" وهم الكلام "
اقترب مني بتعالٍ
مُصوباً رُمح عينيه
أمامي ،
برشاقة لسان قال :
من أنتِ؟
قلت : فراشة تقتات
من فتات الوعود
ابتلعت الشمع لتتدفأ
و أقسمت ألا تعود
سألني عن إسمي
قلت : الحنان بكل تجلياته
قال : كم أنتِ راقية
أجبت باستخفاف بارز :
مقاس حذائي ٣٧
أعرف كيف أشعل
فتيل فوانيس الليل
و ألتهم الأمداء
وِفق شهواتي
وقفَ مشدوهاً
جاحظ العينين
قائلا: كم سنك ؟
قلت :يبدأ عند أول لهفة
وجدٍ
و ينتهي على مسطبة
أول خيبة ،
قال : لعبتك المُفضلة؟
قلت : لعبة النرد
حيث تكون الملكة
مُنتصرة دائما
قال : ما أجملك
ابتسمت قائلة : مرآتي لا تعكس
الظل إلا ليلا
وقتئد أكون في عناق
طويل مع القمر
استرسل قائلا: كم أنتِ رقيقة ..
قلت : إِرب الذكريات عالقة
بكعبي العالي
و بضع قلوب تركتها
قرابيناً على مقصلة
العدم
قال : هلي بقلبك؟
قلت : لقد انتزع الثياب
و الفصول
و به من العقوق
والشراسة
ما أفقدَه ماهيته
قال: هل يطيب المقام؟
قلت: مذ فُطِمت
وسادتي من إسمنت
قال : هل نخطو معا؟
قلت : ظلي مارد
لا يرسم سوى
الخطوط المتوازية
قال : أنتِ استثناء!!
قلت : بل أنا مُروضة
الأعاصير النائمة
في سُفح الأحلام
بعثرتُ ملامحي
على أرصفة الأوهام
ربما تلتقطها يد
عاشق مقدام
يعانق الروح قبل الجسد
مُمتعظا جمع عدته
و وعوده في آنية
ورقية ،
و غاب عن الأنظار
ربما هنالك
في مكان ما
طريدة عطشى
لوهم الكلام
حنان الفرون/ بلجيكا
من ديواني :" شظايا أنثى"