وأنت مهلكتي
لقد رأيتك تبكين بلا طائلٍ
وانت الممسكة بفؤادي ...
وانت المشاكسة في أوقاتي.
أنت بِضْع مني وأنا منك
لقد شققت القلب شقّا .
فسحّ بالدم ثورة.
فارت شكيمتي فورة.
وأنت التي ركبت المخاطر عنوة
عبر القرون
قرب بني مروان ومضارب هولاكو
عبر الجداول والأحراش
صوب بذور العلقم
وظلال الزيتون
وكأني طلقة عنوان
بدون صوت ولادخان
تزخرف الأجيال بالقصص
بمداد أسكبه الخيال
وسقاه حثى انتشى
وانتشينا حد النخاع
ألفنا دورة الرعاع
وأنت الشاهدة في تهجدي
بين حرفي وصرختي
بين حضرتي وغيبتي
كظلي... تمشي عاشقتي
تحِن لي وقت هفوتي
ولحاظها فتن
عاشقا رَمّاحا مِلْحاحا
وأنت مملكتي
فيك صولتي
وانت مصرعي
فيك مقبرتي
وأنت بغية المهاجر
لاحت بالهجيرة
كشهد عنقود ببحيرة.
محرمة على راهب
أشقاه الظمأ
اعتزلت الخلق صفوة
حثى أنجو بصرختي
غير انك انت
مهلكتي
فؤاد البياز القاسمي