... مذكراتي مرآتي
؛؛؛ الورقةالثلاثون ؛؛؛
■ تعلمـت مــن قـــداس الحـــرف حـب الأناقـة اللغـويـة
■ الحياة أصبحت كقصيدة فهمها يعادل علامات استفهام
■ شعراء تاء التأنيث استنفذوا الغزل على حساب الأغراض
الشعرية الأخرى
■ أقـلام المبدعين قيمـة إضافيـة للتــوازن المعــرفي
● ● ● ● ●
●
●
●
مشوار حياتي الثقافية قوس
فتحته ولم أقفله بعد ، تعلمت
خلاله المغامرة والمجازفة وكذا الارتجال في الوقت المناسب
ذلك أن الحـياة أصبحــت كقصيـدة فهمـها يعـادل علامـات استفهام ؟؟ تتطلب الكثيـر مـن التركيز للغــوص في بحـرما يسميه الفلاسفة البحث عن الذات أو بالأحرى الاسترسال في تطوير التفاعل مع الانجذاب نحو خصوصيات المذكرات التي يجب أن تسد فراغا أنثويا رهيبا في المكتبة العـــربية، لـذلك أحاول وبكـل نزاهة فكــرية إزاحة قناع الذكــورة وجاهــزية الانتقاد للأنوثةكأن قاسما مشتركا يوحد الذكورة هـو تشابه صناعـة المحتــوى الخاطئ عــن المرأة بجس نبض ثغـــرات خـداعها للــزج بها في ظلمات الانحـراف ، فهـل يعلـم يا ترى الذكرالمتشرد فكريا أن غريزة البحث عن الذات عنده تبدأ ولا تنتهي بشتى أصناف النساء فقط وجلهن مكلومات اجتماعيا بسبب تعنته البئيس، كشاعـر تعــدد في قصائـده كل أنــواع الإناث "البيضاء والشقراء والسمراء والسوداء" دليل على خلل في تاريخ الغزل العربي كوصمة عار على جبين المــرأة قـبــل تأسيس سوق عكاظ يتكلم علـى مفاتن جسدها بغلــو فاحـش وكأنها دميـة بلا روح ، و ينعــث الرجــل في شعــر المديــح بالشهامة والبطولة والإقدام !!! وأصدق حجــة على الشعــــر المبتذل حديث رسول الله ص حيث قال (امرؤ القيس حامل لواء الشعراء إلى جهنم) ألا إن الغزل المبتذل جينات يحملها دم شعرائه من عمربن أبي ربيعة إلى بعض الشعراء المحدثين، ورغم أن شعراء تاء التأنيث استنفذوا الغـــزل على حســاب إهمـال أغـراض الشعــر الأخــرى إلا أن إنصافهم يقتضي ذكـر فضلهم في ترويض فن القـول بضوابطه الألمعية الـذي سار على نهجه قداس الحرف حتى عصرنا الحاضر، وما أدين له به شخصيا أني تعلمت منهم حب الأناقة اللغوية باعتبارهـم ظواهر تستحق وقفة تأمل بامتياز واقتحام عوالمهم الروحية ونبوغهـم الـذي أكن له كل عـرفان وهـو في تقـديـري قيمــة إضافية للتوازن المعرفي ، وبهذا الصدد أتذكر تجربة اكتسبتها أثناء زيارتي لأحد الأطباء النفسانيين الشعراء بالقاهرة والتي أسفرت بجلاء على الحـــوار التالي عجيبة هي حكاية الهاتف التي أصبحت مرتبطة بالتلقائية في القرن الواحد والعشرين ، يكلمني ليفهمني أن الحقـارة ، عفوا الشطارة تحضر ، وتغيب حسب الظروف ، هـو يضغـط على زر تلقائيته حينما يريد أن يروض إنسانا ما، وإذا شطرت مخه إلى نصفين هل يمكن أن أجد به الجواب على السؤالين التاليين هـل يعي أن حساباته بالضرب والطرح والقسمة تساوي عندي صفرا ؟ ، وهل يـدرك بأني لست تلقائية في هوسي ؟ كلما انقطع سير الحديث بيننا أخذت سراحا مؤقتا من التفكير في تأويلاته طبيبي النفسي هذا الذي يراود شعوري شخص مـرتبك لا يستقـر على حـال ليس من السهل تحديد موقفي إزاءه بالدقـة التي أريـد فإن صـح أني قبلـت به صديقا وهـذا موضـع تساؤل لـدي فلربمـا أرغـب في فضـح الإنسـان المـزيف الـذي نلقـاه في الشـارع العمومي ولا نأبه له ، هل من أسئلة يطرحها علي من جديد أريد أن أنسـى بـدون مهـدئات ، ما رأيه بالكابوس ؟ هـل له طريقة خاصة ينقذني بها ومنها هل أنا في حاجة إلى عطلة؟ أليس الطــب النفساني خـروج عـن المـألـوف الاجتمـاعي والتوعكات العامة مثل وجع الرأس ، والحلق والمعدة إلخ إلا أن تحديد موعـد الزيارة من قبل الطبيب قد يرجـع المريـض إلى الروتين الذي جاء يشكو منه ط♧ أنا لاأصدر أحكاما على الناس
م♤ فهذا يعني أنك تدينهم سلفـــا
ط♧ أفصحي
م♤ النساء قادرة على الاستيعاب
ط♧ لم أفهم ما تقصدين
م♤ شرح الواضحات مفضحات
ط♧ أنت تنشدين العداء
م ♤ عدو عاقل خير من جاهل
ط♧ قطعت خيط الملح بيننا
م♤ لم يعد هناك ملح ولا سكر
ط♧ هل تكرهينني ؟
م♤ لا أكره عادة من يكرهني
ط♧ لقد جعلتني في وضع حرج
م♤ لقد اعتدت على الغرائب
ط♧ أنا رجل تلقائي بالسليقة
م♤ لست رهن إشارة تلقائيتك
ط♧ أنت عنيدة
م♤ أكثر مما تتصور
ط♧ أريد أن أحررك من ظلماتك
م♤ ك أتعلق بمستحيلاتك ؟
ط♧ نعم نعم
م♤ أكره أن يفرض شخص علي
ط♧ ماذا ؟
م♤ أنابعيادتك هروبا من النفاق
ط♧ كيف ؟
م♤ كأن الأنثى دوما متهمة
ط♧ تفضلي أنا أسمعك
م♤ ألا تعتقد بأني أدمنت المسرح
ط♧ المسرح أي مسرح ؟
م♤ ألا تزاوله ؟
ط♧ لماذا الحاجة إلى المسرح؟
م♤ لأننا لا نفهم المسرح هو الحل
ط♧ إلى أي حد تزورين الحقائق
م♤ أزور معك الحقائق كليا %
ط♧ ولماذا ؟
م♤ لأن التفكير لايفهم ولا يرحم
يتبع/-
بقلمي د.فاطمةالزهراء
بن عدوالإدريسي