرة )
تغيَّرَ شكل الكونِ
أصبحَ وردياً
حين أهدتْ لي ابتسامتَه
أنهاراً من الشَّهدِ
مفرطٌ بأناقتِه
لونُ معطفِه ورباطُ عنقِه
عطرُه الأخّاذُ
أهربُ .. أهربُ
ولا أجدُ غيرَ عيْنيْه ملاذاً ومهربا
ومع دخانِ سجائرِه
أرى شبابيكَ تُفتَحُ
ونوافذَ تُشرقُ
كلماتُه تشي بأيامٍ قادمة
ملؤُها الفرحُ
ونظراتُه تُطمئنُنِي
إنَّه معي
تضمُّني عيناه ُ
وأضمُّه خلفَ أضلعي
قال انظري لغد ٍ أجملَ معي
نتركُ ما كانَ
فكلُّ ماكان وهمٌ وخرافةٌ
الآن ابتدأ الحبُّ الحقيقي
وليس، هناك من مسافة ٍ
سوي دخانُ سجائري
وشهقةٌ
تعالي نقطعُ المسافاتِ
كطفليْن يلهوانِ
براءتُك ونقاؤك ِ
وابتسامةٌ خجلى
تبعثرُ وقارِي
وشيبي
تحطمين أسواري
تقتحمين قلبي
صرتِ كلَّ أسراري
سلبتِ رشادي ولُبِّي
تُثيرينَ فيَّ الجنونَ
تضحكين فيرقصُ الكون ُ
تصمتين
فأتأمل ُ أجملَ لوحةٍ للسكونِ
تعالي
لنسافرَ في الأحداق ِ
بسحرِ عينيْك
أضيع ُوأجد ُ نفسِي
ما بيْن نشوةٍ واشتياق ٍ
ملاكٌ أنت ِ
ليس مثلك أحدٌ
بصمتِك يتلاشى المدى
طهرٌ ونسكٌ وحياءٌ
وإطراقةُ لحظكِ
تزيدني شغفاً
أعترفُ
إننِي متيمٌ بكِ
بكل تفاصيلِك
احترتُ وأنا الشاعرُ الكبيرُ
كيف أصفُ ..؟
كل هذا الجمال ِ
خدرٌ الناسكاتِ
وجنونُ شاعرةٍ
أمام نظراتي تطرقين خجْلَى
وإن توغلت بغزلي فيك
رمقتِني بنظرةٍ قاسيةٍ وَجْلَى
أن غبتُ عنكِ
صرختِ كفاقدة ٍ ثكلى
أن اقتربت
تتكلفين اللامبالاةَ
وعينيْك بالشوقِ حُبْلَى
ما أنتِ يا امرأةً
من نورٍ ٍ ونارٍ ٍ
قلبتِ تاريخي
وصرتِ في عتمتي شعلةً ونهاراً
ابتدأنا اليومَ
وجبَّ الحبُّ ما قبْلهُ
فكل ُ ما كانَ قبلاً
كذبٌ وعبثُ صغار ٍ
ضَعِي يدكِ بيدي
وانسى كل ماكان وكل ما صار
ولنبدأُ قصةَ عشقٍ ٍ
يرويها الكبارُ للكبارِ ِ
ويتغنون بها للصغار ِ
قال ابتسمِي
وهو ينفثُ آخرَ ما تبقّى مِن السيجار
بقلمي
نجلاء محمد علي الشمري
من العراق 🇮🇶