الأطلس المكلوم
غرق الزمانُ في آهاتِ الدَّمارْ
لم يكنْ أنينَ بركانْ
كانَ مأساةَ زلزالْ
جرى الدم في المآقي
وجرت الأحزان والآلام كالسواقي
زلزالاً كانْ ويا لَيْتَهُ ما كانْ
أرْهبَ الروحَ والأَوْصالْ
خَلْخَلَ المَقاسَ والمِيزانْ
بَدَّدَ الأَرواحَ غَيَّبَ الأَبْسامْ
أَلْقَى للهَلاكِ السٌّهَرَ والنِّيامْ
وَما تَحْتَ الأَنْقاضِ كَثيرْ
دواجن ،متاع وأنعام
لم يَكُنْ ما كان في الحُسْبانْ
شَقَّ الصُّخورَ بَدَّدَ البُنْيانْ
لَوَّنَ الأَحْلامَ كَوابِيسَ مِنْ دَمارْ
رَفعَ البعْضَ كُلَّ البَعْضِ
كَقَشٍّ عَنْ لهيبِ النارْ
أَقْبَرَ الآخَرَ بأَمْرِ الحَقِّ وَلَمْ يَخْتارْ
لَمْ يَنْتَقِ ،لَمْ يُمَيِّزْ...
كَانَ يَبَاباً على الكِبارِ والأَطْفالْ
كان زِلْزالاً بالأَطْلَسِ عَنيفاً هَزَّ الأَرْكانْ
مَداشِرُ، دورٌ ودَواويرُ هاهيَ اليومَ بِأَسْرِها فِي خَبَرِ كانْ
ومُراكُشُ لمْ تعدْ بَهْجَةً فَقَدْ تَهاوَتِ الحِيطانْ
وعَلَى قَدْرِ الآلَامِ والمَأسَاةِ كانَ الزِِّلْزالْ
مآسي حفرتِ الجُروحَ عميقاً في الأنفاسْ
سَكاكينُ شَرَّحَتْ المَشاعِرَ والإحْساسْ
فيديوهاتٌ تقاطرتْ
عمَّقَتِ الجروحَ شِعاباً
من كُلِّ الأقطارِ والأَجناسْ
حابسَةً الرُّوحَ في أَقفاصٍ من أحزانْ وقُضْبانٍ منْ مأساهْ
كُلُّ آدَمٍ نَزَفَ دَمُهُ دُموعاّ
وتَنَفَّسَتْ أنْفاسُهُ عَبَثَ المَنايَا
ولَوَّنَ وُجودَهُ صَمْتُ القُبورْ
سِكِّينٌ بَلَعَهُ خَافِقِي المَبْثورْ
سَمَّمَ حَشَايَايَ والباقِي مِنْها مَكْسُورْ
أَطْفَأَتِ المَنايا الأضْواءَ والأنْوارَ
بِالأَحْمرِ القَانِي
سَطَّرَتْ بالدُّموعِ كُلَّ الأَطْوارْ
لَوَّنَتْ روحَ المَغْرِبِيِّ بالأسَى والدَّمارْ
نَحَتَتْ وُجُودَهْ بإِزمِيلٍ لَنْ يَنْساهْ
كُلُّهُ جِراحٌ وعَذابٌ أَلِيمٌ وارَبَّاهْ
والأَمَلُ فِي اللهِ ولَيسَ سِواهْ وللشهداءِ المغفرةُ والرَّحمةَ،اللَّهُمَّ يَا إِلَهْ
إدريس البوكيلي الحسني
المغرب