حكاية ثورة
..........
اشتعلْ في صدري قصيدةٍ
تَبَعثَرْ
فوقَ أوراقي البيضاء الجديدة
أنا نمتُ منذُ قرون
وصَحوتُ الآنَ
على رائحةِ الحبرِ والليمون
عندَ أوَّلِ منعطفٍ للحنين
عندَ أوَّل صفعةٍ للإشتياق
يُثلجُ فوقَ رأسي الماضي المُدان
ويحرقُني الماء حتى الاعماق
هناكَ فرصةٌ للرجوعِ
للهروبِ
للعزوفِ
للإنعتاقِ
لكني زهرة تحتاجُ أناملاً
تُعلِّمُها ماهيَّةَ العناقِ
كنتُ ثائرةً قبلَ نومي
كنتُ أم الأبطالِ
وأسطورة النضالْ
حضارتي عريقةٌ
تُسَوّقُ الأفكار
بأثوابٍ أنيقةٍ
تبني الإنسان،وتعلي الصّروح
لَكَمْ كانت حرفةٌ دقيقةٌ
أما الآن فلاتسأل،
هذا سُباة حضاراتٍ
وهدأةٌ للحقيقةِ
ِِاِرفعْ أوراقَ الزَّيتون
واسكبْ الحبرَ
فوقَ جذور اللّيمون
فَلَرُبما يأتي يومٌ ،ونكون
إنْ أردتَ، فأسألْ الملائكةَ
عن نكهةِ الحريةِ
أسألها وجبةً دسمةً
من لحومٍ مقددةٍ
في أواني التّاريخِ الحجريةِ
وارتوي من نبيذ أحلامي
فسحةٌ لقيامِ ثورةٍ
وَحَرِّك النبيذَ
في الكأسِ النُّحاسيةِ
لِتهيج عاصفتي الحمراء
فرصةٌ لبذل الدِّماء
وأنا حَدَدتُ ملامحَ الضّحية
اِقلبْ الصَّفحةَ المهترئةَ
سجلْ برأسِ الصَّفحةِ الحمراءِ
ماضٍ يُعاد من جديد
حاضراً من النَّارِ واللّحمِ
والحديد
مستقبلٌ من مخضِ
إرادتنا
حكايةٌ ،تخرجُ من بين الرّماد
مهرة عربية أصيلة
تحملُ سرجاً دمشقياً
وَ وشْماً أندلسياً
انتعلت في بغداد إحدى حوافرها
سجل، في أيِّ بقعةٍ
يكون موطن الحداد
الآن يولد وطنٌ
سَجِّلْ إن لم تبقَ سطور
انزعْ معطفكَ ، وسطره
اِجعَلهُ موطِناً للحروفِ
واسكنهُ
حكايةَ ثورة
فالثوارُ كلّ يومٍ يولدون
إن نَزَفنا اليوم تاريخاً
في الغدِ سيكون دمنا تاريخ
وسنكون...وسنكون
............
سرى شاهين